البرمجه العقلية أوغسيل العقول الاعلامي
وتأثيره النفسي على شخصيات الأفراد
بقلم دكتور \ أيمن غريب قطب
ان هناك سؤال مهم عن ما يحدث لدى العديد من الافراد داخل
مجتمعاتنا عبر وسائل الاعلام المختلفة وتأثيرها
النفسي على عقول هؤلاء الافراد ليصير به الفرد فردا آخر بعادات
غريبه وتصرفات غير متفقه مع الانسانية ولا مع
التقاليد والعادات الاصيلة للمجتمع وهي شبيهه بطريقة غسيل
الدماغ لدي الصينيين حيث التركيز على التكرار
وتشويه الحقائق وفبركتها وتقديمها بالشكل الذي يجعل من هؤلاء
الافراد نمطا واحدا او استمبا .
كان الروس يلجئون إلى فصل السجين عن الآخرين ويحاولون انتزاع
الاعترافات المطلوبة عن طريق التحقيق المتكرر مما
قد يغير من اتجاهاته سواء بالإكراه أو عدم القدرة على التحمل
فيرضخ للمعتقد الجديد, ويعد هنتر 1951 اول من اشار
لمفهوم عملية تنظيف الدماغ التي كان يقوم بها الصينيون بقصد
تخليصهم من المعتقدات الغير مرغوب فيها للتعايش
مع النظام السائد آنذاك .
إن إمكانية السيطرة على عقول الأفراد قد برزت واضحة في
المحاكمات التطهيرية التي جرت في روسيا والتي قام
الزعماء السابقون الشيوعيون في أثنائها بالاعتراف بشكل غير
مألوف أو متوقع مما جعل الناس في العالم الغربي
يفترضون بان بعض الأساليب السيكولوجية أو العقاقير قد
استخدمت لانتزاع هذه الاعترافات . ومن هذه الأساليب
القائمة على العقاقير ما اختبرته وكالة المخابرات الأمريكية في
الأربعينات ، ويشير كولينز الى تجارب المخابرات
الأمريكية في عمليات غسيل الدماغ المرتبط بالحرمان الحسي
سواء بمنع النوم أو وضع الأيادي في أنبوب لعدم
استخدامها باللمس أو استخدام سماعة للرأس ينبعث منها طنين
متكرر وأثبتت بعض نتائج الدراسات أن من خرج من
السجون كانوا إما في حالة تعاطف أو تحمس بعكس عينة أخرى
لم تظهر أي تجاوب أو تغيير.
و لقد اضحت وسائل الاعلام الجماهيري او الميديا من اعظم أدوات
السيطرة على الجماهير ومن العناصر الأساسية
للعبة السياسية الاجتماعية التي صنعتها نظم الحكم لتحقيق
مصالحها وتخدير الشعوب وإيهامها بأنها الأقدر على
معرفة ما ينفعها وبالتالي عليها تسليم القيادة لها.. و للأسف
الاعلام في منطقتنا استوردطريقة إدارة البلاد والنظم
السياسية المطبقة في الخارج فقط من خلال مساوئها لأن
الشعوب الغربية أكثر وعيا وثقافة وهو ما جعل حجم غسل
عقولها أقل خطورة على الأقل بالنسبة لرؤية مصالحها الداخلية ..
أما لدينا فما زلنا ندور في حلقة مفرغة ونسير في نفق مظلم من
خلال الفقر المقصود والجهل والحاجة المستمرة
التي تزرع في عقول المواطنين ومصادرة غالب او كافة مصادر
حريتهااو التعبير عنها وتغيّيب وعيها والعمل على
تجهيلها ليسهل قيادتها ثم مع الأنظمة العسكرية الاستبدادية
التى ورثت الاحتلال ودخلت معه في صفقات سرية
لحفظ المصالح وقامت بتنفيذ الكثير من سياسته في التعامل مع
الجماهير للحفاظ على الحكم لأطول فترة ممكنة
وايهام الجماهير بانها ضد المحتلين او فئات من الشعب ترى انها
ممكن نشكل خطورة على استأسادها بالحكم وانها
تقف في غالب الأحيان في صف الجماهير وهو في غالبه بالطبع
وقوفا شكليا يخدم مصالحها هي فقط و احتلال آخر
ونفوذ آخر في هذه الدول..
ومن نافلة القول الأن ان نتحدث عن ضرورة وأهمية أجهزة الإعلام
للسيطرة وغسل عقول الجماهير وبث الأفكار التي
تريدها فقط ومنع الأفكار التي ترى أنها لا تخدم مصالحهم و قد
ازدادت أهمية أجهزة الإعلام مع اتساع المسافات وكثرة
أعداد السكان وصعوبة التواصل معهم بشكل مباشر ومع تنوعها
وثرائها وسهولة استخدامها وتوافرها للجميع..
ليس هناك ادل هلى ما نقول من وجود قنوات للإذاعة والتليفزيون
تحت السيطرة الكاملة للحكومة ولاشخاص معينين
لهم مصالحهم الخاصة ويتبعون في إدارتها السلطة بشكل مباشر
وعن طريق وزير يتم اختياره بعناية من اتباع
السلطة, ويتم وضع سياسات إعلامية محددة وموجهة لخدمة
النظام القائم والمسيطر وبسط نفوذه وهيمنته والضرب
على يد كل المعارضين وتسفيه ارائهم بل واتهامهم والتحريض
عليهم لتوجيه الجماهير بالشكل المرغوب فيه, وشهدنا
أمجادا تصنع في الخيال عن طريق هذه الأجهزة الإعلامية الحكومية
ورأينا معارك وانتصارات لا توجد في الواقع فقط لأن
الإعلام أرادها وزينها للمواطنين بل رأينا هزائم يتم تحويلها
لانتصارات
بامر الإعلام.. وظلت الجماهير تعيش لعقود طويلة
في غياب عن الوعي حتى جاءت ثورة الاتصالات الحديثة وغيرت من
السيطرة الكاملة هذه فظهر الإنترنت والموبيل
والفضائيات وبدأت المعلومات تتدفق من شتى الوسائل وهنا
شعرت المسيطرون الحاكمون بالأزمة فبدأت حملتها
للسيطرة قدر ما تستطيع على الإعلام الجديد ولأن الإعلام المرئي
أكثر تأثيرا فقد ركزت اهتمامها به وتحالفت مع
رؤوس الأموال التي تحتاج إلى دعمها من أجل تشكيل مجموعة
قنوات تمثل لوبيا ضاغطا لتحقيق مصالحها ورأينا قنوات
خاصة توالي السلطة وقنوات أخرى تعارض بشكل صوري لتجميل
السلطة..في نفس الوقت بدأت بعض البلدان التضيق
على المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت وعلى مواقع التواصل
الاجتماعي حتى لا يصل إلى الجماهير إلا فكرة
واحدة فقط هي ما يريدونه.
وقد ضربت أمريكا المثال في هذا التوجه عندما أعلنت الحرب على
ما أسمته وقتها "الإرهاب" وحشدت إعلامها
والمرئي والمسموع والمكتوب من اجل هدف واحد هو تشويه
المسلمين والعرب وبعد مرو أكثر من عقد بدأت الحقائق
تتكشف واستيقظ الشعب الأمريكي على الخديعة الكبرى التي
عاشها وعلم أنه تم التلاعب به لخدمة مصالح
سياسية للمحافظين الجدد..الغريب أن هناك من يقوم الآن وفي
عالمنا العربي بنفس الخديعة وبنفس الأسلوب ونرى
فئات من الشعب تسير في نفس الاتجاه دون أن تفكر أو تراجع
التاريخ القريب الذي ما زال ماثلا..إنها خدعة الإعلام
وكذب الصورة المفبركة والإلحاح وتطبيق نظرية "اكذب ثم اكذب
حتى يصدقك الناس"..
ومن هذه الاساليب المستخدمه بشكل اجتماعي تقديم نماذج
واصناف من النساء يستخدمن المكر والكيد والإغواء
الجسدي والجمال المبتذل والرقص والغناء والتغنج بطريقة تؤثرعلى
كثير من الافراد العوام او الشهوانيين او ضعفاء
الارادة وخاصة الرجال اصحاب المناصب او التاثير بهدف تحقيق غاية
تخدم النظام وترسخ دعائمه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق