الجمعة، 20 ديسمبر 2013

أرستقراطية النضال العلمانى وتلعثم هجاء الحرف الديمقراطى فى بلادنا العربيه ج3




بقلم : على بركات


الحاله السياسيه الراهنه فى مصر الكنانه اشبه بالتعبير الطبى – مريض العنايه المُركزه – التى عجزت الإسعافات الأوليه للطوارق نجدته ، ومن ثَمَّ بات إستدعاء - متخصص - يحترف ليس تقمص وإدراك الآخر فحسب ، بل فهمه واللحاق به وعدم تجاوزه دون معرفه حقيقيه لهجاء الحرف الديمقراطى على طريقة - الحرف العربى- وقواعده التراثيه المتجذره والضاربه فى عمق التاريخ ، من ضروريات الخروج من المأزق المرحلى .
والمشهد السياسى - الدراماتيكى - الراهن فى مصر ، أرض خصبه لضرب المثال لحجم المعضله المأساويه ، التى تعتبر بلا منازع من مُخرجات ( النُخَب العلمانيه ) التى تآلفت واندمجت مع بعضها البعض تحت مسمى ( جبهة – الإنقاذ -!!!) وتحالفت مع الشيطان الرجيم الناري – والإنسي الطينى فى السفاره الامريكيه – ولم تكن إجتماعات ’’ آنا باترسون ’’ بجبهة - الإنقاذ – فى الخفاء ، او من وراء حُجُب بل فى وضح النهار وفى عقر دار أعرق وأقدم حزب سياسي علمانى فى تاريخ مصر الحديث ( حزب الوفد ) ، لتمزيق نسيج الحياه السياسيه الجديده وليدة الإختيار الحر لأهلنا فى مصر الكنانه ، وبالرجوع الى الوراء بالتاريخ نستحضر مشهد يكشف لنا ديدن حزب الوفد ، حيث المعتمد البريطانى فى مصر والعام هو 1942 عندما قام السفير الانجليزى بصحبة قائد قوات بلده العسكرى بإرغام الملك فاروق ان يسند رئاسة الوزراء لمصطفى النحاس الذى كان يتزعم حزب الوفد آنذاك ، لأنه يمثل التيار الفكرى الذى يتمشى مع صانع القرار الانجليزى - فقط - ( ولم يكن تسلُم مصطفى النحاس لرئاسة الوزاره رغبة خالصه من الشعب المصرى له ) وحتى يُتاح للانجليز إفساد الحياه السياسيه وهو ما تم بالفعل عبر سُبل عديده.. منها فرض الدستور العلمانى على المصريين بقوة المحتل البريطانى عبر الرموز الليبراليه للوفد ، وتستدعى الذاكره من الماضى القريب الإعلان المكمل – المكبل – او ما بات يعرف بوثيقة على السلمى – 
والسلمى وفدى الدم واللحم – والوثيقه للتذكره كانت بمثابة ميثاق يتيح للعسكر حكم البلاد من وراء الستار والسماح لتدخله فى الشأن السياسى ، وهذا أيضاً ، الوتر الذى ظل الدكتور البرادعى يعزف عليه عبر تصريحاته المباشره والمتلفزه وبالطبع عبر تويتاته المشهوره والمتابع للمشهد فى مصر من بعد – ثورة يناير – يعلم كيف ان البرادعى صرح مراراً ولمح تكراراً انه لابد من وجود ماده دستوريه تعطى الجيش حق التدخل للحفاظ على - مدنية الدوله – وأصر على تغيير عقيدة الجيش ، ولذلك انقلب الرجل الذى عاش جُل حياته فى بلاد الغرب حيث - القيم الديمقراطيه – على الديمقراطيه وكان من أوائل المصفقين والمهللين والمشاركين فى الإنقلاب على إرادة أهلنا فى مصر، بعد جولاته العديده فى الغرب ، وتملقه تاره عن طريق إظهار التعاطف مع الهلوكست وتاره مع الأقليات الإفتراضيه وغير الإفتراضه ، مثل البوزيين الذى أراد منحهم فى دستور 2012 حق بناء معابد ، فى اللحظه التى ينادى فيها ( بمدنية الدوله )! ،وهذا قليل من كثير فيما يتعلق بالبرادعى .!!
ويُعد الدكتور عمرو حمزاوى من الأمثله الجليه لواحد من العلمانيين الليبراليين الذين إنقلبوا على الديمقراطيه ، وأخذت العلمانيه لديه أشكالاً عده فى التوصيف النظرى، فكان الرجل إذا التقى الغرب وصف لهم العلمانيه التى يبتغيها لبلده على الطريقه الغربيه ، وعندما يواجه المجتمع فى مصر كان يتراجع فى التوصيف الذى يؤمن به - هو - ، وكثيراً ماتملق مجلس طنطاوى العسكرى ، وكان ممن دعوا إلى 30 يونيو ، وعندما أزاحه الإنقلابيين من المشهد السياسي ، أو بتعبير أدق لم يفهم لعبه العسكر بأنهم لايقيمون وزناً لحكم مدنى ولايرغبون إلا من خلالهم ولم يدرك من البدء انه لايساوى - أكثر من سلمه فى سلم صعود العسكر لحكم البلاد ، ولم تنفع حمزاوى استاذيته فى العلوم السياسيه فى قراءة المشهد ، ليس كل متحدث يصيب الهدف ! ، وبعد ان ادرك مؤخراً اللعبه ذهب الى المانيا لبعلن بعد اربعة شهور من - الإنقلاب – أن ما حدث فى مصر إنقلاب !
وحمدين صباحى الناصرى الإشتراكى ذلك النفر المثير للدهشه ، والدكتور رفعت السعيد القيادى البارز فى حزب التجمع الشيوعى ، والدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالى فى حكومة الإنقلاب الذى تتمزق فى عهده أحشاء الشباب الجامعى وتنفجر جماجمهم الذكيه من فرط الآله الأمنيه المحاصره للحرم الجامعى !!! ، هؤلاء جميعاً ظلوا لسنوات يخدعون الدهماء والسزج من الشباب ، بأنهم معارضه وطنيه تسعى لتطبيق النموزج الديمقراطى فى البلاد ، والان تتكشف لنا عوراتهم دون مواربه بتحالفهم مع العسكر ضد إختيار الشعب ، والأغرب تحالفهم مع رمز من رموز النظام البائد ألا وهو - عمرو موسى – الذى عاصر حكم العسكر منذ عبد الناصر مروراً بالسادات حتى مبارك وإلى الان ، ويُعد لبنه رئيسيه فى هرم البناء السياسي الفاسد على مدى العقود الخمسه الأخيره ! .
وعلى المستوى الإعلامى الكلام لاينتهى ، وكذلك ( النُخب ) المثقفه ، وأخُص تلك التى تمارس العمل الإبداعى ، وأذكر منهم الناصرى الإشتراكى الماركسى ( برغم انه يحاول جاهداً طمس هويته الماركسيه “ إلا رمزاً „ ) صاحب قصيدة - نساؤنا حبلى بنجمك – الذى اقام ندوه فى قصر ثقافة المحله مسقط رأسه ، وجاهد فى تملقه إلى حد - العبث الكوميدى - عندما هرطق قائلاً ان العسكر فى مصر - الإنقلابيين - كانوا حجر العثره التى تصدت واوقفت المخطط الأمريكى للتوسع فى المنطقه ، اسأله كيف الحال مع كامب ديفيد ياشاعر المرحله ، ولمن لا يعرف ان صاحب قصيدة التملق يعمل فى جريده تصدر من دولة - الكويت - المناهضه للربيع العربى والمموله للإنقلاب العسكرى .!!!
هؤلاء هم العلمانيون ، تعمقوا وبالغوا فى إعطاء الأمثله للممارسه الديمقراطيه ، فى الندوات وعلى شاشات التلفاز ومدرجات الجامعات ، لكنهم فى المقابل عجزو أن يكونوا هم انفسهم مثلاً حى والتجربه فى مصر خير شاهد .!

نختم بكلمه خالده للثائر الجزائرى الحر ( عمار أوزيجان ) حينما إنتفض قائلاً { إن موقفنا إذاء الإسلام مختلف لإننا ثوريون مرتبطون بالشعب ذلك أن رفض الأيديولوجيه الإسلاميه فى بلاد مستعمره ، يضطهد دين الأكثريه الساحقه لسكانها ، هو مجرد تظاهر بتحضر مزيف تنادى به فئه منفصله عن الشعب غريبة الحياه والفكر ، إمتصتها أو شلتها أيديولوجية العدو المستعمر } .!!!

هناك تعليق واحد: