صناعة الارادة الفولاذية.....وقوة العزيمة
النفسية
( في مواجهة الظلم والظالمين )
بقلم دكتور : أيمن غريب قطب
كل نفس أبية ترفض الظلم وتبغض الضيم والانسان يغضب عندما
يظلم وتنتابه مشاعر كثيرة تدفعة دفعا للانتقام ورد
العدوان وبعض الناس لاينظرون للعواقب إذا ظلموا فيندفعون
للمواجهة فيحققون نقيض مقصودهم, أما الانسان السوي
الابي فيمتلك قوة المقاومة والردع والرد دون كلل اوملل ويعتبر
الخضوع والركون والهروب من الظلم والظالمين خيانة
للنفس والله والآخرين .
ولابد من الوعي بالمظالم ومن ثم ادراك أهم وسائل المقاومة فلابد
من ان يدرك الانسان أنه مظلوم ويحدد من الذي
ظلمه وماهو نوع الظلم الذي وقع عليه وهل لديه يد فيما وقع عليه
من ظلم؟ ليقرر بعدها خيارات المقاومة هذه
التساؤلات مهمة خاصة فيما يتعلق بالمظالم العامة الاجتماعية
والسياسية لأن الظلم في هذه الحالة واقع على
مجتمع وليس علي شخص بعينه، والظالمون يستفيدون من جهل
الناس بمظالمهم فيستمرون في غيهم دون خوف
يقول الكواكبي:”من أغرب الأشياء أن المستبد يأخذ أموال الناس
ظلما ثم يعيدها إليهم بالتجزئة فيهللون ويفرحون
ويشيدون بكرمه الحاتمي ,وفي مجتمعاتنا المتخلفة فإن الناس
لاينظرون إلي جوهر الأشياء وإنما ينظرون إلي
الشكليات فيقولون إن هذا الحاكم عادلا لأنه بني جسرا أو احتفل
بمهرجان للقرآن الكريم أو قال كلاما عنيفا ضد أمريكا
…الخ هذه العقلية هي التي مكنت للاستبداد والظلم في بلداننا .
والسؤال المطروح والملح هو ما أسباب الفجوة العميقة بين
الطموح والاحلام و بين الارادة
وكيف نحرك الإرادة نحو العمل والإنجاز و تحقيق الأهداف ؟
بداية لايكون المرء ناجحا في حياته بالولادة بل يحتاج ذلك الى
شخصية محددة لها مواصفات من اهمها ارادة العمل
الجاد,المثابرة والتصميم وبلوغ العزم اللازم في الوقت المناسب,
ارادة خوض المخاطر والمجازفات المحسوبة والمقدرة
بدقة ,القدرة على بعث روح الحماس لديه ولدى الآخرين
التحمل والمثابرة, الدراسة والتجربة, فهم المعرفة والمهارات
الضرورية كي تكون ناجحا و مؤثرا, الفهم والمعرفة
واكتساب المهارات والتقنيات الاساسية للنجاح لاسيما التفكير
الواضح والا بداع والسيادة والثقة بالنفس .
فالإرادة هي تحدي للنفس من اجل التغيير اما لترك شيء اعتادت
عليه او لعمل شيء يبدو صعبا و من كان سيدا
لنفسه ارغمها على الترك وعدم الخضوع ومن ترك السيادة للنفس
سيرته وفق هواها فهو يريد لكن النفس لا تريد
سيبقى في مكانه مهزوم الإرادة .. اي لا معنى لإرادته فهي اقوال
واماني بلا فعل
ومثال ذلك من الواقع المدخن هو يريد الترك ويتمنى بل وينقم على
سيجارته ومع هذا يستمر بالتدخين .
ويعتبر اهتزاز الثقة بالنفس وقدراتها لعمل شيء احد اسباب
انكسار الارادة .
فالبعض يوهم نفسه ان هذا الامر صعب المنال بتهويل الامر
والخوف من الفشل فإذا ما سيطرت هذه المشاعر على
الشخص بقي في مكانه وما تقدم .. كيف سيصعد هذا الجبل
العالي جدا
وكيف سيجتاز هذا الامتحان بالغ الصعوبة وغيره صعدوا وغيره
اجتازوا بالتفاؤل والثقة بمقدرات النفس والعمل فلا نجاح
ولا تقدم لمتشائم لكسول .
إن الإرادة القوية و العزيمة الفولاذية هي الصفة التي تميز البشر
وتعطي الأفضلية لبعضهم عن الآخرين ليست كلمة
ننطقها أو شعار نزين به صفاتنا، إنها الرغبة والقدرة على إكمال
الطريق و تخطي الحواجز ومواجهة الصعاب وكسر كافة
القيود النفسية لتحقيق المعجزات والوصول إلى هدفك وكيف
سيجتاز هذا الامتحان بالغ الصعوبة وغيره صعدوا وغيره
اجتازوا بالتفاؤل والثقة بمقدرات النفس والعمل فلا نجاح ولا تقدم
لمتشائم لكسول .
وتعطي الأفضلية لبعضهم عن الآخرين ليست كلمة
ننطقها أو شعار نزين به صفاتنا، إنها الرغبة والقدرة على إكمال
الطريق و تخطي الحواجز ومواجهة الصعاب وكسر كافة
القيود النفسية لتحقيق المعجزات والوصول إلى هدفك
السامي وغايتك النبيلة , إن الإرادة القوية و العزيمة الصلبة تأتي
من اقتناعنا الداخلي بمدى ضرورة تحقيق هدف نحلم
به أو شئ نحصل عليه. إن اقتناعك الداخلي بما تصبو إليه من
طموح هو مغذي إرادتك ومنميها ويجعل منها محركا قويا
لأفعالك الجسدية التي تحقق بها مرادك.
ويشير روبرت شولر في كتابه- القوة الايجابية-" الى انه يمكنك أن
العمل بقوة وفق ما تعتقد انك تستطيع فهو الذي
يمكنك أن تكون فقط من تعتقد انك تكون و يمكنك أن تحصل فقط
على ما تعتقد انك قادرا على الحصول عليه و يعتمد
كل دلك على ما تعتقده".
إن الإرادة هي تلك النقطة الصغيرة التي تمكث في عقلك الباطن
وتحركك اتجاه ما تريد وتعطيك الدافع والحافز في
اتجاه هدفك و تمكنك من تذليل الصعاب و تحدي المعوقات لإكمال
طريقك و إنجاز مبتغاك مهما صعب المشوار.
قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه:" ما رام امرئ
شيئاً إلا وصل إليه أو دونه".ويقول الإمام ابن القيم
الجوزية رحمه الله " لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على
إزالته، لأزاله ويقول الشيخ المودودي " رحمه الله - :" إن من
الواجب أن تكون في قلوبكم نار متقدة تكون في ضرامها
على الأقل مثل النار التي تتقد في قلب أحدكم عندما يجد ابناً له
مريضاً و لا تدعه حتى تجره إلى الطبيب أو عندما لا
يجد في بيته شيئاً يسد به رمق حياة أولاده فتقلقه و تضطره إلى
بذل الجهد و السعي .
إنه من الواجب أن تكون في صدروكم عاطفة صادقة تشغلكم في
كل حين من أحيانكم في سبيل غايتكم، تعمر
قلوبكم بالطمأنينة و تكسب لعقولكم الإخلاص و التجرد .
أن الثقة بالله ثم بالنفس من المقومات الرئيسة لاستثمار الإنسان
أفضل ما لديه من طاقات وإمكانات، فأنت عندك طاقه
كامنة وإرادة وعزيمة تحتاج إلى من يحركها، ولكي تقوي عزيمتك
فلابد أن تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح، لابد أن
يكون الدافع الحارق الذي يحثك على تقوية عزيمتك وإرادتك، فأنت
الذي تملك مفاتيح هذه الآلية ومقاليد القرار ولكن
يحتاج منك إلى خطوات تساعدك إلى الوصول إلى هذا الهدف.و إذا
أردت أن تقوي عزيمتك وإرادتك فعليك أولاً بالطاقة او
العزيمة النفسية الستمدة من قوة الدافع والايمان
ولابد من ان تتوكل على الله أولاً ثم تنهض. و حاول أن تغذي
طاقتك العاطفية علاقتك مع أسرتك مع أصدقائك وجيرانك،
فإن أصابها خمول فسينتقل إليك هذا المرض بلا شك ولاتستطيع
أن تتقدم إلى الأمام خطوة، حاول أن تحب لغيرك ما
تحب لنفسك وحرر طاقتك وهذا سيخلق لديك طاقة قوية في
أعماقك ويجعل منك إنساناً ذا إرادة، إنساناً معطاءا كريماً
سخياً على من تحب.
اجعل من ضميرك جهازك الذي يحركك إلى النجاح فهو الذي يأمرك
وينهاك وهو الذي يقدمك أو يؤخرك، وهو صوتك الذى
ينبعث من أعماق نفسك فحاول أن تصوبه في الطريق الصحيح
يعطيك القوة والعزيمة والإرادة. ثم عليك بصحبة الأخيار
الناجحين ذوي العزيمة والإرادة القوية تأخذ منهم وتتأسى بهم،
وابتعد عن الأشرار ذوي النفوس المهزومة والإرادة الضعيفة .
واخيرا لا تبن حياتك على التسويف ولكن تعلم دائماً بأن تقوم
بالعمل في وقته فهذا يعطيك طاقة وقوة تساعدك في
التغلب على هذا الإحباط.
هناك قواعد وأساسيات تسيطر عليها أفكارنا ومشاعرنا
،فبواسطة أفكارنا ومشاعرنا نستطيع أن نؤثر أو نغير من
انفسنا وفيمن حولنا ، هذا التغيير أو التأثير قد يكون سلبيا أو ايجابيا
،الأمر يتوقف ، على طبيعة التفكير المتواصل في
عقولنا ، نفكر بطريقة ايجابية ،نحصل على نتائج ايجابية ، نفكر
بطريقة مشككة ومترددة نحصل على أنصاف نتائج ،
نفكر بطريقة سلبية نحصل على نتائج سلبية .هناك شرط مهم لابد
من توفره هو عامل الرغبة القوية ، هذا العامل
سوف يرفع من معدل التحفيز والدافعية لديك ، هذان العاملان
مهمان لزيادة كم ونوعية الأفكار التي تطلقها بخصوص
هدفك المنشود ، بالإضافة إلى أنهما سيرفعان من شحنة العاطفة
، وهي الطاقة التي تشحن الفكرة بالقوة وبالتالى
التأثير بالاتجاه الذي تريد .وحتى تحقق ذلك لابد من قوة إرادة
قوة الإرادة : هي القابلية على عمل وانجاز ما نصبو
ونتطلع إلى إنجازه ،كذلك هي القوة التي تمكننا من
التغلب على الخمول والإغراء ، والضعف .
وهناك خطوات هامة في تطوير قوة الإرادة منها عدم التأجيل فمن
أكثر العوامل التي تضعف الإرادة هو المماطلة
والتأجيل ، لذا من الضروري جدا أن تضع في حسبانك عندما تريد
أن تنجز عملا ما . أن تتسلح بالهمة والحماس ،
والتصميم على أنجاز ذلك العمل ، مهما كان صغيرا ، (لا تنسى
العملية هي عملية تمرين وتدريب للعقل ،كلما
أصبحت أكثر جدية وأكثر تصميم ، فأن العقل سيستجيب أكثر
)،كذلك لابد من روح المبادرة في كل عمل تقوم به .
لان التردد وانتظار أوقات أو ظروف أفضل ، يجعل اليأس والشك
يتغلغل إليك من دون أن تشعر .لابد أن تحتفظ بفكرة
واحدة على الدوام ، بأن أفضل وقت تنفذ فيه عملك ، هو أن تنفذه
الآن . و لا تتوقف عن ذلك أبدا فقوة الإرادة لا تعني
بالضرورة هو إن تنجز هدفك من المحاولة الأولى، قوة الإرادة تكمن
في المثابرة والمواظبة حتى النهاية من اجل تحقيق
الهدف من خلال الاستعداد والحماس في البقاء ، وعدم التأثر
بالصعوبات والعقبات ، قوة الإرادة تقوى وتنشط بشكل
ملفت للانتباه ، عندما نتحدى العقبات و الصعوبات .ولابد من ان تحدد
هدفك بدقة او ان تعرف بالضبط ماذا تريد ؟
فعندما نكون مشوشين وغير متأكدين ولا نعرف ماذا نريد بالضبط
يصبح من الصعب علينا الاستفادة من قوة الإرادة ،
أما أذا كان لدينا هدف واضح ومحدد ، يصبح من السهل علينا أن
نسلط عليه طاقاتنا الخلاقة ولابد من التخلص من العادات السلبية
فالعادات السلبية تضعف قوة الإرادة بشكل كبير
خاصة عندما نكون عبيد لتلك العادات ،وينتج عن ذلك إن تضعف
ثقتنا بأنفسنا وقدرتنا على المواصلة والاستمرار .
والعادة السيئة غالبا ما تؤدي إلى أخرى . إن التخلص من العادات
السيئة يعطينا قوة هائلة من الثقة بالنفس والذي
ينعكس ايجابيا على قوة الإرادة والنتيجة أن تلهمنا الكثير من
العادات الايجابية ، ولابد ايضا من الإصرار والاستمرارية
إن تطوير قوة الإرادة يحتاج الكثير من الوقت والجهد ،والنتائج لا
تأتي في ليلة وضحاها ،تحتاج الكثير من التدريب
وبشكل منتظم ومتواصل ،وبشكل واعي ومدروس تماما مثل بناء
الأجسام وعندما تريد أن تحقق أهداف كبيرة ، وصعبة
يجب أن تتذكر الأهداف المرجوة من ذلك ، فعندما تعرف بالضبط
ماذا تريد ، وترى هدفك بوضوح فأنك بذلك تخلق رغبة
قوية ، تمدك بالقدرة على المواصلة والاستمرار حتى النهاية .
ان قوة الإرادة هي ليست فقط توجه عقلي لتحقيق هدف ما ,قوة
الإرادة الحقيقية تأتي مع المصدر اي هدفك
المنشود وهذا سيجعلك تنجح في أن تجعل العقل ساكنا لا أطول
فترة ممكنه ، على عكس التفكير المتخبط والمتردد
إي القفز من الماضي إلى المستقبل ، ثم العودة إلى
الماضي ، (mind chatter ) الذي يضعف الإرادة بشكل كبير ،لأنه
يخلق الكثير من الوهم ، الذي ينتج عنه الشك والتردد .
ان قوة الإرادة بالنسبة للعقل أشبه برجل قوي لكنه أعمى يحمل
فوق كتفيه رجل بصير لكنه كسيح (آرثر سكوبنهاور).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق