فى مواجهة آل سعود …..إسرائيل أم إسرائيليات ؟!!! ج2
بقلم \ على بركات
عبثاً يحاول المرء أحياناً أن يكتب فى قضايا مرحليه دون تفصيلات ظناً منه فرضية وعى المتلقى ، قد يكون إخفاقاً منا ، وعلى وجهٍ أخص إذا كان الأمر يمس حالة ما سياسيه ذات بعداً تاريخياً ، فالأمر قد يصل عند البعض أنه لا يعى مدلول الفواصل ووضع بعض الكلمات والمصطلحات بين فرزتين أو شرطتين ، وأنها تمثل غير مدلول المتلقى أو على الأقل بمثابة إشاره إنتباه ’’ أى تَمَهّل قبل أن تترك لعقلك العنان فى التفسير دون إمتلاك شروط موضوعيه فتغدو كالذى يتوهم أنه طبيب وهو يحل الداء محل الدواء أو لايستطيع المُفارقه بينهم ’’، إن من أعقد الكتب التى قرئتها فى العلوم السياسيه كتاب – الدبلوماسيه – لأستاذ العلوم السياسيه المخضرم هنرى كيسنجر ، ففى مقدمة الكتاب التى خطها المترجم – مالك فاضل البُديرى – تنويه يجعل المتلقى لا يستطيع إستئناف القراءه دون أن يكون مُلم بالتفاصيل التاريخيه التى عج بها الكتاب منذ القرن السابع عشر الميلادى مروراً بالحروب العالميه والحرب البارده حتى الدبلوماسيه المُعاصره والرؤيه الأمريكيه الجديده للنظام العالمى ، وبما إننا لا نكتب كتاب إنشائى فى التاريخ ونقفز بالاحداث أحيانا لنتخطى الإنشاء حيث الأفكار وحسبنا إستفزاز الوعى عند المتلقى - المُتجرد من الأنا وإتباع الهوى - ، ونُبصر من يريد الله به خير ، فالبصيره من النوادر الصعاب … وهى أحد خيوط العبقريه التى لا تُكتسب … لكنها تُمنح من عند عالم الغيب والشهاده . !!! فلو أن ثمة متلقىٍ ما ، لا ينتبه للفواصل وتمييز ما بين الأقواس ، فمن الأوّلى أن يستعصى عليه الفهم … ولا يُرَدْ على ما يدعى من فريه تنُم عن ضحاله وإنحطاط التلقى بما يتفق وهوى هويته ، ويتفق مع أوردناه فى مقدمة الجزء الأول – مُدخلات بعض مُخرجات الزمن الردئ - ، وهنا أُعمِل فى وجه جدلية السقوط المُدلهمّه ( قولى المأثور ’عنى’ ) الذى أنتجته بعدما بادلت الحياه وبادلتنى العِراك ’’ إذا كان يجب أن تكون فلاتكون كما يجب ’’ !!!.
فى الواقع حين نصّبت إنجلترا عبد العزيز آل سعود سلطان على نجد والحجاز كما أسلفنا ، وبعد ان ضموا مناطق نجران اليمنيه بحجة توحيد الجزيره التى انتزعت من المسمى التاريخى من جزيرة العرب إلى – المملكه السعوديه - ! ، وبعد أن استقر لعبد العزيز آل سعود الحكم بعد خداع بريطانيا لعميلها - الأسبق - الشريف حسين ، عقدت إتفاقيه وصفناها بالخروقات التى أدت – مهدت -لإحتلال المقدسات الإسلاميه فى مكه والمدينه – ، والقدس كما هو معلوم جُل العرب قد شاركوا فى التمهيد لإحتلالها سواءً بوعى أو غير وعى ، وتنص الإتفاقيه على ضمان إنجلترا المُلك لعبد العزيز آل سعود ولأولاده من بعده تحت المسمى الحديث ( المملكه العربيه السعوديه ) مقابل بسط النفوذ البريطاني على البلاد والتعهد بعدم إبرام أمراً أو عقد عقداً - ولا سيما فيما يخص خارج البلاد إلا ’’بمشورتها’’ - ، وأضحت هذه الإتفاقيه وثائق تناولتها بعض كتب التاريخ وقد نشرتها وزارة الخارجيه البريطانيه التى تنشر بعض أرشيفها كلما مر عليها ثلاثين سنه .!!!
وعلى عادة الثعالب التى تبدو كالأسود وواقعها الخفى يمتد بسلالتها الجينيه إلى خلفية الفئران من منظور - الهندسه الوراثيه السياسيه الميكيافيليه – أدار سلطان بريطانيا عبد العزيز آل سعود رحى حرب غير متوازنه على القوه التى أوصلته للحكم – مجاهدى’’حركة’’ الأخوان المسلمين – وليست ’’ الجماعه ’’، افتقرت لميكانزمات الحرب ولم تستطع الصمود أمام الطيران الإنجليزى فى معركة ’’السبله’’ وعلى هذا النحو صفت الأجواء لعبد العزيز آل سعود وأولاده لبتلاع مقدرات البلاد وعائداتها ، ومنذ ذلك الحين اصبح التمهيد التى خلفته الإتفاقيه آنفة الذكر لإحتلال مقدسات المسلمين فى مكه والمدينه واقعاً عملياً تحت السيطره البريطانيه ! والجدير بالذكر ان مما نُشر موافقة عبد العزيز آل سعود على وعد بلفور عام 1917 م .!
وتستصرخ صفحات التاريخ وسطورها فى العام 1936 عندما قامت الثوره الكبرى التى أشعلها الشيخ الحر ’’عز الدين القسام ’’ فى فلسطين ضد زحف المستوطنين اليهود بإشراف بإشراف الإنجليز الذين عجزوا على إخمادها فعمدت إلى عبد العزيز آل سعود ، الذى ارسل بدوره ولده ووزير خارجيته فيصل لوقف الثوره بالتحايل على عرب فلسطين وزعماء الثوره القساميه بعد أن كفل لهم وفاء الصديقه بريطانيا حسب وصفه ، فأوقفت الثوره العربيه القساميه ، بل وأُخمدت ، وكان ذلك فى المفهموم التأريخى أول الطريق لضياع القدس وبداية المعضله لتصبح فلسطين قضيه تُضاف لقضايا الأمه ، شاركت فيها سبع جيوش عربيه إنسحبت بشكل مُبرمج لتقوم عليه دولة ( الكيان الإسرائيلى ) 1947 عملياً .!!!
بعد الحرب العالميه الثانيه تغيرت المنظومه السياسيه العالميه أتبعها تغيير فى نظام التبعيه والهيمنه وورثت الولايات المتحده طاووس التصلط من بريطانيا التى حل عليها خريف الحضاره ولُقبت بالعجوز الشمطاء ، لتبدأ دوره جديده من دورات التاريخ سنتناولها إن شاء الله فى الجزء الثالث … !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق