من الحاكم ومن المحكوم .. من اللاعب ومن الملعوب به ؟! ج1
بقلم : على بركات
إذا ما أردنا إجتياز تلك الإنعطافه الباغته التى ستمكنا من المروق كالسهم من الرميه ، فعلينا أن نسمى الأشياء بمسمياتها ، وتوصيفها بما هو أهلها وردائها ، وأن لا نترك العنان للمخيله دون رقابه العقل الذى يستدعى تجاربنا والامم المحيطه بنا ، التى تشاركنا خطوط التماس والطول والعرض السياسيه والإجتماعيه والدينيه ، ولابد لحذاقه المنطق ان تعمل بمفهوم أوسع وأرحب أفقاً بنظره إلى الوراء وربطها بالحاضر ومن ثَمَّ رسم أُطر لإعمالها لغد قد نكون نحن الحاكم لا المحكوم فيه .. ولآعب حقيقى فيه لا الملعوب به ، - وعلى طريقة عمليات زرع الأعضاء بالمفهوم الطبى الجراحى - قد يتطلب منا إعادة البناء لجهاز المناعه التى أضعفته عواصف ورياح وبراكين وزلازل قوى الإستكبار العالمى المحتله لأفقنا ورأسنا بمؤازرة أوناس من أشباهنا ومن جلدتنا .
العوده إلى الوراء والمسك بالخيوط ومسها مساً خفيفاً وأحياناً مساً كثيفاً .. لفته لابد منها لقراءه أى مشهد من مشاهدنا التى تغشى مجتمعاتنا بشكل شبه يومى ، وتعيدنا بشكل تلقائى الى لقطه من زمن الطفوله لكنا نقرئها بروءا الكبار.. حيث السيرك الصغير المتجول فى شوارعنا وأزقتنا وحارتنا عندما كان ينصب الرجل الصندوق الكبير بمستوى أعلى من رأسه بقليل .. وكان يمسك بخيوط الدمى ويحركها فى إتجهات عده بهلوانيه ويقيم حوار بين الدمى وبعضها البعض .. وأحياناً يتشاجرا معاً وكنا نصفق ونهلل ونتساءل فى براءة الأطفال كيف تتحرك هذه الدمى مثلنا ، وما كان بوسع مداركنا الطفوليه ان تفطن وقتئذ ، أن ثمة رجل يتوارى فى البيت الابيض – أقصد فى الصندوق – يمسك بالخيوط ليحركها فى أى إتجاه كيفما يشاء وحيثما يتراءا له وأن من يقوم بدور دمى الأنثى هو الموساد – أقصد المرأه المساعده للرجل فى نفس الصندوق – فهمنا اللعبه آجلاً .. نعم ! ولكنها مازالت مستمره وتدور على رؤوس الكبار والصغار سواءً بسواء.
نحن بصدد لقطات متزامنه متتاليه تحمل قدراً من الغباء وقدر آخر من الترويع وكلاهما يتكئ على رهان خاسر يفتقر لقراءة سيكولوجيه وإجتماعيه صحيحه .. كالتى تشبه النظريات المهلهله التى ظهرت فى زمن الإفتقار الخشبى الذى يتطلب – تلسكوباً اليكترونياً - للرؤيه وخرائط لمعرفة الجغرافيا وإجتماعيات معرفيه تستر الجهل التاريخى للأمم ودورات تطورها الجيني .. التى تسهم بدورها فى النقلات الحضاريه الأمميه لرفع هويه أمه فى العلين وخفض اخرى إلى الأسفلين .
وعقل الآخر وما يكتبه يستوقفنا حيناً من الوقت لتأمله ومن ثَمَّ وعيه .. ففى كتاب ’’ الدبلوماسيه ’’ - لوزير خارجية الولابات المتحده الامريكيه ومستشارها وأستاذ العلوم السياسيه السابق وأحد أهم مهندسى السياسه الخارجيه الأمريكيه الحديثه والمتفرد بصناعة الحرب البارده هنرى كسينجر – يطرح نظرية تُعد فقره من أهم فقرات عمود الأمن القومى الأمريكى للإستمساك بخيوط اللعبه السياسيه ومرتكز هام فى إدارة الصراعات والأزمات .. وعلى وجه أخص عند تمرير قراراً ما أوتغيير ما يصب فى الصالح الأمريكى .. وهى إحتواء وتبنى جميع النزاعات المحدوده الخفيفه وإستثمارها فى الوقت المناسب واللحظه الفاصله ، ولذلك هى تتبنى جميع حركات التمرد سواء للأقليه العرقيه أو الدينيه أو لذوى الأيدولوجيات الفلسفيه المختلفه وتنشأ لهم مكاتب فى واشنطن ونيويورك وتدعمها مالياً ومعنوياً ، فهناك مكاتب لحركات تمرد لزنوج دارفور فى السودان كما كان لنصارى الجنوب ، وبعض نصارى مصر ، ومعارضى الثوره الإيرانيه كمنظمة خلق وكذلك الذين ينادون بإعادة الملكيه ، وأشياء من هذا القبيل ، وينادى كسينجر فى كتابه ’’ الدبلوماسيه ’’ بأنه علينا تبنيها والإستمساك بخيوطها وليسى علينا حل مشاكلها .
وهذا يعود بنا إلى الوراء قليلاً حيث أزمة الصراع مع ’’ ثورة 25 يناير ,, وحياكة المؤامرات .. كمؤامرة الفيلم المسيئ لرسول الأسلام - عليه الصلاة والسلام - من إنتاج وإحرج نصارى مصر فى المهجر بأمريكا ، وظهور مايكل منير ، وقضية عبير فخرى التى ظهرت على السطح والذى حيكت لتأجج لفتنه طائفيه ، والأن يظهر لنا رجل الأعمال النصرانى نجيب ساويرس ويعلن بعد صمت ..ان لم تنهى الداخليه والعسكر تظاهرات الشارع فى مصر سوف يتدخل لوقفهم وهذا ثابت وموثق بالصوت والصوره ، فى الواقع ان ظهوره لم يكن إعطباطاً أو محض صدفه أو فى لحظة تهور - ، بل فى وقت أظهرت فيه شباب الجامعات الثائر ومؤيدى الشرعيه من عامة اهل مصر كفاءة ليسى فى الصمود فحسب ، بل قدره على التصدى وإنهاك الآله القمعيه وإرباكها وظهر هذا جلياً فى حلوان والإسماعيليه والسويس ، سبقه بساعات تصريح للعميد طارق الجهرى الذى كان مُكلف بحراسة بيت الرئيس الدكتورمحمد مرسى .. ان كثيراً من ضباط الداخليه قرروا عدم النزول للعمل بتبليغهم ’’ مرضى ،، لقيادتهم ، فهل ثمة علاقه بين ساويرس و’’ ديفيد قمحى ’’ رجل المخابرات فى الموساد الإسرائيلى الذى كان مسؤولاً عن ملف الفتنه الطائفيه فى لبنان والإتصال بنصارى لبنان ؟! سنتعرض له لاحقاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق