الخميس، 17 يوليو 2014


 { طائر النعام }ج2


صفاته وخصائصه والمنتجات التي يمكن الحصول عليها



بقلم دكتور : خالد محروس 

تنقسم الطيور عامة إلى قسمين رئيسين هما: 

اولاً :  الطيور القادرة الطيران : وتختلف هذه الطيور عن غيرها بقدرتها على الطيران وما يتبع ذلك من تحورات في الهيكل العظمي " الأجنحة – وباقي أجزاء الجسم " . وتتميز بقدرتها على الطيران والتحليق في الهواء بأجنحتها وتشمل معظم رتب وعائلات الطيور مثل " العصافير – الصقور – الببغاوات".
ثانيا : الطيور الغير قادرة على الطيران: ويشمل قسم الطيور الغير قادرة على الطيران حيث يضم الرتب التالية:
رتبة النعاميات.
رتبة النعام الأمريكي.
رتبة الكسوري.
رتبة النعام الاسترالي.
رتبة الكيوي والبطريق ( مختزلات الجناح).
والنعام يتبع رتبة النعاميات وهو أكبر الطيور حجما على وجه الأرض و يتبع فصيلة الطير الذي يجرى (Ratitae) وقد قام بتسميته العالم لينيس عام 1758 باسم ( Struthio camelus) كما يطلق على النعام اسم Camel bird أي الطائر الجمل وذلك لتشابهه مع الجمل من حيث معيشته الصحراوية حيث أنه مكيف للعيش في الصحراء.
وقد نشأ النعام في المناطق الجافة في أفريقيا كما وجد أيضا في الصحراء العربية وإيران وبعض المناطق الصحراوية في مصر. و مجموعة الطيور التي تجرى يتبعها أيضا كلا من الكازوارى (Cassowary) وموطنه شمال أستراليا و طائر الإيمو (Emu) موجود أيضا في استراليا و أمريكا و ارتفاعه 1.5-1.8 متر و يزن حوالي 68.6 كيلوجرام كذلك يتبع هذه المجموعة الريا الأميركي (Rhea) ويزن حوالي 38 كيلوجرام.
ويوجد من النعام ثلاثة أنواع تبعا للون الرقبة و هى:
1ـ أحمر الرقبة (Red Neck) و يتميز بضخامة الحجم و هو شرس و عنيف وإنتاجه من البيض منخفض جدا و يصل إلى 15 بيضة في الموسم وهو قليل الاستئناس. مازال يعيش بصورة برية على الساحل الشرقي الأفريقي والصحراء الأفريقية ، ويتميز بكبر الحجم (120-160 كجم ) – بطيء في النضج الجنسي حيث يبدأ في الإنتاج في عمر 5-6 سنوات. 
2ـ أزرق الرقبة (Blue Neck) وهو متوسط الحجم و متوسط إنتاجه من البيض 30-60 بيضة في الموسم ويربي في مزارع عديدة.
3ـ أسود الرقبة (النعام الأفريقي الأسود (Black Neck) وهو أفضل الأنواع الثلاثة والأكثر استئناسا وقد تم الحصول عليه نتيجة عمليات الخلط و التهجين و يتميز بطباعه الهادئة نسبيا عن النوعين السابقين و إنتاجه غزير من البيض حيث ينتج من 60 –120 بيضة في الموسم للنعامة, و لون الريش جيد و نوعية اللحم ممتازة.
صورة تبين ذكر وأنثى النعام الأفريقى الأسود الرقبة
وينتمي النعام لمجموعة الطيور التي لاتستطيع الطيران والتي تعرف بالطيور التي تستطيع العدو فقط . ويعتقد أن النعام عرف قبل حوالي 40 مليون سنة في منطقة البحر الأبيض المتوسط غرباً، والصين شرقاً ومنغوليا شمالاً وقد دلت الحفريات على وجود طائر النعام في القارة الآسيوية وشمال أفريقية. وقبل حوالي مليون سنة هاجرت قطعان من النعام مع بعض الثدييات عبر القارة الأفريقية جنوباً حيث يوجد الآن قطعان من النعام المتوحش في الصحراء الأفريقية في السودان ومصر وإثيوبيا والصومال والساحل الغربي للبحر الأحمر وكينيا وتنزانيا وكذلك في منطقة الجزيرة العربية . ويعتقد أن الفراعنة في مصر هم أول من استأنس طيور النعام كما تدل على ذلك الآثار الفرعونية القديمة، هذا واتخذ الفراعنة من ريش النعام رمزاً للحقيقة والعدالة وكان كبار قادة الرومان والإغريق يزينون قبعاتهم بريش النعام كما أن العرب اصطادوا طيور النعام للرياضة وكمصدر للغذاء أطلقوا عليها طائر الجمل في حين اعتبرها الآشوريين حيواناً مقدساً، أما المحاربون من قبائل الزولو في جنوب أفريقيا كانوا يزينون أجسادهم بريش النعام وكانت الملكة إليزابيث الأولى أول امرأة تستعمل ريش النعام في زينة الشعر أما ماري أنطوانيت في فرنسا فهي أول من استخدم ريش النعام في الملابس. وقد احتكرت دولة جنوب أفريقيا منذ ما يزيد عن 150 سنة صناعة النعام ولازالت حتى الآن المصدر الرئيسي لمنتجات النعام من اللحوم و الريش و الجلد, إلا أن الاهتمام العالمي بتربية النعام قد ازداد في الآونة الأخيرة بإقامة مشروعات النعام مثل الولايات المتحدة الأميركية وهولندا ومصر والمملكة العربية السعودية وغيرهم. وفي السنوات الخمس الماضية ظهرت هواية تربية طائر النعام في بعض الدول العربية والخليجية الا انها تحولت بعد حين الى مشاريع تجارية تعود على اصحابها بعوائد مالية مجزية. وجاء في تقرير نشر على موقع الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية بالكويت، ان مزارع تربية النعام بدات في الكويت في عام 2004 كمشاريع صغيرة في منطقة الوفرة الزراعية الى ان ظهرت مطاعم تختص بتقديم وجبات لحوم للنعام تعتمد على تلك المزارع في توفيرها.
ويشمل النعام الأنواع التالية:
1ـ رتبة النعاميات:
أ) نعام شمال أفريقيا : : وهي أكبر أنواع النعام حجما يميزها وجود أعناق طويلة عارية حمراء اللون وتعتبر أندر الأنواع في الطبيعة الذكور الشرسة يصعب الاقتراب منها ولها قدرة فائقة على الإحساس بالخطر.
ب) نعام جنوب أفريقيا : ذو سيقان قصيرة نسبيا وعنق فانحة تميل إلى اللون الأسود خاصة في ضوء الشمس وهو أقل شراسة من النوع الأول ويسهل استئناسه ولذا اتجهت معظم الدول إلى تربية هذا النوع حيث انتشر بكثرة في مستعمرات جنوب أفريقيا وأصبحت أعداده الآن تقارب 25000 طائر مرباة في مزارع خاصة وذلك لما يتمتع به هذه النوع من مميزات عديدة تتمثل في هدوء الطائر النسبي – كثرة عدد البيض – وصول الطائر إلى حجم مناسب قبل سن البلوغ – ارتفاع نسبة الخصوبة ويكثر هذا النوع في جنوب غرب أفريقيا وأنجولا. 
ج) نعام صومالي: ذو عنق سماوية اللون ،عارية من الريش، حجم متوسط بين النوعين السابقين ويكثر تواجده في شمال كينيا ، أثيوبيا ، الصومال، ويصعب الاقتراب من هذه الطيور عامة فيما عدا المجموعات التي تم الإبقاء عليها من خلال برامج الحماية والتربية والتي تم إكثارها في الأسر والتي اعتادت اقتراب العربات ووسائل النقل التي يقلها راغبي مشاهدة ومراقبة الطيور.
د) نعام المساي: تقطن جنوب كينيا وتنزانيا ويكثر تواجدها في السهول المفتوحة وتوجد بأعداد قليلة.
هـ) نعام عربي: تناقصت أعداده بشدة في بداية القرن العشرين.
2-  رتبة النعام الأمريكي (الريا): تقطن هذه الطيور جنوب أمريكا وهي طيور سريعة العدو يميزها وجود ثلاثة أصابع جناحيها أكبر في الحجم من النعام الأفريقي والنعام الاسترالي والكسوري وتعيش هذه الطيور في مجموعات مكونة من 10 – 30 فرد.
3ـ رتبة الكسوري :الرتبة أصوات مميزة تقارب أصوات الحيوانات الكبيرة والإناث لا صوت لها لون الريش رمادي والأجزاء السفلى من الطائر بيضاء يبلغ ارتفاع الطائر من سن البلوغ 90 سم ويزن 25 كجم تقريبا وتضع الأنثى ما يقرب من 15 بيضة سنويا وفترة الحضانة للبيض تستغرق 35 – 40 يوما. ومن انواع الكسورى: كسوري وحيد القبة، كسوري جنوبي، كسوري بنتي. وتقطن هذه الطيور شمالا شرق قارة استراليا والجزر المجاورة لغينيا الجديدة ويقع تحتها ثلاثة أجناس من الكسوري يتراوح ارتفاعها ما بين 3.8 – 5.8 قدم وتزن 100 رطل تقريبا. والأنثى أكبر قليلا من الذكر بعكس باقي الطيور الغير قادرة على الطيران ويكثر تواجدها في الغابات الكثيفة ويميزها الريش الذي يشبه الأشواك الطويلة الحادة والتي تقوم بدور فعال في حمايتها أثناء سيرها في الغابة. 
كما أن لها سيقان قوية تساعد الطائر في الدفاع عن النفس وتضع الأنثى ما يقرب من 3 – 6 بيضات خضراء كبيرة يحتضنها الذكر حتى الفقس ( مدة خمسون يوما ) وتبقى الصغار مع الأبوين حتى سن 5 شهور.
4ـ رتبة النعام الاسترالي ( الأميو): تقطن هذه الطيور قارة استراليا وتلي طائر النعام الأفريقي في الحجم ولحم هذه الطيور له نفس مذاق اللحم البقري ولطائر النعام الاسترالي (الأميو ) ريش يشبه الشعر. وتمتاز هذه الطيور بأنها أقل شراسة من الأنواع السابقة ولكنها سريعة العدو خاصة عند الإحساس بالخطر وغالبا ما تقتضي وقتها في مجموعات صغيرة وتتغذى على الفواكه والخضروات والحشرات يبلغ ارتفاع الذكر ما يقرب من 180 سم ووزنه 120 رطل وتضع الأنثى من 8 – 10 بيضات خضراء داكنة اللون يحتضنها الذكر مدة 50 يوم تقريبا. ً
5ـ رتبة الكيوي :وتتمثل هذه الرتبة في ثلاثة أجناس وهم: الكيوي البني، والكيوي المنقط، والكيوي المبرقش. يصل متوسط وزن الأنواع المختلفة الثلاث السابقة 22 كجم والارتفاع 35 سم. وتضع الأنثى 1 – 2 بيضة سنويا وفترة الحضانة من 65 – 85 يوما وتتغذى على اللافقاريات والعناكب والحشرات والحبوب والفواكه. لون الريش بني مخطط بالأبيض والإناث أكبر من الذكور في الحجم بنسبة 20%.
صفات و خصائص طائر النعام:
1ـ يصل ارتفاع النعام إلى 2.5 متر و يزن حتى 150 كيلوجرام.
2ـ يغطى جسم الأنثى ريش رمادي اللون بينما يغطى الذكر ريش أسود لامع فيما عدا ريش الأجنحة والذيل لونه أبيض.
3ـ غير قادر على الطيران و يستطيع الجري بسرعة تصل إلى 65 كيلومتر/ الساعة, فهو طائر عداء حيث تحتوى قدمه على إصبعين فقط أحدهما كبير وهو الذي يحمل تقل جسم النعام و نتيجة لقلة عدد الأصابع فإن القدم تلامس الأرض من مساحة قليلة مما يوفر السرعة الكبيرة لهذا الطائر, بالإضافة إلى ذلك, فإن أرجل النعام متطورة حيث تبدأ عضلة أرجله القوية عند الكعب بارتفاع حوالي 60 سم من الأرض.
4ـ النعام طائر صحراوي ويعتبر من آكلات العشب (تتكون عليقته من البرسيم و العلف المصنع) كما أنه يبتلع أي شئ من المعادن والأخشاب, لذا يجب توخى الحرص والحذر من وجود أي شئ من هذا القبيل في ملاعب النعام.
5ـ يمكن للنعام أن يرفس بأرجله للأمام وليس إلى الخلف أو الجانب وتصل قوة الرفسة إلى 225 كجم لكل بوصة مربعة, ويمكن للنعام بواسطة أرجله أن يشق فتحة في شخص تمتد من قمة رأسه إلى قدمه بكل سهولة مما يؤدى إلى موته, لذا لا بد من اتخاذ الحيطة عند التعامل مع النعام و خاصة الذكور في موسم التناسل.
6ـ للنعام بصر حاد وقوي بدرجة فائقة, إذ يمكن للطائر أن يدقق النظر على مسافات بعيدة مما يكفل له الأمن و الحماية له ولباقي الطيور بجانبه ولذلك إذا أخذنا هذه الصفة في الاعتبار إضافة إلى الأرجل القوية لأدركنا أهمية أن تكون تحركات العمال المخالطين للطيور أن تكون هادئة و بطيئة وبدون إحداث إزعاج للطيور, إذ أن الطيور رد فعلها غريزي وخاصة عند تواجدها في مجموعات فإذا ما تحرك طائر حركة فجائية سوف يتبعه الباقون مما يعرض الطيور والعمال للخطر.
7ـ طائر النعام مخلوق غير ذكي وحجم مخه يساوي تقريبا حجم العين ويزن المخ حوالي 40 جرام وليس صحيحا ما يشاع عن جبن النعام وأنه يدفن رأسه في الرمال في حالة الذعر أو الخوف, وإنما تقوم الطيور بوضع رقبتها ممددة على الأرض كمحاولة منها للتمويه.
8ـ طائر النعام هو الطائر الوحيد الذي يمكن أن يتبول أو يتبرز كل على حدة.
9ـ يمتد موسم التكاثر حوالي 8 شهور كل عام ابتداء من شهر فبراير و حتى شهر أكتوبر. يصل عمر النعامة إلى 70 عاما ولكن العمر الإنتاجي أقل من ذلك, وتصل أنثى النعام إلى النضج الجنسي عند عمر 2-3 سنوات تقريبا أما الذكر فيأخذ سنة إضافية للوصول للنضج الجنسي, ويصل إنتاج البيض إلى 60-100 بيضة ويبلغ وزن البيضة 800-2000 جرام و مدة التفريخ في بيض النعام 42 يوم في المتوسط.
10ـ معظم الأحيان تزداد شراسة الذكور و قد تتسبب في إيذاء الأنثى وفي أحيان كثيرة يلاطف الذكر الأنثى و يقوم بعمل سلوك الغزل لجذب الأنثى تجاهه, وأثناء سلوك الجماع يقوم الذكر بالدوران حول أنثاه ثم يقوم بثني الركبتين مع رفع الأجنحة لأعلى وتحريكها مع ضرب جانبي ظهره الأيمن والأيسر برأسه محدثا صوتا مكتوما. وعند التلقيح تجثم الأنثى على الأرض عندما تطلب الذكر و عندها يعتليها الذكر واضعا قدمه اليسرى أمامها على الأرض من جهة اليسار ويرتكز بقدمه اليمني بخفة على ظهرها ناحية اليمين ثم يولج العضو الذكرى (Phallus) لداخل فتحة المجمع للأنثى وخلال ذلك يتقلب بجسمه من جانب لأخر.
11ـ يصل سن الذبح لقطعان التسمين في النعام إلى 12 شهر حيث يكون متوسط الوزن الحي هو 100 كيلوجرام مع التغذية الجيدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق