السبت، 7 يونيو 2014

سيكولوجية الفهلوي

(تضخم الذات وتدني واحتقار النفس )




بقلم دكتور :  أيمن غريب قطب

هي ظاهره مرضية تنعكس بآثارها السلبية على الفرد والآخرين من 

المحيطين بالفرد وقد تتعدى ذلك الى المجتمع 

كله , ومن مظاهر تضخم الذات، رؤية الشخص أنه أهل للقيام 

بالأعمال التى هي اصلا ليس مؤهلا لها ، ولكنه يرى في نفسه 

أنه 

مميز فيها !!، وعدم قدرة صاحبها على قبول النقد بسهولة في 

الشيء الذي يرى نفسه فيه، وكذلك عدم 

القدرة على الاستماع أو التلقي من الآخرين، أو قبول النصح منهم، 

وبخاصة في الأمور التي يشعر فيها بتميزه ونبوغه ،ومن مظاهرها 

انتقاص الآخرين، ورؤية النفس دائمًا على انها الاعلى والافضل 

وبخاصة في الجزئية المتضخمة فيلجأ الفرد دائما الى جعل صورة 

الآخرين دائما هي الادنى ويقنع نفسه بذلك فيطرد هذا ويمنعه من 

الكلام من قبل ان يعبر عن رأيه نحوه ويمنع هذا من الاستقاله 

ليقيله هو في ادعاء انه المستغني عنه ويدعى الفوز رغم الفشل  

ويتفهلو في كل شئ!!.

ومن آثارها رؤية النفس بعين الاستعظام، ونسيان أن الله عز وجل 

هو صاحب كل فضل ومنَّة, فصاحب هذه الشخصية لا يُعطي عطية 

لأحد، ولا يُقدم له خدمة إلا ويَمُنّ عليه بها وينتهز الفرصة المناسبة 

لتذكيره بخدماته وعطاياه، بل يعمل كذلك على استنطاق لسانه 

بمدحه وشكره، وقد يغضب منه إذا ما قصر في ذلك.

وتجده كثيرًا ما يحلم ويسعى ويشتاق الى الشهرة والمنصب او 

الكرسي ولا يريد ان يفارقه ابدا ويعتقد انه خلق له ومؤبد فيه، 

فيسعى كذبا الى ارتفاع شأنه بين الناس، وقيامه بأعمال خارقة 

تلفت إليه انتباه الجميع وينظر إلى نفسه على أن له قدرًا عند الله 

بما يقوم به من أعمال و ينتظر الكرامات، ويستعظم أن ينزل به 

بلاء،ويلازمه الشعور بالخوف الدائم من كل شئ حتى من نفسه 

ويخاف من الناس كثيرا بل ويكرههم رغم انه يدعى محبتهم وانهم 

نور عينيه التى يرى بها ،يظن أنه محسن، وهم مسيئون، وأنه ناج 

وهم هالكون، وأنه عالم وهم جاهلون، وأنه عاقل وهم حمقى، 

وأنه 

من طلاب الآخرة وهم من طلاب الدنيا.

وعندما تتعدد الجزئيات التي تتضخم داخل هذه الشخصية فإن 

نفسه 

تتعاظم وتكبر شيئًا فشيئًا، ومِن ثَمَّ يزداد إعجابه بها وتقديسه لها، 

وينعكس ذلك على تعاملاته مع الآخرين فتراه يكثر من نصح غيره 

ونقده، ولا يقبل نصيحة من أحد، يحب أن يخدمه الناس ويكره أن 

يخدم أحدًا، و لا يمل من الحديث عن نفسه، وإنجازاته، وماضيه، 

ولو 

كرر ذلك مئات المرات، وفي نفس الوقت تراه يقاطع غيره ولا 

يسمح 

له بالحديث عن نفسه كما يفعل هو، و لا يعطي الآخرين حقوقهم 

من التقدير ويضيق صدره إذا ما أثنى على أحد غيره ويفرح بسماع 

عيوب الناس, يبتعد عن كل ما ينقصه أو يظهره بمظهر الجاهل أو 

المحتاج إلى المعرفة رغم ان كل الشواهد والاعمال تدل على 

ذلك، 

إذا سُئل عن أمر من الأمور تراه يجيب دون دراية لينفي عن نفسه 

صفة الجهل ،وإن رد عليه شيء من قوله غضب، وإن حجج أو نوظر 

ضجر وانف أن يُرَد عليه وإن وعظ استنكف من قبول النصح ، وإن 

علم 

لم يرفق بالمتعلمين، وانتهرهم، وامتن عليهم، واستخدمهم .

وهذه الشخصية مرتبطةعادة،بالخيانةوالجاسوسية، وتحقيق 

الفساد اجتماعيا واخلاقياو سياسيا ويتآمر ويحقق من وراء ذلك 


للأعداء مكاسب سياسية ومالية، ، ناهيك عن تغاضيه عن 

الفساد 

المالي والإداري مثل السرقة والرشوة والمحسوبية ليكسر عين 

هؤلاء ويستخدم زلاتهم، وقد تأخذ شكلاً ملطفاً، مثل الكومشن! 

وبدل الأتعاب والهدية، ورد الجميل. وهذا يؤدي حتماً إلى الفساد 

الأخلاقي والاجتماعي، وفي ظل مثل هذه الشخصيةيصبح للفساد 

قلاع كثيرة تحصنه وترعاه وتحفظه من الهلكة، فينمو ويترعرع 

ويقوي 

شوكته، وتصبح له نخَبُهُ وقوانينه الخاصة، وشروط إمتهانه 

بإحترافية، 

ولا مكان فيه لذوي الضمائر الحية والقلوب الضعيفة، أو لمن يملك 

مقدار حبة من خردل من ايمان، ويصير للفساد آلياته ووسائل 

الترغيب والترهيب والاكراه، ويزرع إيديولوجيا للسيطرة على 

العقول، 

والعمل على تدجينها وتطويع تفكيرها لصالحه، ليملك قدرة خارقة 

للاستقطاب والاستدراج الى مدارجه ومسالكه ومهالكه،انه معهم 

تنحط لديه معاني المروءة، والكرامة، وتنعدم الحساسيات الأخلاقية 

فتتداخل القيم الحميدة مع قيم الوضاعة والنذالة، فيصبح كائناً غريباً 

عن نفسه وفاقدا لجوهره .
 
انهم متضامنون متكافلون، تربطهم المصالح والمكاسب، وقلما 

يعيرون اهتماماً للهموم الوطنية والقومية والإنسانية، ولا يلقون بالاً 

لحالات الفقر والبؤس المتفشية في المجتمع لأن وجوههم تصلبت 

وانعدم عندهم الحياء على عتبات المادة، لا يهتمون بالمصالح 

العامة 

إلا بمقدار ماتخدم مصالحهم ومكاسبهم، يملكون تعطيل القوانين، 

وقتل القرارات في المهد، يتولـون ادارات يزاولون فيها الفساد 

والإفساد، بسببهم ترتفع الاسعار ويستشري الفساد، بسببهم 

كثرت الرشاوى، والنفوذ، وعجّتْ دوائر الدولة بالمحاسيب، بسببهم 

ظهر الانحراف، وغاب الالتزام والانتماء .

انهم يتحدثون عن قيم العدل والمساواة والحق والنزاهة وحقوق 

الانسان، ويمارسون شعائرهم الدينية والإجتماعية، ويبالغون في 

الحديث عنها، ويحفظون مآثر تراثية ودينية وآيات قرآنية يرددونها في 

المناسبات حيثما حلوا، للتغطية على فسادهم وشرورهم ، واذا 

قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، قالوا انما نحن مصلحون،هؤلاء 

كائنات تتقن التخفي وهم متكلمون لبيبون يسوقون من الحجج 

والبراهين ما يدفعون به فسادهم ، مما يجعل المرء يظن أنه يجلس 

شخصية قيادية طامحة للأفضل ذات قدرات وأفكار، يسوقون 

انفسهم 

على أنهم ناجحون دوناً عن الآخرين والسبب في ذلك أنه نفذوا 

بفسادهم بسلام، نجحوا نجاحا نجاح دخل في سيرتهم الذاتية ، 

خاصة أن المحاسبة غائبة على مذهب ما مضى لا يعود.
ولعل أسوأ نتاجات هذه الشخصية هو ترسيخ مفهوم ثقافة الفساد 
حيث تسربت قيم الفساد الوضيعة لتحل محل قيم الخير النبيلة، 
وأصبحت قيم الفساد مع الزمن، مقبولة ومبررة،
ومع الاستمراروالتحول يصاب الكثيرين "بالعدوى" وعن طريق 
المخالطة والمشاركة، يصبح الكثير من الناس فاسدين وتتحسن 
أوضاعهم ظاهريا، مما يغرى الآخرين، بإتباع نفس الأساليب 
والممارسات، فكم من نظيف مارس الفساد، من حيث لا يرغب، 
لانعدام الطرق الأخرى وتضاؤل وانحسار البدائل، ومن منا لم 
يمارس 
الوساطة للحصول على حقه في الوظيفة، غير آبه بأولويات وحقوق 
الآخرين، وانعكس ذلك على الإدارات العامة، بالترهل، واليأس، 
واللامبالة، والتملص من المسؤولية،
  • ونحن كشعوب مقهورة يقع علينا وزر كبير بوجودهم وتشجيعم ، و من ثم تقع علينا شرور مثل هذه الشخصية من الفاسدين وأوزارهم، فتحمل جزء كبير من المسؤولية عن وجودها واستمرارها والنفاق لها وتشجيعها، لانتعلم ولا نرعوي، كم مرة انتخبنا الفاسد السيئ، وكم دافعنا عن فاسد سارق، بحجة انتماؤه الطائفي أو الإقليمي أو العشائري، ونحن نعلم أنه سوسة تنخر جذور الوطن، وكم دفعنا الوضيع المتكبر إلى الصفوف الأولى، وتصدرنا به المجالس، ووصفناه بالذكي، والشاطر، والفهلوي! وتناقلنا قصصهم وبطولاتهم، وسعينا إلى التقرب منهم، وقدمناهم في جميع مناسباتنا، وناديناهم بصاحب 
  • المعالي والسعادة والمشير والزعيم 
  • الاوحد!! 
  • ولكن في النهاية لابد للحق ان 
  • يظهر ولابد لامثال هؤلاء من ان ياخذوا مكان 
  • فرعون وقارون وهامان وهتلر وموسوليني 
  • وغيرهم من امثال هذة الشخصية, ولنا ولك 
  • الله يا بلادنا الحزينه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق