الازدواجية في الشخصية والسلوك
(ج1)
بقلم دكتور \أيمن غريب قطب
تعتبر الشخصية الازدواجية من الاضطرابات النفسية الموثقة في المراجع والكتب العلمية وهي حالة نادرة الحصول لكنها موجودة خاصة فترة الحروب ومابعد الكوارث الطبيعية… وتحدث تلك الحالات في الغالب لدى الاشخاص الذين لديهم حساسية زائدة او ليس بمقدورهم التأقلم مع الضغوطات الحياتية والاسرية الشديدة
فنراهم فجأة وقد تقمصوا شخصية جديدة بعيدة كل البعد عن السمات والصفات الحقيقية المعروفة للشخص وهذا التحول يحدث في خلال دقائق ويمكن أن يستمر عدة أيام قبل الرجوع الى الشخصية الحقيقية والجدير بالذكر ان هذا التحول يكون في كثير من الاحيان لاشعوريا وقد يكون في الغالب هناك وجود تاريخي لإيذاء
جسدي أو نفسي خاصة في الطفولة عند الفرد ، وتظهر الازدواجية نتيجة التعرض لظروف أو ضغوط نفسية أو مسؤوليات فوق احتمال الفرد، فيكون الحل بالازدواجية، والسبب قد يكون معروفا للمريض، أو قد يحتاج لمن يساعده في معرفته، ولكن هو تفاعل ناتج عن عدم التكيف مع الواقع، والهروب من التجربة المؤلمة... ومشاكل استعصت على الانسان وتأزمت وحالت دون ان يتكيف مع نفسه ..فضاع في ازمة مالية خانقة او زواج متعثر اصابه او ضغوط اجتماعية اثرت عليه وفشل في احتواء ذلك..كما ان الكبت الزائد يعمل على ازدواجية الشخصية فيحدث الصراع الداخلي وتهتز الشخصية لا شعوريا وتصبح شخصية مغايرة هذا نموذج لحالة من الحالات الاستشارية يعبر عن مدى التناقض والازدواجية في الشخصية عن حيث تقول المستشيرة : لا حظت عليه بالاونه الاخيره بعض التصرفات الغريبه تدل علي شذوذه وواجهته بالامر فانكر وغضب جدا لأني على حد قوله اتهمته بأمر كبيروقبل مده اكتشفت ان ماكنت اشك به حقيقه وبالدليل القاطع الذي لا يدعو لشك وان زوجي للاسف يمارس عمل قوم لوط بل ومنذ سنوات ومدمن على هذا الامر وهويمثل دور المفعول به اي دور الانثى وان سبب بعده وهجره لي هو انه لم يعد بحاجه لي فقد اشبع جميع غرائزه وانا ان اواجه \اتوقع ان واجهته بالامر فسايحدث الطلاق حتما وانا لااريد ان احرم ابناءه منه لا استطيع الكلام لاحد ولم اعد قادره على السكوت \وزوجي سيد قومه علما واخلاقا ودينا\والآن انقلبت الايه فقد اعتزل الناس حتى اقرب الناس اليه واضاع الصلاه كثيرا واصبح انفعاليا وعصبي المزاج واناو هو قد تجاوزنا الاربعين من العمروهو متعلم واستاذ واكاديمي ومثقف وباحث في الادب والعلم الشرعي ويرى ان العلم كله لديه ان الحياة بكل مؤثراتها وزوابعها وتحدياتها والامها ومشاكلها المختلفة تعصف بالانسان في احايين كثيرة وتؤثر على سلوكه وتحرفه عن مساره الانساني السليم وتعيق تقدمه نحو الحياة الفضلى واذا غاب الصديق الحسن وغابت التربية وغاب الوازع الديني وفقدت الثقافة وسلك الانسان سلوكا غير حضاري واندثر في الانحراف فان شخصيته تذوب وتصبح معرضة لاي خطر داهم ..خاصة ونحن نعيش حالة من الازمات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية وهناك العديد من الدراسات النفسية والاجتماعية التي أكدت حدوث هذا الاضطراب لدى الاناث المرهفات وهناك فرق جوهري بين النفاق والازدواجية في الشخصيةهو إن المنافق ملتفت لإظهار ما يناسب ظرفه من أفعال وكلام، حيث يضمر شيئاً ويظهر شيء مخالف لما في وجدانه، وهو عالم بما يقوم به من هذا الدور القبيح، بينما الإنسان الأزدواجي لا يمارس مثل هذا الدور، بل هو غير ملتفت إلى أنه يقوم بدورين، وله جابين، فهو يجد نفسه سوية وليس لديه شك في أنّ تصرفاته مخالفة للأصول أو للقيم الإنسانية، بل يشعر أنّه موفق لإصابة مثل هذه الامور المنحرفة، مثلاً، وكذلك إصابة أمور أخلاقية حسنة، وان كان البعض يعتبر النفاق أعم من الأزدواجية، وكل ازدواجية هي نفاق، وليس كل نفاق ازدواجية، ولكن الصحيح ما بيناه. .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق