"الرجل الحكيم والأعرابى الأمين"
بقلم \ إيمان كريم
فى وقت من الزمان ..ضاعت فيه الأمانة وكذلك الأمان..
يحكى :
كان هناك حكيما بين قومه قريبا ولأمورهم مجيبا..وقومه يعرفوه
بالجود والكرم ..وكان هناك أعرابى أمين.. لحاله يعيش ..يحبه
الجميع ويسعد بالمعيش بين قوم بساط ..بقلوبهم محاط ..
فإذا ذات يوم :بالرجل الحكيم يعرف الأعرابى من وقت قديم ويعرف
كم هو رجل أمين ..
قال :ضاق صدرى بقومى يا أمين !!
رد الأعرابى :هم أناس طيبون بحبك مغرمون
فأجابه الحكيم :بل هم متخلفون !!!..وكانت مفاجأة للأعرابى الأمين
فكان دوما يسعد بعلاقة الحكيم بالقوم الطيبين ..كيف قال الحكيم
قومى متخلفين ؟؟؟
ووطد الحكيم علاقته بالأعرابى الأمين..وقال للأمين ..كنت أسعى
إليك منذ سنين ..لأذداد شرفا بمعرفتك يا أمين ..وسعد الأمين
بقربه
من الحكيم ..ولمعرفة الرجل الحكيم بمروءة وأمانة وشهامة الأمين
كان يفتح له دوما قلبه ويشكو وينتقد قومه ..ويقول أنه بينهم حزين
وأنهم أناس لخيره ناظرين ..ولعزه مستكترين ومهما بسط يده يظلوا
عليه حاقدين ..!!!
تعجب الأمين من كل ما سمع وكان كل يوم يزيد تعجبه !!ولثقته
بالحكيم لم يتوقع أبدا شرا يقربه ..فقد كان الحكيم يقسم بالله
العظيم
وكان الأعرابى يقدس ويصدق اليمين !!
وكان ذات يوم خلاف شديد ..بين القوم الطيبين والرجل الحكيم
..وكان
طرفا بهذا الخلاف الأعرابى الأمين !! فإذا بالحكيم يلقى كل اللوم
على الأعرابى الأمين ويقول لقومه:
.عاش بينكم وأفشى سركم !!!!!!
وإذا بالقوم الطيبين ينصاعوا للماكر اللئيم !! ولمكره ودهائه هم
مصدقين !!!
وكل يوم يمر يزداد بغضهم للأعرابى الأمين ..وتسوء معاملتهم
لفريسة الماكر اللئيم ...
فبكى الأعرابى الأمين وناجى ربه ..
الحق بين يديك يا الله بالأرض والسماء
والعدل أنت ربى فانصر عبدك فمن له سواك
وبات باكيا أياما ولياليا !!!
فإذا بليلة سماؤها صافية
يدب بقلبه اليقين ...بأنه أمين ولا زال الأمين
فلم يغدر بهذا الماكر اللئيم !!
وأنه يا عبدى لم يكن يوما حكيم ..وإنما أنت كنت من المخدوعين
ولا تهن ولا تحزن بعبادى الماكرين ...
فقال الأعرابى لما جاءه اليقين
:
إنى يارب سأكون من الصابرين
..
اللذين هم بقضائك دوما راضيين
.
فحقى بين يديك .... ليس ضائعا ...
وإنما مصانا .......ليوم الدين ..
وأنت حسبى ووكيلى على عبادك الظالمين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق