هيكل بين وهم المشروع القومى الناصرى وضبابية الرؤيا وإرهاصات الشيخوخه ج 1
بقلم : على بركات
التاريخ لن يعيد نفسه بنفس الجغرافيا المركبه .. ولن يسمح أن يشهد عليه مؤرخاً ، أُوناس يقحمون مفاهيمهم السياسيه إحدى موروثات فترات الاستبداد ، التى وُلِدت من رحم الديكتاتوريه الناصريه .. ان يُشرّحوا لنا حقبه مفصليه من اعمق واحرج ما تكون فى واقعنا المعاصر ، ممن لايملكون المصداقيه ، أو يعتبرونها من فنون اللعبه السياسه .. ولا يقدمون لنا سوى انصاف الحقائق ، هذا إذا كانوا يمتلكون حقائق .. ذالكم الصنف ممن ابتُليت بهم الامه ، ورعى نبتها الغرب العاتى .. وإلى جانبه يركن ليُزيّن للإنسان العربى شيطنة الحكومات ، لتفترش العقل العربى بصفحات من المغالطات ولي حقائق المشهد .. ليكونوا من رجال الحاكم ، وممن يستطيعون التماهى مع كل العصور .. وقد يصل بهم الامر ، فى مرحلة الشيخوخه ان يهرف المرء منهم احياناً بما لا يعرف.!
المحلل السياسى ( المخضرم ) ، كما يحلو للبعض وصفه .. او كما تتشوف الحفنه التى تنتمى للعهد الناصرى ، وتستنشق اكذوبة (المشروع القومى العربى ) ، الذى وُلد كهلاً فى فصل خريفى لم يتبدد ، منذ مهدهِ حتى مخاضه الاخير على رياح الغضب الربيعى الشبابى فى تونس ومصر وليبيا واليمن ، وسوريا التى مازالت فى مسعاها لزلزلة الاضحوكه التاريخيه البائد لا محاله بشار ( الاسد ) ونظامه العبثي البعثي ، إحدى لبنات البيت الناصرى الخاوى واخر معاقله ..فى مقابله اجرتها معه جريدة الاهرام القوميه ،( التى تعادى الثوره والنظام المُنتخب ) فى مصر ، والذى تربى فيها وبين اروقتها كصحفى .. أدلى بتصريح تحليلى لثورات الربيع العربى ، اشبه بعنوان مقالتنا .. الرجل مازال يعيش بعقلية الستينات من القرن المنصرم .. وكيف لا ؟ وهى الكهوله فى أوجها ، وبكل شارده ووارده .. فهو ينتمى الى الجيل الذى لا يرى الغرب فقط عصى الله المُحركه فى الارض ، بل تطور الامر ان هذا الجيل قد احل الغرب محل الإله .. ومن هذا المنظور يتشوف المرحله الراهنه ، التى لم تسلم هى الاخرى من الاسقاط الايدولوجى القومى الناصرى من إقحامها فى التحليل .. والذى تحمل فى العقل الباطن الصراع مع جماعة الاخوان المسلمون .. مُصرحاً ان اعتراف الولايات المتحده الامريكيه والغرب بالاخوان المسلمين ( ليس قبولاً بهم ، إنما لتوظيفهم ) فى صراع دينى مذهبى ، قبولاً ولو جزئياً بنصيحة عدد من المستشرقبن .. معقباً ( ان نشوة الاعتراف الامريكى بالاخوان ، لم يعطهم فرصة دراسة مشروعيتهم ) ، وان الشرق الاوسط يُعاد التخطيط لتقسيمه ب( سايكس بيكو ) جديد .. وإن المنطقه بين فكى اطماع لمشروع ايرانى وآخر تركى .. ونصف مشروع ( اسرائيلى ) او شبح مشروع على حد تعبيره لإجهاض القضيه الفلسطينيه .!
ونحن نتساءل بدورنا ، هل من الطبيعى ان تترك امريكا والغرب الشعوب التى ازاحت ( النظم صنيعة الغرب العميله ) ، ان تتحرر بالفعل وتمرُق بثرواتها من تحت قبضتها، دونما قلاقل ، ومن ثَمَ المحاوله الجاهده لإسترداد الهيمنه وإحكام القبضه ( كما كانت فى زمن الحكومات التى اسقطتها شعوبها ) ، بعد الثورات العربيه .؟! .. وإذا كان هناك مشروع ايرانى فى المنطقه ، هل هو من افرازات الاطاحه بالشاه ، والربيع العربى اللحظه المناسبه لتفعيله على ارض الواقع .؟ وكيف سيُشرك الغرب ايران فى التقسيم الجديد للمنطقه ، التى صدع ادمغتنا ( إعلامياً ) بعداءه لإيران .؟! .. وما هى ملامح وامارات المشروع التركى ؟! .. و( نصف المشروع الإسرائيلى ) الذى يرمى لإجهاض القضيه الفلسطينيه ، هل سيُشيّد على انقاض الصراع السنى الشيعى كما يرتئى الرجل العجوز .؟! وعلامات استفهام اخرى فى الطريق .!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق