الثلاثاء، 24 يونيو 2014

قراءه فى طبيعة ما يحدث على أرض العراق الحبيب من مدٍ ثورى ج2



بقلم \ على بركات 

وبالطبع كانت ردة الفعل للولايات المتحده الامريكيه كما توقعنا –  العسكريه – أن أعلن البيت الأبيض أن التدخل الأمريكى سيكون محدود فى العراق ، ربما لإعتماده على الوجود الإيرانى فى الداخل كما أسلفنا وقدرته على تأجيج الصراع الطائفى المُمنهج منذ سنوات وخلق حالات الزعر فى المجتمع عن طريق التفجيرات التى تحترف تدبيرها مليشيات الحرث الثورى الإيرانى ، وهنا لفته يجب مسها مساً خفيفاً ... وهى أن تأجيج الصراع الطائفى فى الأساس أحد أهم ميكانزمات السياسه الخارجيه الأمريكيه التى ابتدعها مؤسس الدبلوماسيه الحديثه هنرى كيسنجر وتأثرت بها إيران ، كما أن ثمة تشابه خطير بين الكيان الصهيونى وإيران يأتى على رأسها أن إيران تشعر بين العرب بالغربه كونها تتكلم الفارسيه فى منطقه عربيه كذلك الحال مع الكيان الصهيونى - عبرى اللغه - المزروع فى منطقه عربية اللسان ، إيران تتحرك من منطلق عقائدى طائفى شيعى وتبنى عليه معظم سياساتها الخارجيه ، وكذلك الكيان الإسرائيلى له رؤيا سياسيه توسعيه تحكمها تعاليم دينيه توراتيه ، إيران تستحضر تاريخها الفارسى وتنطلق من هذا المخزون – ويعُدّ من الأسباب الرئيسيه لإحساسها بالعزله – كما ترى أنه من البُد إستدعاء وبناء هذه الإمبراطوريه لكسرى التى بددها العرب مع ظهور الإسلام ، وهى نفس الرؤيا للكيان الإسرائيلى الذى يرى وجوده فى فلسطين أمر تاريخى – بصرف النظر عن صحة الزعم من عدمه -  حيث الأجداد وأنبياء بنى إسرائيل ! وهذه العوامل المشتركه هى التى تدفع ، كلاهما – إيران - والكيان الإسرائيلى – نحو مشروع إستعمارى فى المنطقه ، ومن أوجه الحراك الذى يثممن رؤيتنا كشف مصدر عن زيارة – نيجرفان – رئيس إقليم كردستان إلى طهران جاءت بطلب من الحكومه الإيرانيه لتسليمه رساله موقعه من - نورى المالكى – يتنازل فيها الأخير عن كركوك وتصدير النفط ’’ بضمان من إيران ’’مقابل السماح للقوات الحكوميه من إستخدام الإقليم لشن هجمات على الموصل ، المُسيطر عليها من قبل ثوار العشائر السنيه مع أخواتها الأنبار ، صلاح الدين ، كركوك ، ديالى ، بابل ، ومؤخراً مدينة القائم .

وهذا يحدد الى حدٍ كبير أيضاً السلوك السياسى للأمريكان فى المنطقه – فى الظرف الراهن -  لتعطى سوريا الأولويه عن العراق ... ليس لعدم اهمية العراق برغم مخزون الإحطياطى الهائل للنفط لديه  ... والنفط كماهو معلوم فى إستراتيجيات الولايات المتحده الأمريكيه مصدر قوه وهيمنه ، ولكن ليست بأهمية – إسرائيل – من الناحيه الإستراتيجيه ، وأمريكا ترى أن التدخل العسكرى - الثقيل - فى العراق قد يشتت سعيها فى المنطقه الملتهبه وعلى رأسها سوريا الحبيبه ، ومصر الكنانه التى قد يأخذ فيها الحراك السلمى أبعاداً قد تثقل الوطئ على البيت الأبيض ، فسوريا ومصر الحراك الثورى بهما كفيل بإسقاط مشاريع الغرب وعلى قمته أمريكا بالقضاء على الكيان الإسرائيلى وتحرير القدس إذا ما تم النجاح لحراكهما ، ولأن الحرب دوره من دورات السياسه كما هو معلوم فى العلوم السياسيه ستتجنب واشنطن الحرب كما تجنبته فى ليبيا ، لأن مآلاته السياسيه وخيمه بدرجة اللهيب على خط الإستواء ، فالعبره ليست بالنصر العسكرى فقط فى ساحات الوغَىَ بل ومآلاته السياسيه ، فأمريكا انتصرت فى فيتنام عسكرياً وهُزمت سياسياً بكل المفاييس والأبعاد .
وتشخيص واشنطن للحاله فى العراق دليل على عجز امريكا فهى "تعزى ’’ ثورة شباب العشائر لأسباب طائفيه وسوء سياسة حكومة المالكى فى بغداد وكلاهما مُنتج أمريكى خلفته عبر وجودها لتسع سنواتٍ طوالٍ فى بلاد الرافضين ، وسوف تعيشا الولايات المتحده الأمريكيه  وإيران بين بؤسهما فى سوريا وبأسهما فى العراق خاصةً فى ظل التحرك السريع للثوار وسيطرتهم شبه الكامله على المناطق السنيه واخرها سيطرتهم الكامله على مدينة القائم الواقعه على الحدود السوريه العراقيه بعد تسليم جنود جيش المالكى أنفسهم لثوار العشائر ، وسيطرتهم على تسعون بالمائه من مصفى - بيجى -  أهم وأكبر المصافى فى العراق.
إسقاط بغداد سوف يغير موازين منطقه الخليج الذى تبَدّت بوادره فى صرف نظر حُكامه شيأً ما عن دعم القاهره ومراقبة المشهد العراقى الذى حتماً سينعكس على الشارع الخليجى وعلى وجهٍ أخص الكويت والرياض ، فالتغيير قادم لامحاله لمنطقة الخليج فدورة التاريخ الجديده ستصيب المنطقه بأكملها وسينعكس تباعاً على أوروبا وأمريكا ... على الأقل سياسات التدخل وطريقة صنع القرار !.

هناك تعليق واحد: