الأربعاء، 15 يناير 2014

ما وراء موقف دول الخليج من رياح التغيير فى مصر الكنانه 
...؟

بقلم \ على بركات

من المفارقات المدهشه التى أحدثت تصدعاً عظيماً فى النظام السياسى العربى منذ أوائل التسعينيات ، أن إنحصر الصراع العربى الإسرائيلي الصهيونى إلى مجرد نزاع ، ثم زاد إنحصاراً فى الأفق السياسى ليصبح صراعاً فلسطينياً إسرائيلياً صهيونياً ، ثم وضع النزاع فى اقصى شمال الكره الأرضيه ليفتقر الدفئ العربى … فيزداد إنكماشاً وإنحصاراً تاريخياً ليغدو – مجرد نزاع فلسطينى إسرائيلى – بعد أن تفردت الحكومات العربيه دون إستثناء للهروله والإستمساك بالعصى الأمريكيه التى إنفردت باللعبه السياسيه على المستوى الإقليمى ، بعد ان أنهت المد الشيوعى فى المركز ، وقلمت أظافر أطرافه وبسرعه مكوكيه بحسابات التحول السياسى ، والعمل على ’’ تكريس فكرة الشرق الأوسط ’’ التى ساقت من أجلها الولايات المتحده – النظم العربيه – الى العواصم الغربيه حيث تسوية مدريد وما تلاها من إتفاقيات ، كإتفاقية أوسلو وكوبنهاجن ووادى عربه ، الإتفاقيات التى عطلت ما عداها من إتفاقيات ولاسيما المعاهدات والإتفاقيات العربيه العربيه ، وعطلت الإلتزام بالشراكه مع الفلسطينيين فى الصراع ضد الكيان الصهيونى – بل تعدت النظم العربيه ما هو مسموح به -حتى فى الدول التى تتبنى سياسات غير مبدئيه أن تخلت عن الميثاق الدستورى بينها وبين شعوبها ، بل وتطور الأمر بعداً قهقرياً أن تحولت النظم فى المنطقه ’لشرطى ’ يحمى سياسات ومصالح الأمريكان وربيبتهم – إسرائيل – من سخط وتزمر الرعيه فى الداخل ، ’ وجندى ’ يحمى حدود المغتصب لأراضينا فى فلسطين ، لتصبح كل الأرض العربيه ’’ قضيه ’’ فى ضمير الشعوب الذاكيه الذكيه التى سئمت عجزهم وهوانهم !.

وبما أن الارض العربيه بديموغرافيتها و بحجمها الطولى والعرضى أصبحت قضيه ، وناتج منطقى عن هذا الوجد الهائل من الإنبطاح السياسى والإفراط فى التنازل للمعاهدات المبرمه ، التى جردت الحكومات من السياده على القرار.. بل وأملت عليها التطبيع المُعلن والمباشر والغير مباشر مع الكيان الصهيونى بدء إقتصادياً غير مُعلن ثم مُعلن ثم دبلوماسياً غير مُعلن ثم رسمى مُعلن ، لقد اصبحت نظمنا العربيه فى الواقع أسيرة فى خيوط العنكبوت الكوبنهاجى المدريدى الأوسلوى .. وأضحت فى’’ وادى عربه ’’وشعوبها فى وادى آخر ، هذا الوادى الآخر الذى يحاول بجهد جهيد ان ينسلخ من تبعية الحاكم المفروض عليه بقوة الجبر بمباركة الضمير السياسى العالمى الإسرأمريكى – حيث الخيار الحر والفكاك من التبعيه حيث حكم الذات وإمتلاك القرار ، مما جعل معظم دول الخليج التى ظلت عدة عقود ملعوب بها ان تلعب دوراُ غير أخلاقى سيحكيه التاريخ للأجيال المقبله – فى وءد التحول الراهن أو ما بات يعرف بالربيع العربى فى مصر ، وإن كانت يدهم طالت اليمن وتونس وليبيا ، إلا انهم ، تعمق تركيزهم وتغولهم فى قلب الموازين فى مصر الكنانه ، حسب إذعانهم للمعاهدات والإتفاقيات سالفة الذكر !.
ليس هناك مجالاً للشك أن دول الخليج لاتمتلك قرارها الإستراتيجى على المستويين الخارجى والداخلى – وان كانت عندها شئ من الفسحه على المستوى الداخلى بما لا يتعارض مع الخط الأمريكى المحدد سلفاً ، الذى من خلاله تتحدد رسم علاقات دول الخليج مع الخارج ، ومعلوم بالضروره أن الولايات المتحده تقف الحؤول فى وجه التغيير الحاصل فى المنطقه ، ولاسيما فى مصر كدولة المركز للعالم العربى بشقيه الأسيوى والأفريقى ،
 وتُوهم المجتمع الدولى بأن الخيار بين ’حرب اهليه’ .. أو ’نظام يعزف حسب الاوركسترا الأمريكى ’وينشد مع الكورال مردداً ’ آمين آمين ’يحمى مصالحها من الرعيه فى الداخلمقابل الكرسي وتغول السلطه فى نهب البقيه الباقيه من فك الأسد الأمريكى !.
ولهذا انبرت الكويت والإمارات العربيه والبحرين والجزيره العربيه ’’ المملكه السعوديه’’ للإنفاق على الثوره المضاده عقب إندلاع – ثورة 25 يناير – فى مصر الكنانه ، سواء التى كانت ترمى لبث الفرقه بين المسلمين باللعب على وتر الإختلاف السياسى والتوجه الفكرى والعرقى ، أو اللعب على وتر الطائفيه ، عن طريق المساهمه فى فتح قنوات إعلاميه مرئيه ومقروءه وسمعيه ، وتبدا هذا جلياً فى فتح دول الخليج الباب على مسرعيه ولاسيما دبى للفارين من تعقب القضاء بسبب الفساد السياسى .
ولاشك أن هناك اسباب تتعلق أيضاً بالناحيه الإقتصاديه والسياسيه كانت من المحفزات لحكام الخليج للوقوف فى وجه التحول ’’ الديمقراطى ’’ فى مصر سنتطرق له لاحقاً إن شاء الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق