الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

ارستقراطية النضال العلمانى وتلعثم هجاء الحرف الديمقراطى فى بلادنا العربيه ! ج1


بقلم : على بركات 

كما إنه لابد من إعادة قراءة التاريخ وصياغته بما يتناسب مع الحقيقة الزمانيه والمكانيه ، ومن ثَمَّ تصحيح السيره الذاتيه للزعامات التى تصدرت المشاهد الثوريه قديماً ، بمعنى الوقوف غير الاكاديمى على أمانة السرد للسيره الذاتيه ، فبين الحقيقه والحقيقه هناك متشابهات ومشتبهات اطلت علينا بين سطور مقالات من المنفى وكتب لم ترجح ماتم تلقينه لنا فى المدارس والمعاهد والجامعات عن وطنية ونضال العديد من الزعامات التى كنا نظن ظن المُتلقى ’’ المخمور ’’ انها صانعة لتاريخ الامه ومؤسسه للحركة – التنويريه الحديثه – كأمثال ’’سعد زغلول – وزوجته صفيه ’’ و’’ جمال عبد الناصر ’’ وصاحب ماعُرف بثورة الفاتح – القذافى – والامام محمد عبده ، ورفاعه الطهطاوى وجمال الدين الافغانى ، وحتى على المستوى الادبى العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وسلامه موسى وخير الدين التونسى ، وكذلك الصحفى ’’ هيكل ’’ الذى حشر نفسه فى وعاء الكتابه والتأليف ، ومن لف لفهم وأنصهر فى بوتقة التشكيل الفولازى والرملى والطينى الصلصالى والفخارى والزجاجى القابل للكسر من مُدعى الليبراليه والعلمانيه والمؤدلجين من الحركات المُعلبه التى تعرض نفسها فى ( فترينات ) المُعارضه السياسيه فى برلمانات الصوت الواحد والرأى الواحد والحزب الواحد ، يتعين علينا فى المقابل إعادة تعريفات عده لحقيقة – المثقف – سواء رجل او امرأه ، المُتعلّم الشمولى والمتعلم فقط ، ونطرح سؤال ما قيمة الشموليه ان لم تحكمها مبادئ واخلاق تحمى الهويه من اتباع الهوى والإستمساك بالعقلانيه بعيداً عن فج الطوباويه والترفع على الأنا ؟! ، وهل الكم دائماً يتفوق على الكيف ؟! ، أم مدى – الحق – الذى يصبغ كلاهما فى الفعل وردّته فى الحدث الواحد فى الظرف الزمنى المختلف فى مواجهة أى توتاليتاريه .؟!
إزدواجية المعايير أحد الصفات المركوزه فى الطبقه العلمانيه – إلا ما نَدر- والحراك الثورى الذى يتحركون فيه مُعد ومُعلب من كتب الحروف اللاتينيه ، وأقل ما يقال فيها ( الطبقه العلمانيه ) – على حد تعبير الأستاذ الشيخ أبو إسحاق الحوينى – ’’ انهم أكلوا فى بلاد الغرب وجاؤا عندنا ليتغوطوا ’’ ، وخير مثال ما نحن بصدده الحين بعد إنتفاضة شعوب المنطقه فى العديد من الاقطار العربيه فى تونس وليبيا واليمن ومصر وسوريا الجريحه فى التعاطى مع الحدث الثورى وطبيعة الصراع الذى تنتهجه الطبقه العلمانيه بكل صنوفها المؤدلجه ، وكيف أدى الصراع الى خطف ثمرة الثوره بل إنتزاعها من اهلها لطرف هو سر المعادله ، وهو الذى يقف الحؤول فى وجه التحرر الحقيقى ، والساعى الدؤوب لإستحمار الرعيه من اجل إرضاء السيد القابع فى البيت الابيض ونظيره فى الكنيست الإسرائيلى ، والحاله فى بلاد الربيع العربى دون إستثناء قد حطمت الهاله الزجاجيه التى كانت توارى سوءة المعارضه التى غربلتها المواقف المرحليه النوعيه ( للديمقراطيه ) التى مالبثت ان ولدت حتى وءدتها المسام الضيقه للمفهوم الإصطلاحى لكلمة ( الديمقراطيه ) – تطبيقياً – عند ( النخبه العلمانيه ) بكل مسمياتها وأطيافها عندما ضاقت زراعاً وضلت المسار وقررت ان تبنى جدار من العمى والغباء فى بداية شارع التحول ، لتحيله حاره ضيقه سد – بعد ان شاركت فى عتمة السحاب والضباب الصناعيين – بدلاً من النزول الى الناس وخلق ظهير شعبى تستند إليه فى النزال الإنتخابى والإحتكام لصناديق الإقتراع التى عرى حجمها الحقيقى فى ستة إستحقاقات إنتخابيه فى الحاله المصريه ، وكذلك فى الحاله التونسيه وهذا من قبيل ضرب المثال لا الحصر.!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق