الجمعة، 20 يونيو 2014


قراءه فى طبيعة ما يحدث على أرض العراق الحبيب من مدٍ ثورى ج1





بقلم \ على بركات 

ليس من الضرورى أن ينتفض المرء لقراءة الحدث السياسى فى الحال وإدراجه فى جيز الجزم ، و الحكمه تقتضى - فى ظل الأحداث المتتاليه السريعه والمفاجئه التوقيت التى تشهدها المنطقه بشكل عام والمشهد العراقى الراهن بوجهٍ خاص - أن يتريث المرء ليتحسس اركان مسرح العمليات وما وراء الكواليس و’’ تصريح القوى المركزيه ’’ الفاعله وربطها بما يتولد عنه من ’’ فعل حركى’’ على الأرض ، وبعيداً عن تصريحات إعلامنا العربى المؤسَسي التقليدى الذى لا يعرف سوى فلك دائرى مفرغ من النواة ويفتقد حتى للحقيقه والحق ولو بشكل نسبى … فهو فى واقع الأمر يريد أن يأخذك بعيداً عن حقيقة الحدث إلى عالم خيالى يسلبك الفهم والإدراك ، والمتتبع للمشهد فى العراق عبر الإعلام المُعلب المؤدلج يتبادر لذهنه وتصوراته أن - داعش – هى المحرك للحدث وأنها اللاعب الوحيد أو المحورى فيما يدور من تحركات عسكريه متقدمه ، وهذا مجافى تماماً لواقع الأمر ، والحقيقه أن الحراك فى العراق ثورى من الدرجه الأولى ، دعا إليه مفتى الديار العراقيه العلامه – رافع الرفاعى – فى 11-06-2014 مستنهضاً عزائم شباب العشائر السنيه لكسر تعنت المالكى وتجبره على اهل السنه بإعتقال خيرة الشباب والنساء … وقد لاقت الدعوه صداً هائل فى نفوس العشائر فكان الإستنفار الذى ذبا بهم ذباً نحو سامراء والموصل وصلاح الدين وتكريت وأربيل حتى قارب زحفهم شمال بغداد ، نعم داعش جزء من الحراك ولكن بنسبه لاتتجاوز العشره بالمائه على اكثر التقديرات ، فالحراك الثورى الشبابى للعشائر السنيه جاء كنتيجه طبيعيه بعد تخمر المعاناه مع حكومة المالكى المركزيه - الإيرأمريكيه – التى أتبعت هواء الشرق الإيرانى والغرب الأمريكى فأخذته شهيقاً وبلسماً لها ولزمرتهم من اشياعهم … وطرحته زفيراً عفن وإقصاءً لأهل السنه فى العراق !!!.
قبل أن نسترسل فى زوايا الحراك الثورى فى عراقنا الحبيب ودوافعه … ورد الفعل الغربى والأمريكى منه بوجه خاص … من منطلق ان الوضع السياسى الراهن ورؤيته مُنتَج امريكى ، وهل له إنعكاساته على مجريات الأمور فى الشارع المصرى - وكذلك الخليجى إذا ماتم لثوار العراق وقوع بغداد فى قبضتهم وتحت سيطرتهم ، نقف سوياً على بعض الملابسات التى تخص – داعش – من ناحية التكوين والإنتماء !.
هناك صوت خافت زعم بأن – داعش – تعمل تحت مظله آل سعود وهذا فى تصورى المتواضع إرهاص لايرتقى للبث والنقاش ، وتعالت الأصوات التى زعمت بأن - داعش – حركه تابعه للمخابرات الإيرانيه والأمريكيه ليتم تمكين ايران من دخول وإحتلال العراق بحجة إغاثة اهل العراق من سطو - داعش – بالإتفاق مع الولايات المتحده الامريكيه - وهذا جدير بالنقاش – ليس لصحة الزعم – ولكن لأن مآلات هذا الزعم يلعب عليه المغرضين فى الإعلام المُعلّب سالف الذكر ومن يلف فى فلكهم من نخب العار ، ولأن الواقع المرير الذى تعيشه سوريا منذ ثلاث سنوات ، والعراق منذ 2003 يعطى مؤشرات وشواهد بلغت مبلغ التواتر عكس هذا الزعم وباتت عين يقين ،لماذا ؟! 
برغم أن ثمة تنسيق إستراتيجى بين أمريكا وإيران لعبت فيه الجيوسياسيه لإيران دوراً هام للقبول بها كحليف تبدا أول ما تبدا منذ حرب صدام مع طهران وتعمق فى الحرب على أفغانستان ، وأزداد عمقاً أثناء حرب الخليج الثانيه 2003 ارتأت معه الولايات المتحده أن طهران حليف معقول يناسب مصالح كلا الطرفان لعدة أسباب ، أو للخدمات التى قدمتها إيران لتسهيل إحتلال الأولى لبغداد – لقد أشرنا إلى هذه الجزئيه بشكل مفصل فى مقالتنا ’’ أمريكا وإيران حلفاء أم أعداء ’’ نشر فى أكثر من جريده عربيه – ونستحضرها هنا لأن المقام مازال بعينه حتى كتابة هذا المقال ! ، فإيران هى التى أوعزت لمنظمة بدر التابعه للحرس الثورى أن تحمى ظهر الجنود الأمريكان عبر صحراء الناصريه ومن كوت العماره حتى تثنى لهم دخول بغداد وإسقاط نظام صدام ، وفى المقابل سمحت الولايات المتحده لإيران بإدخال مليشياتها المسلحه إلى العراق وهى موجوده حتى الأن كمنظمة بدر التابعه للحرس الثورى المتمثله فى رحيم صفوى وزبانيته ولهم مشاريع ومصالح إقتصاديه ضخمه ، ومنظمة العمل الإسلامى ،
 وحركة حزب الله العراقى ،ومنظمة مجاهدين الثوره الإسلاميه وحركة سيد الشهداء وحركة 15 شعبان وفإيران صاحبة قرار سياسى فى العراق ولها تمثيل مريب فى الداخل العراقى ، حتى أن رئيس الوزراء السابق آياد علاوى عند أوبته من زيارة الجنوب سُؤل عن الوضع – شاكو ماكو – رد بعفويه تلفها الدهشه ’’ واللا مافهمت شئ الكتابه بالفارسى وكل شئ تقريباً فارسى ’’ !
إيران ليس بحاجه لمصوغ يضع العراق فى قبضته عن طريق ذريعة – داعش – ولاغيرها بشرط الإتفاق وأن لا تتعارض مع المصالح الأمريكيه ! ، فهناك شبه كبير بين الأمريكان والصهاينه فى تل أبيب يجعلهم يتحركون فى المنطقه بتناغم مُنصهر فى بوتقة المصالح ، ويبدو فى الأفق سؤال وسؤال وسؤال ، ماهو رد الفعل المتوقع من البيت الأبيض حيال الوضع الثورى المفاجأ فى عراقنا الحبيب ؟ وهل ’’ ستجرؤ’’ الولايات المتحده بالمشاركه العسكريه والنزال البرى لإنقاذ حكومتها ودستورها فى بغداد – لا أتوقع – خاصةً بعد أن ذكرت شبكة فوكس نيوز الأمريكية ، أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت الخميس بتنفيذ أول عملية إخلاء من العراق ، في ظل الأحداث المتسارعة وانتشار ثوار العشائر على الأرض في العراق كما أوضحت فوكس نيوز أن إخلاء الأمريكان تم من قاعدة ’’ بلد’’ الجوية في محافظة صلاح الدين العراقية ... وهي أكبر قاعدة جوية للأمريكان ، وأسأله أخرى سنتناولها فى الجزء الثانى إن شاء الله 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق