السبت، 24 يناير 2015

الحكومات العربيه وازمة الشارع العربى !



بقلم \ على بركات 

الحكومات من زاوية العدد تُعد جمع ..والجمع غالباً حاله لاتتغير فيها الشمائل عن حالاتها فى صيغة المفرد ، وهذا تمام  يتفق مع ما نريد اسقاطه على النُظم العربيه دون استثناء ، بما فيها لبنان التى تُعد عند البعض حاله إستثنائيه ،فالكل من ناحية الفعل السياسى لايختلف ، لا من ناحية الجوهر ولا من الناحيه الشكليه ،لِأنهم فى العموم كنُظم تأسست فى ظل الاستعمار ،وترعرعت تحت أعَيٌن دول الغرب بالتناوب الزمنى لمن  يمتلك العنفوان والقدرة فى المشهد السياسى العالمى لفرض القرار وتمريره من خلال الحكومات على الشعوب العربيه .
ان مشكلة الحكومات العربيه تتمثل فى نقاط عده منها ( الشرعيه ) ، ليسى هناك حكومه عربيه أتت الى الحكم عن طريق التوافق الشعبى لها ،أما باتفاقيه مشروطه مع المُحتل ، خاصةً الحكومات الملكيه ، أو بالانقلاب المدعوم من قوى الغرب ، ،وتلك التى ظهرت مؤخراً والتى اُطلِقَ عليها ( الجملوكيه ) ، كما فى سوريا وكما كان مُعَد فى التحضير فى عمليات التوريث فى مصر وليبيا واليمن وتونس وحتى الجزائر ، حكم الشعب بالقوه او كما يُطلق عليها فقهاء الاسلام ولاية التغلب .
النقطه الثانيه ( المؤسسه الامنيه ) وهى التى تُكرس للعامل الاول المذكور آنفاً ، وتحتل للأسف مكانه سياسيه عند النُظم العربيه وقد لمسناه بشده مُفرطه فى الثورات العربيه ، ومكانه نفسيه رهيبه عند الشارع العربى ، وهى ايضاً مُخترقه من الموساد الاسرائيلى للتجسس على النُظم الحاكمه ، كما ورد فى كتاب ( جواسيس جدعون ) للكاتب الامريكى جولدن توماس كما اسلفنا فى مقال سابق .
النقطه الثالثه ( الحمايه الخارجيه ) حماية الحكومات العربيه نفسها من الشعوب بالغرب ، والحمايه الغربيه تكون على قدر التبعيه و بقدر تحقيق اتاحة المجال لمصالحه الإستراتيجيه ، وهذا ينطبق على المشهد الراهن من وقوف روسيا والصين بجانب النظام الحاكم فى سوريه ، بل كل دول أعضاء مجلس الامن ضمنياً .
النقطه الرابعه ( السلطه والتجاره ) وهذه كانت من المعضلات التى انهكت المواطن العربى ، لأن النخب الحاكمه هى ذاتها النخب التى تسيطر على الاقتصاد وهى ذاتها التى تملك تمريرالقرار ، بل هى ذاتها التى تتحكم فى قيمة السلعه الشرائيه ، وهذا من الناحيه الشرعيه غير جائز ، والدليل على ذلك موقف ابو عُبيده ابن الجراح رضى الله عنه عندما كان أمين بيت المال فى خلافة أبو بكر الصديق رضى الله عنه ، وهو فى الطريق تقابل ابو بكر الصديق وهو يحمل على كَتفَيه مايلزمه للتجاره  من الملابس والقماش ، فسأله ابو عبيده إلى اين ياأمير المؤمنين ؟، فأجابه الصديق الى العمل ، أليسى عندى اولاد اُطعمهم ! فأردف  ابو عبيده عود الى بيتك ، لقد وليت امر المسلمين ، سنجعل لك نصيب من بيت مال المسلمين .!!
كل هذه العوامل افرزت سخط وازمات متراكمه فى الشارع العربى . والتى كانت من دواعى الخروج من الصمت والقيام بالثورات التى نعيشها الان ، أزمة الطغيان السياسى المتمثل فى إستئثار القله بالقرار السياسى ، وتقيد الحريات خاصةً الشريفه وترك العنان للحريات القذره للأستفحال … وهذ ممن يثير حنق الشارع العربى المسلم ، مثال ذلك منع النقاب بصرف النظر عن المنظور الفقهى للنقاب والتضييق على مرتدياته ، وترك السفور على عواهنه دون تحجيم ، بل منع ظهور مقدمات البرامج بالحجاب من العمل فى التلفاز فى أغلب الدول العربيه .
وسوء توزيع الثروه التى أوجدت حاله من الطبقيه غير العادله ، وفى ظل غياب الاسلام فى واقع الدوله ، وأيضاً فى المجتمع الى حداً ما ، انتج عنها طبقه عديمة الإنتماء للمؤسسه التى ينتمون اليها للإحساس الجم بالظلم الإجتماعى والفارق الطبقى الذى لايزول إلا بالتوزيع العادل للثروات العربيه فيما بينهم بما فيها دول الخليج النفطيه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق