التحالف الذى جر الرياض للدخول عسكرياً فى سوريا واهى الحجه ... إذا ما نُقش الأمر بعقلانيه ... لعدة أسباب أهما وأولها أن التوقيت جاء متأخراً للغايه ، لان الحاله السوريه أصبحت معقده وسيزيدها التدخل الان تعقيداً ... فلماذا اُرجئت كل الحلول الى الان ؟! ، إذا كانت الحجه المد الإيرانى الشيعى فإيران حاضره وبقوه مع بدايات الثوره فى سوريا وربيبها حسن نصر الله وميليشياته ، بل ان الجيش اللبنانى كان يدعم بشار فى الوقت الذى كان النظام فى الرياض يدعم الجيش اللبنانى ...، قبل وقف الدعم ـ مؤخراً ـ ، ثم هل ذبح أهلنا فى سوريا على يد بشار حسنه ، ورزيله إذا تمت بأيد غيره من الروافض أو الروس أو الدوله الاسلاميه المعروفه إعلامياً ـ داعش ـ ...؟! ولماذا لم يتم تسليح الثوار فى سوريا بشكل يضمن لهم توازن تقنى عسكرى ...؟! خاصةً أنهم حققوا مراراً تقدماً كادوا معه الاستيلاء على دمشق معقل الحكومه المركزيه لنظام البعث !، ولماذا ـ تقف ـ الرياض مع ثوره هنا وتقف الحاؤول فى وجه آخرى كمصر!.
قد يقول قائل ، ألم يمنح النظام فى الرياض مساعدات ( للجيش الحر ) ... ؟، وبدورنا بلى ، لكنه لم يكن بالقدر الذى يستطيع معه الثوار حسم المعركه ضد نظام البعث ـ عن قصد ـ ( وإن كان ظاهر الامر لايعكس ذلك للدهماء ) ، وذلك يعود لحرس النظام فى الرياض والتوجه الاقليمى والعالمى ... ان يظل ميزان بشار العسكرى هو الارجح ... لعله تأتى مرحله يسهل معها إستنساخ نظام علمانى ، لأنه من الصعوبه بمكان القبول بتشكيل حكومه من بين الثوار المصبوغين بمعانى الجهاد ، لان هذا يعنى الاعتماد على الذات فى صنع المصير الإستراتيجى ـ وهنا تكمن المعضله التى تزعج دول المركز ، وكل التوتاليتاريات التى ( تحكم ) منطقة ( الشرق الأوسط ) .!
وفيما يخص الجانب التركى نطرح علامة استفهام ، لماذا لم تتدخل ـ أنقرا ـ منذا بداية الثوره قبل تعقيد المشهد ، صحيح أن تركيا أعلنت وقوفها مع الشعوب الثائره منذ لحظه ميلاد الثورات ومازالت ، لكن فى المقابل الزمن عامل جوهرى جد مهم لحسم أى معركه ... فدور تركيا جاء متأخر وله بُعد برجماتى ... ليس إيران فى المستوى الاول ... لكنه الوجود الروسى الذى يمتلك من الأوراق مايستطيع بها إرباك الداخل التركى ... وأهم هذه الاوراق ( الأكراد) ـ وقد أسهبنا فى هذه الجزئيه فى مقالات عديده منها ـ روسيا والصراع على الرقم صفر ـ ، لانه إذا كان الغرض محاربة ـ داعش ـ لإرهابها فى الشام ، فهذا يجعلنا نطرح سؤال آخر هل إرهاب ـ داعش ـ فى الشام سابق على إرهاب بشار ؟!، فداعش تاريخياً أحد مخرجات الإحتلال الأميركى للعراق منذ 2003 ، ولها وجود قوى منذ الاطاحه بصدام حسين وحل الجيش العراقى ... ، لكن الآله الإعلاميه الغربيه هى التى تحدد للبعض نسبة التركيز وطريقة المتابعه والقضايا التى تُثار ونحن بدورنا ـ إلا مارحم ربى ـ نعزف بالنقل لا بالعقل !.
فالتدخل العسكرى لنظام الرياض فى هذا التوقيت المتأخر أيضاً سوف يكون له تداعياته السلبيه التى ستنعكس عليه إقتصادياً وسوف تشكل له إرباكه على الصعيد الداخلى... سيتمنى معها لوظل متفرجاً على ثورات الشعوب أفضل من وقوفه فى وجه التحول الحتمى !!!.
ولمن لا يعرف أن ـ السعوديه ـ هبت عليها نسائم الإحتجاجات ، التى كادت أن تتحول الى ثوره عارمه ، غير ان الاحتجاجات واجهته القبضه الامنيه فى 11 من مارس آزار 2011 بحزم ... وذلك بتصدى 25 الف جندى لإسكاته فى كلاٍ من العواميه وجده وبعض مناطق الاحساء وفى القطيف ، هذا الاحتجاج تزعمه تنظيم من الشباب الثورى أطلق على نفسه ( ائتلاف الشباب الاحرار ) ، كان يسعى للإصلاح السياسى كما طالب بإطلاق صراح المعتقلين واستبدال الملكيه الفرديه بالملكيه الدستوريه !.
حبى منتصف 2013 كانت المسأله السوريه غير عصيه على الحل ، لكن ترحيل الازمات فى كل من اليمن وسوريا ـ بغية الوصول بها لمرحله تهيئ للحل الذى يتناسب وتطلعات دول المركز ـ زاد المشهد تعقيداً ، ومن ثَمّ ستتعاظم كلفته السياسيه والاقتصاديه ... خاصةً على نظام الرياض الذى يساهم فى إرباك المنطقه منذ اندلاع ( الربيع العربى ) ويحارب بالوكاله ... مع توقُع إنخفاض أكثر فى أسعار البترول ، وتظل دول المركز المحركه ... الرابح الأول ، والاقل ضراراَ ، وتظل اللعبه فى ذات الدوران نقتل أنفسنا بأم أيدينا ، ونقسم جغرافيتنا لصالح الغرب ! ، لنساهم تحت ظلال الغفله التاريخيه فى إنتاج سايكس بيكو جديد ، بعد ان تجاوزنا دور رد الفعل ثم المفعول به فى المشهد العالمى حتى مرحلة السقوط فى وهدة الإنتحار السياسى!