الثلاثاء، 15 يوليو 2014

طائر النعام ج1


صفاته وخصائصه والمنتجات التي يمكن الحصول عليها




بقلم دكتور : خالد محروس 

تتعدد مصادر الثروة الحيوانية وتتنوع بمميزات لكل منها ولكن اللافت للنظر خلال السنوات الاخيرة هو اقبال المستهلكين في انحاء العالم على مصادر الغذاء الاكثر امنا من ناحية الدهون والاحماض والكولسترول، للحفاظ على معايير غذائية صحية بعيدا عن امراض سوء الهضم والبدانة وتصلب الشرايين. حيث اكتشف الخبراء مؤخرا ان لحوم طائر النعام هي الافضل كغذاء صحي عالي البروتين ومنخفض الدسم في نفس الوقت.
وفي ظل الزيادة السكانية الرهيبة و الحاجة الماسة إلي توفير احتياجات الإنسان من اللحوم و بخاصة البروتين الحيواني بالإضافة لتفادى مشاكل اللحوم الحمراء من ارتفاع نسبة الكوليسترول و ظهور بعض الأمراض بها مثل جنون البقر و الحمي القلاعية، تحولت أنظار العالم أجمع إلي مصادر أخرى تكون آمنة و خالية من المخاطر ومن هذه المصادر لحم النعام.
ولقد لقيت تربية النعام في الآونة الأخيرة اهتماما عالميا وازداد الطلب على جميع منتجاته من لحوم و جلود وريش و غير ذلك, كما ازدادت الحاجة إلى معرفة طبيعة و خصائص و سلوك و صفات هذا الطائر وكذلك معرفة طرق تربيته وتغذيته و كيفية إدارته على مستوى المزارع.
مما سبق نجد أنه كان لابد من إيجاد مصدر غذائي جديد لتربية الدواجن فكان الاهتمام في الآونة الأخيرة القيام بتربية طيور النعام في معظم أنحاء العالم والتي تبشر معدلات إنتاجه الحالية بميلاد صناعة النعام مع بداية القرن الجديد. وذلك لما يمتاز به طائر النعام من صفات إنتاجية متميزة ( لحم – جلد – ريش – بيض) وعوائد اقتصادية عالية.
والنعام ليس فقط لحم وريش وموضه فى بعض مطاعمنا لكنه أصبح صناعة وسوق وتجاره له تعداد ومذابح وبورصه ومراكز اكثار. وتعتبر جمهوريه مصر العربيه من أفضل الأماكن لاقامه هذه الصناعه من الناحيه الاقتصاد يه لتوفر الشمس المشرقه وانخفاض نسبه الرطوبه والتى يسبب ارتفاعها خطوره على الكتاكيت مع امكانيه إنتاج البرسيم الحجازى معظم الموسم وتوفر العماله المؤهله الرخيصه .

لمحة تاريخية:

عرف النعام في مصر منذ آلاف السنين, منذ عصر ما قبل التاريخ حيث دل على ذلك رسوم الفراعنة على جدران المعابد و الصخور, بالإضافة إلى هذه الرسوم , كانت النعامة ترسم على الفخار كعنصر من عناصر الزخرفة كما استخدم قشر بيض النعام للزينة. وكان يصطاد النعام بواسطة الحبال أو السهام كما كانت تساعد كلاب الصيد في صيد النعام. كما يوجد على أحد جدران معبد الكرنك رسم يصور استيراد الفراعنة للنعام من بلاد بونت (الصومال حاليا) لأن الموجود من النعام في ذلك الوقت لم يكن يكفى حاجة البلاد.
وكان النعام موجودا في مصر في منطقة عين شمس والمطرية, كذلك وجد في الصحراء قرب السويس و في الصحراء الغربية في الطريق إلى واحة سيوة و كذلك في جنوب شرق مصر. وتعتقد القبائل التي تسكن جنوب شرق مصر في منطقة مرسي علم على البحر الأحمر بأن المادة الموجودة داخل عظام النعام تستخدم كدهان لعلاج الروماتيزم. بدأت تربية النعام في مزارع تجارية في منتصف القرن الثامن عشر وكان يربي آنذاك خصيصا للحصول على الريش الذي كان يستخدم في أغراض صناعية معينة وقد حققت حكومة جنوب أفريقيا أرباحا طائلة نتيجة التوسع التجاري في صناعة وإنتاج النعام وانتشار تربيته بها وذلك تحت مظلة القانون الصادر في عام 1974 والذي نص على منع نشر أي معلومات تتعلق بتربية وإكثار طائر النعام في هذه الدولة النعام في هذه الدولة وحظر التداول خارجها وقد تلت هذه القرارات التشريعات السابق صدورها في عام 1959 بشأن حظر استيراد ببعض النعام أو الأفراح الصغيرة خارج جنوب أفريقيا حيث لجأ بعض رجال الأعمال والفلاحين في منتصف القرن التاسع عشر ( بعد ثبوت التأكد من قيمة طائر النعام الاقتصادية ) إلى التجار في هذه الطيور وهناك اتجاهات قوية لتطوير أسواق اللحوم والمخلفات في بلدان العالم الأوروبية والآسيوية نظرا لتزايد الطلب على هذه اللحوم في أسواق العالم المختلفة. وقد تم تأسيس شركات متخصصة في كثير من دول العالم تساهم مع المالك في النهوض بهذه الصناعة عن طريق : 
1ـ توفير عينات في المكاتب الرئيسية الاستشارية لاستخدامها في العرض أو التكاثر لتحسين إنتاج القطيع ورفع كفاءته.
2ـ تشجيع أصحاب المزارع على الاستفادة من هذه المكاتب الرئيسية وخبراتها وتوجيهاتها في هذا المجال لتحقيق أعلى عائد من الربح.
3ـ استمرار تشجيع إنشاء مزارع جديدة. 
4ـ إعلام جميع المربين عن وجود شركات متخصصة تعمل في هذا المجال ( الإكثار والتسويق.
5ـ إعطاء المربين ضمانات لتعويض النافق أو التخلص من العينات الغير صالحة للإنتاج والتفريخ .
مراحل نمو و تطور صناعة النعام:
مرت صناعة النعام حتى الآن بثلاث مراحل, كانت أولي هذه المراحل في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث كان الاهتمام بهذه الصناعة يدور حول ريش النعام و حاجة الأسواق العالمية منه في ذلك الوقت. وقد كان المصريون القدماء أول من لبس ريش النعام كما تخذوه رمزا للحق والعدل و الصدق وذلك لتماثل الريشة إلى نصفين تماما, وقد ظهرت الملكة نفرتارى، إحدى أجمل وأشهر الملكات في التاريخ, وهى تزين رأسها بريش النعام، كما ظلت مصر أحد المصادر الرئيسية لإنتاج ريش النعام الذي كان يصدر لبعض الدول الأخرى. وقرب نهاية القرن الماضي ظهرت الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا, في البرلمان و هى تتزين بريش النعام و لتعلن عهدا جديدا من ازدهار تجارة تلك السلعة الرائجة وبدأت معها جنوب أفريقيا تشكل المركز الرئيسي لإنتاج ريش النعام في العالم.
ثم كانت المرحلة الثانية, وفيها ازداد الاهتمام بصناعة جلود النعام وازدادت حاجة الأسواق العالمية منه نظرا لمتانته و جاذبيته حيث يستخدم في صناعة الأحذية و الحقائب والملابس الفاخرة. وتلا ذلك المرحلة الثالثة, حيث ازداد الاهتمام بلحوم النعام و التي تعتبر من أجود اللحوم الحمراء (لحم النعام أحمر وليس أبيض كباقي الطيور) وذلك لارتفاع قيمتها الغذائية وخلو محتواها تقريبا من الكوليسترول كما أن ألياف اللحم لينة و لذلك فهي سهلة الهضم و سريعة الطهو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق