العدوان ( الصهيوإسراأمريكى ) على غزه وعجز النظام العربى الحاكم
بقلم \ على بركات
قد يتساءل المرء عن هذا الحد الغير مسبوق لإنبطاح النظم العربيه الحاكمه فى مواجهة كل قضايا الأمه المعاصره بل وحتى التى تخص الشأن الداخلى الخاص على المستوى القُطرى ، فهى نظم إذا ما قُورنت بماثيلاتها فى عالم ( التوتاليتاريات ) ليس لها نظير ، فهى تقبع على صدور شعوبها بحكم الجبر إما مَلَكيه وراثيه تجنح إلى الديكتاتوريه ... وإما عسكريه ليس لها ظهير شعبى تعتمد عليه فى حكم الرعيه مستمده وجودها وبقائها من نشر الآله العسكريه فى أرجاء البلاد ، وتلك معضله قد عصفت بهيبة الكيان الخارجى للدول العربيه قاطبةً ، لأن كلا النظامين - الملكى الوراثى - و- العسكرى - يسعى بشكل مغالى فيه لإرضاء الغرب الذى يصمت عن إغتصابه للسلطه مقابل غض طرف الاول لتيسيير وتسهيل مصالحه العليا ، مما جعل النظام العربى الحاكم يتورط برغبته أحياناً كثيره و( حيناً آخر رغماً عنه ) - فى غياب تام لمشورة الشعوب ولو عن طريق البرلمانات المنتخبه – فى إبرام إتفاقيات ومعاهدات سجنته فى الحل السياسي فقط ( كمعاهدة السلام ) ... وأسقطت الحلول العسكريه ، مما أغرى الآخر فى سحقنا وقتما شاء وكيفما شاء ، وذابت معه حتى روءا الأمن القومى فأضحى معه الإغاره على غزه مسأله شأن فلسطينى ، تجمدت ردود أفعال النظم العربيه وفقْد السمع والبصر والفؤاد ، أضاف إنبطاح ونكسه تاريخيه فى سجلها المعاصر سبقه عار إنقسام السودان ومباركه إحتلال أمريكا للعراق فى العام 2003 !
قرار ضرب غزه عسكرياً غالباً ما تأخذه إدارة الكيان الإسرائيلى بمباركة الولايات المتحده الأمريكيه فى - زحمة الظروف - ، إما أن تجهض السلام فى الداخل الفلسطينى إذا ما رتأت توافق سياسى للفصائل المختلفه يلوح فى الأفق ... كسعى أبو مازن للمصالحه مع حركة المقاومه الإسلاميه حماس ... والذى من المفترض أن يتبعه خطوات على الارض من جانب – الكيان الإسرائيلى – فى تحريك ما يسمى – عملية السلام ووقف المستوطنات والزحف المتتالى على القدس ، أو فتره رحيل إداره أمريكيه وقدوم أخرى للبيت الأبيض ، أو وسط زخم سياسى دولى ، وقد يصل الأمر بالصهاينه أن يستثمروا إنشغال الإعلام العالمى بتسليط الضوء على أحداث كأس العالم لكرة القدم لتمرير ضربه عسكريه .
لقد جاء قصف غزه فى أجواء سياسيه تلفها الإرتباك فى مصر الكنانه ... فى ظل نظام يسعى لنزع إعتراف وشرعيه من الغرب بشتى الطرق ولو على حساب الأمن القومى وقد يذهب لأبعد من ذلك حتى يرسخ أقدامه ، وتعى – الصهيوإسراأمريكيه – ذلك وتطمئن لردة فعل القاهره بعكس فترة حكم الدكتور محمد مرسى الرئاسيه التى أبدع فيها سياسياً وأوقف الإعتداء على أهلنا فى غزه ورعى إتفاق الهدنه بين حركة المقاومه حماس – والكيان الإسرائيلى – 2012 الذى يدعوا لها الأن – مجلس الأمن - ... وهى دعوه خبيثه فرضتها الضربات العسكريه النوعيه لكتائب عزالدين القسام بعشر صواريخ جى80 وصلت قلب الكيان فى تل أبيب ، واخرى قرب مفاعل ديمونه وهى إشاره فى غاية الأهميه ولها بعد عسكرى نفسى رهيب ، وتمتلك المقاومه صواريخ آر160 التى يصل مداها 160 كم وإم75 التى يصل مداها 75كم ... بل فاجأة - الكيان الإسرائيلى – بأسلحة دفاع جوى لطرد مروحيات – الكيان – من سماء غزه ... كما تحدت القبه الحديديه لجيش الإحتلال .!
غزه بقساميها – قدر الله على الأرض – الذى يعوق تمدد – إسرائيل – الفزيائى ... فى غياب الجيوش العربيه ... وفى ظل إنبطاح النظام العربى الوظيفى المُنكفئ المُنفصل عن ( الشعوب ) ، والتجربه التاريخيه منذ 1948 تفرض خيار واحد لا ثانى له – خيار المقاومه – الذى يجب ان يتجاوز قطاع غزه إلى كل شبر على ارض فلسطين بما فى ذلك – عرب 48 – وعدم التجاوب مع مجلس الامن والامم المتحده ومن على شاكلتهم فهم أدوات إستعماريه وسكين على رقاب الشعوب الضعيفه ليس إلا ! ... وإلا ستظل القضيه الفلسطينيه معلقه يكسب فيها الكيان الإسرائيلى كل يوم أرض ويهتك عرض ويشيد مستوطنات ... ويفقد أهلنا فى فلسطين شهداء ومعتقلون ومختطفون ، لحين تخلُص الشعوب العربيه من النظم الوظيفيه الحاكمه لها التى سُجِنَت فى الحل السياسى وأُخرِجَت من دائرة المواجهه العسكريه إنعكست على - تمدد كروشهم - التى تميزهم عن الرعيه .!! فخيار المقاومه سينهك ألإقتصاد الإسرائيلى وسيربك الدبلوماسيه ( الصهيوإسراأمريكيه ) وسيجهض تكتيكات الكيان الإستباقيه والمستقبليه ، وأعتقد أن فى جعبة القياده العسكريه القساميه الكثير من المفاجأت العسكريه النوعيه الفنيه ... وتمتلك ميكانزمات أظهرت فقط جزءً قليل منها فى هذا الصراع غير المُتكافئ .!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق