الاثنين، 28 مارس 2016

روسيا … والصراع على الرقم صفر 

(ج2)

بقلم : على بركات

من يحسم المعركه ؟! سؤال استراتيجى ذو أبعاد نسبية المضمون …، ثمة لعبة شعبيه فى اسبانيا يصارع فيها شخص ما متمرس الثور الهائج … بطبيعة الحال الثور من زاوية المفارقات اكثر قوة واضخم بنية ، لكن هذان الفارقان لم يستطيعا حسم المعركة لصالح الثور … فالقوة المقترنة بالتهور قد تثير الشغب والهياج قى مكان الصراع … لكن حسم المعركة غالباً ما يكون بيد من يمتلك الميكانزمات ، كأحد الادوات التى يعى فى تحضيرها للمعركه كيفية الانسحاب … قبل التحضير لخوض المعركة ، وهذة الاستراتيجية تعيها بريطانيا أكثر من غيرها فى دول المركز !!!.

لقد تناولنا فى الجزء الاول قراءة مشهد التدخل العسكرى الروسى فى سوريا … تحت زعم محاربة الارهاب ، ذلك العنوان الكبير الذى ليس له مدلول دقيق منذ ان اعلنته الولايات المتحده الاميركية اثناء حربها على العراق وافغانستان … وبالتبعية تبنتة أكثر النظم العالمية والاقليمية ـ كما اسلفنا دون تحديد تعريف سياسى اجتماعى قانونى يجتمع علية مفكرى السياسة والقانون وعلماء الانثربولوجى ـ على الاقل حتى تعرف الشعوب مع من تقف وما الذى يدور فى محيطها , وحتى لاتتحول الى كائنات عبثية ترى كل شئ عبثى بأبعادة ومدلولاتة ، كانت خلاصة قراءتنا ان روسيا مثل الثور الذى يتغافل دائما النتائج ، تتغافل قدرة الآخر كما تتغافل حجم وقوة الصمود الاقتصادى لديها حال خوض المعركة العسكريه … ، وأدركنا أيضاً ان روسيا سيكون نتيجة دخولها الصراع فى سوريا مُحصلتة النهائية ـ صفر ـ كسابق عهدها فى أكثر من صراع منذ أكثر من ثلاثة عقود مُنصرمه ، زها هى الان تعلن إنسحابها من سورية تحت ذعم ـ أنها أنهت مهمتها ـ مقوله مضحكه … النتيجه الوحيدة للوجود الروسى فى سوريا هى ـ مد أمد بقاء نظام البعث لعدة اشهر قادمه ـ ليس إلا ،، ليس كحاكم ولكن كدُميه ،، .

أما من الناحيه العسكريه فقد كشفت زيف قدرتها العسكريه … وكذلك زيف تقنيتها العسكريه … التى تضاءلت عندما امتلكت المقاومة السورية صواريخ حراريه مضادة للطائرات … والتى كانت من الاسباب الجوهريه لإعلان ـ بوتن ـ الفرار من سوريا إذا جاز لنا التعبير ، مع الكلفة البشرية التى لم يستطيع معها الصمود … نهيك عن إقتصاده المتهالك الذى زاد هلاك اثر خفض سعر البيترول ، واستبعد القراءة التى تسمى فرار بوتن بالمناورة … لانة لايمتلك بمفرده اوراق اللعبة ولا اميركا ـ خاصةً فى سوريا التى فلتت من زمامهم نتيجة التجاهل والخمول السياسى التى قُبلت ية المسألة السوريه منذ بدايتها حتى استفحلت ومرقت من بين طموحاتهم الاستراتيجية الرامية لمصالح دول المركز وفى مقدمتهم اميركا وروسيا.

من يرغب فى معرفة قدرة روسيا التقنيه العسكريه فليراجع مشهد إسقاط تركيا للمقاتله الروسيه سوخاى 24 … ومن يرغب فى معرفة حجم القوه العسكريه ببعدها السياسى ، فليراجع تعاطى بوتن للإجراءات التى اتخذها حيال إسقاط تركيا لذات المقاتله سوخوى 24 ، لن نتكلم عن معارك الافغان والشيشان فهما عناوين عريضه لسقوط الدب الروسى !

ولابد ان ننحى من عقولنا التناول الذى يرى فى التحرك الاميركى أو الروسى متوالية مناورات ، لانة إذا ظلت قراءتنا دائماً على هذا النحو ـ سنحلهما من حيث لاندرى محل الإلة ـ الذى بيدة ملكوت كل شئ !!.

ولا أميل للقراءة التى ترى إنسحاب روسيا تمهيد لدخول تحالف ما يسمى ب ـ رعد الشمال ـ لانه على المستوى الاستراتيجى … روسيا لها مصالح اكبر فى سوريا كمنفذ لمرور انبوب غاز بروم التى يمر عبر البحر المتوسط … ، وقد فصلنا فى هذه الجزئيه فى مقالتنا ما وراء الموقف الروسى الإيرانى من الثوره السوريه منذ أكثر من عامين … نُشر فى أكثر من جريده !.

حتى إنسحاب حزب نصر الله من سوريا الذى لم يؤكد بعد ، سيكون نتيجة الصراخ والعويل الذى يلف الديار فى الجنوب اللبنانى .. وتصاعد حدة الغضب الشعبى لدى الشيعة فى وجة الحزب الذى اشتهر قادتة بالصراع الحنجورى … وستنتظر حزب نصر الله مواجهات مع الداخل اللبنانى قد لايحمد عُقباها ، لانه لم يعد يستطيع بعد الان المجاهره بعداءه للكيان الإسرائيلى المذعوم !!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق