هيكل بين وهم المشروع القومى الناصرى وضبابية الرؤيا وإرهاصات الشيخوخه ” الجزء الثانى “
بقلم : على بركات
من علامات الاستفهام التى تنحدر من عقل المراقب للمشهد السياسى الراهن .. هل ثمة مواقع ( كانت ) عصيه ، وتم تأديبها الان ، او يجرى تأديبها ؟! .. وهل ثمة مواقع ( كانت ) قد ضاعت من قبل ويتم إستعادتها الان ؟ على حد رؤية المحلل المخضرم ! .. وهل كان للسيد هيكل منظور مُغاير فى اول الثورات عن منظوره الراهن ؟ وما الدوافع وراء التحول الذى يساوى هندسيا الزاويه المُنفرجه؟!.
فى الواقع ان الذى يحدث الان من قلاقل فى دول الربيع العربى .. امر منطقى ولم يعد كشفاً جديداً ، وقد نوهنا فى اكثر من مقال عن الدبلوماسيه الامريكيه الكيسنجريه .. التى لخصها كيسنجر فى كتابه الدبلوماسيه .. التى يعلن فيها تبنى كل المعارضات ، سواء على المستوى الفكرى والسياسى ، او من الاقليات بشرائحها المختلفه الدينيه والعرقيه .. وتمويلها وتدريبها ورعايتها فى المحاكم الدوليه إذا ما لزم الامر .. وهذا حسب ما يفرضه الواقع السياسى والدولى لأمريكا والغرب على حد السواء .. لكن المشهد فى بلاد الربيع العربى يختلف كثيراً .. لان هبة الشعوب تُرفع لها القبعات وتحسب لها الف حساب .. والكل يعلم ان امريكا تعيش فى الفتره الاخيره بين البوؤس العسكرى المهين المجروح فى افغانستان ، وبين البوؤس الاقتصادى الناجم عن سنوات الحرب الخداع ايضاً فى العراق .. ومن ثَمَ هذا الجسد العظيم ثقل الوطء به ولم يعد يحتمل المواجهه المباشره .. لايملك سوى ان امرين لا ثالث لهما ، ان يعزى لبعض رموز الاقليه سواء الدينيه او العرقيه لتقليب زويهم لإثارة الفتنه سواء طائفيه او عرقيه .. كالتى بدت بعد الثوره مباشرةً فى مصر ، وبشكل مفتعل ومن اشخاص مأجرون تم فضحهم على الملأ .. منهم قساوسه وبعض نصارى المهجر .. وكذلك اردوا تقليب الاقليه العرقيه النوبيه فى الجنوب ، وتصدر القيام بهذا الدور ( منال الطيبى ) والذى اُختيرت فى تأسيسيه الدستور وانسحبت منه لضرب الاسقرار الوطنى ، وقد انكشف امر حقيقتها مؤخراً بأنها ممثلة المجلس القومى للمرأه الزنجيه .. وهى منظمه يهوديه امريكيه تعمل فى مدينة اسوان فى جنوب مصر منذ ستة عشر سنه .. ليس لها مقر ولا تمتلك تصريح ، وتُدار من السفاره الامريكيه فى القاهره .. وقد اقترحت ( الطيبى ) وبشده إدراج ماده فى الدستور تُتيح للأقليه التحاكم الى المحاكم الدوليه فى حال النزاع ! .. وعلى المستوى الفكري تجند الولايات المتحده الامريكيه النفر الكثير من العلمانيين والقوميين والليبراليين ومن على شاكلتهم ممن فقدوا الانتماء ( الوطنى ) .. كلُ فى مجاله الإعلامى او السياسى .. لضرب التحول من الهيمنه والتبعيه للغرب و( الكيان الاسرائيلى ) ، الى الاستقرار والاعتماد على الذات فى القرار السياسى ، وطرق استثمار الثروات القوميه .. والمراقب للمشهد السياسى على ارض الكنانه عن كثب يلمح ما تخطه ايدينا .. وكذلك فى تونس الكيروان تقوم الايادى المرجفه فى كل المدن بالعبث بثورة الياسمين .
وليس صحيحاً ان الثورات العربيه صُممت فى مصانع البيت الابيض وبرلمانات الاتحاد الاوربى .. وليدقق كل مراقب النظر ويستحضر اولى ايام الثورات العربيه ، وردود فعل الغرب جملةً وتفصيلاً المتخبطه كيف كانت .. عاودوا قراءة الصحف العالميه آنذاك .. كونوا اذاناً صاغيه لتصريحات اعتى سياسيى ومحللى وباحثى ومتخصصى العالم وقت الثورات خاصة على ارض الكنانه .. لقد هالتهم المفاجأه عن جد واصابتهم بالدوار الرأ
هذا التنسيق البرجماتى قائم منذ الحرب العالميه الثانيه وإحدى ملامح السياسه الامريكيه تتحالف مع الشيطان والملاك ، ومن قبل استغلت شاه ايران وملئت ارضه بالسلاح الامريكى ، لتخويف الاتحاد السوفيتى وحلفاءه ، ثم انقلبت عليه ، ولم تقبل به لاجئ فى ديارها ، وأُغّلقت ابواب السفارات الغربيه فى وجهه عندما قامت ( الثوره الاسلاميه ) فى ايران !.
سى المزمن.!
ما يختص بالمشروع الايرانى والتركى على السواء .. لم يتبد الحديث بشأنه سوى الان ، وعلى وجه الدقه عندما قامت الثوره فى سوريا الحبيبه .. وقد لمحنا فى تصريحات السيد هيكل انه يوليها اهتمام ويرى ان التدخل الاجنبى فى سوريا ، سيخلف عواقب وخيمه ، ولكن لم يتكلم ولوببنت شفا عن الاف الشهداء من الشعب السورى ، والاف الجرحى .. ولم يتلطف علينا من فيض خبرته المديده كرجل عبد الناصر ، كيف السبيل لوقف الدم والقصف البعثى إحدى أفرازات المشروع القومى ، الذى رأى انه يتهاوى ! .. وكذلك تشوفاته لما جرى فى ليبيا ، ان الغالبيه من القبائل والجيش كانوا يصارعون الى جانب القذافى ليس حباً للقذافى ، إنما حباً فى الوطن ليبيا ، وكأن السيد هيكل يترحم على اليهودى القذافى ،ربما لإنتمائه للجيل الذى أحب عبد الناصر وكره شعوب العرب والمسلمين ! ويرى ان الثوره حدث ديماجوجى فى تاريخ ليبيا !.
ايران يلفها طموح مذهبى فى المنطقه ، شيعى إثنى عشرى كما يقرر دستورها .. لكن هذا الطموح ليس وليد اللحظه .. هو قائم وغائر الجذور تاريخياً .. قلبوا صفحات الماضى حيث الشاه إسماعيل الصفوى ومحاولاته فى الصدام مع دول الجوار بزريعة نشر المذهب الشيعى .. وهل هذا يُعنى أن ( المرحله الثوريه ) التى تعترى المنطقه بمثابة لحظة الحسم للمشروع الإيرانى ؟! .. ارى انه على النقيد تمام ، وما الدور التى تلعبه ايران فى العراق ، وهو دور لا يستهان به جاء بإتفاق امريكى ، إيران هى التى فتحت مجالها الجوى لامريكا لضرب أفغانستان لدك تورابورا وغيرها .. ومنظمة بدر التابعه للحرس الثورى هى التى كانت تحمى ظهر الجنودالأمريكيه .. عبر صحراء الناصريه ومن كوت العماره حتى دخلت بغداد واسقطت نظام صدام حسين .والولايات المتحده الأمريكيه هى التى سمحت لإيران بإدخال وتكوين الميليشيات المسلحه فى العراق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق