السيسي ! بين شبق الرغبه فى الكرسي والخوف من الآتى والإملاء الصهيوأمريكى
بقلم : على بركات
يبدو أن الحرافيه العاليه التى تتمتع بها السينما المصريه قد لفت بظلالها أركان المجتمع حتى أنه تجسد بشكل جلى فى لقاءات وبيانات – المشير السيسي !!!- الذى يلعب فيها الدور العاطفى الممزوج برقه كاذبه تمتهن العقول ، وتمثيل عاطفى بات مفضوح غير مقبول ، بدت المشاعر فيه كمشاعر المرء الذى يتلمس الورود – البلستكيه – وبات تصديق تمثيله أشبه بيقين المخمور الذى يتوهم أن - التمثيل الضوئى - للنبات يتم فى عتمة الليل البهيم الاليلِ !!! ، فالرجل يعمل فى محيط دائره لا ترى المرئيات كما نراها ، بل ربما ليست كما تراها قطيع الصوارى فى الباديه ، فهم يقلبون الحقائق حتى المتواتره منها ، حتى أنهم قد يروا أن المربع دائره - أوهكذا يريدونه - وشبه المنحرف مثلث متساوى الأضلاع ، كما يرون أنهم أبرع وأمهر وأجدر برعاية شؤون البلاد والعباد ، وهنا تكمن المعضله التى نحن بصددها ، أنهم ’’لا يعلمون أنهم لا يعلمون,, ، وأن الله بفضله قد أطلعنا على سرهم ونجواهم فيما يخص قضيتنا !!!.
كانت هناك قراءات عديده للمشهد وكانت لنا رؤيه متواضعه محدده فيما يمس الإنتخابات الرئاسيه فى ظل الإنقلاب الذى بدت حتمية سقوطه بإعلان المشير السيسي !!!ترشيحه لرئاسة الجمهوريه وإستقالته كوزير دفاع ، وبمثابة شهادة الوفاة التى لم تراعى - الصهيوأمريكيه - مغبته ، ولكنها كسابق عهدها تضحى برجالها كما تضحى العاهره بجنينها من السفاح ، وتلك أحد ملامح السياسه الغربيه بشكل عام ولا سيما - الصهيوأمريكيه – والمتابع لمسارهم السياسي يعلمه يقيناً .
لقد بدا السيسي !!! وكأنه يقدم أحد قدميه ويؤخر الاخرى ، لكن الأمر كان مُعد سلفاً ومعلب عبر الأثير تاره وعبر اللقاءات العلنيه واٌخرى المُستتره التى تصب فى نهاية الأمر فى وعاء مطابخ السفاره الأمريكيه ، بأن - الصهيوأمريكيه - تريده هو ، على طريقة أيها الصغير لقد مهدت لك الطريق لتمشى على قدميك وتتخلى عن – الحبو- وعلى طريقة ارخميدس أعطيناك أرضاً لتحرك بها كل مصر ، وعلى طريقة ورطهِ فإنه بات مسؤولاً عن الدم وعن الإنقلاب على الشرعيه وخطف الرئيس والإطاحه بالدستور وحل مجلس الشورى وفوق كل هذا وذاك قتل القتل وموت الموت وذبح الذبح ، إذاً ليس له مخرج آمن بأى حال من الأحوال ، وعليه فهو الشخص الوحيد من وجهة النظر - الصهيوأمريكيه - الذى يستطيع إنفاق الثمين والغث وحتى آخر منتهى قواه بالعمل على إنجاح الإنقلاب والحؤول دون فك رابط الهيمنه -الصهيوأمريكيه - مع مصر الكنانه ووءد المشروع الإسلامى النهضوى مائة عام .
الصهيوأمريكيه تعى أن من تورطه يقف بين مسافتين لاثالث لهما – السير قُدماً - لإنجاح مهمته … أو الحساب العسير الذى يكلف الحياه ، ولذلك يرون أن السيسي !!!هو الشخص الذى لابد من الذَب به ذباً نحو الرئاسه لحرصه على إستمرار الوضع على ما هو عليه ليستمر هو تباعاً دون ملاحقه ومساءله ، ويعلم جيداً أن حالة استتباب الأمر فى مصر على يديه فيه نجاته أولاً ورضى الأسياد فى البيت الأبيض والكنيست مهندسي الإنقلاب ثانياً ، وأن المحاكم الدوليه والمسائلات القانونيه ليس لها قيمه لطالما انهم أداة من أدوات الغرب وهم محركوها ، وبالطبع الداخل فى قبضته الأمنيه .
ولقد رأينا ، لم تمنع الحواجز الفولازيه التى تحيط – السيسي المغوار- من ’’الخوف ,, الذى تبدا على قسمات وجهه و- حديثه الجسدى – برغم يقينى انه تناول مايكفى من المهدءات قبل إطلالته المتلفزه ليعلن بيان ترشيحه للرئاسه ، وبدا كالذى ينظر من طرفٍ خفى مترقباً فى خشوعٍ من الذل أو كالذى تُعّرَض عليه سوء أعماله ويرى موضعه فى جهنم عن اليمين وعن الشمال ، حتى ان زبانيته لم يفطنوا أن إلقائه لبيان ترشيحه وهو يرتدى الزى العسكرى كانت - شمس الدليل - على ان ما حدث فى مصر الكنانه إنقلاب متكامل الأركان ، وليس نزولاً على رغبة الشعب كما يسوق كهنته وسحرته ومتملقيه .
كنت أتوقع أن يكون هناك قدر ما من الكياسه والحنكه من الصهيوأمريكيه فى التعاطى مع المشهد الراهن فى مصر الكنانه ، ولكن يبدو أن الأبواب كلها قد أوصدت ، وتجمدت الدبلوماسيه فى عروق - الصهيوأمريكيه - مما جعل الأمر يأخذ المبادره المباشره بتمكين العسكر ، وسحق الخيار الشعبى الديمقراطى المزيف ، كنت أتوقع أن تكون اللعبه أكثر ذكاءً بالبحث عن شخصيه تمتلك قدراً مزيفاً من الثقه بالنفس والحب الجنونى للسلطه - كحمدين صباحى الذى لم تلد بطون نساء مصر مثالاً له – الذى يملك من القدره على التحور واللامبدئيه واللافهم فى العلوم السياسه ولا يرتقى لدرجة هاوى ، ان يتم اللعب عليه وتنصيبه رئيساً لمصر عن طريق مسرحيه إنتخابيه على طريقة مسرحية 30 يونيو ، وإستغلال شبقه لرغبة الكرسي الرئاسى ومن ثمَ إدارة العسكر لشؤون البلاد من وراء الستار كما هو الحال منذ ستون عاماً ، وبهذا يوحى العسكر بأن ما حدث كان ثوره وليس إنقلاب بدليل ان حمدين رجل مدنى ! ، وعلى وجهٍ أخص أن حمدين من أوائل الناس الذين كانوا ينادون بإطالة الفتره الإنتقاليه للعسكر عقب - ثورة 25 يناير المسروقه – وينتمى للفكر الناصرى الذى يميل للعسكر . لكن يبدو أن الإفلاس قد طال الجميع وتوريط - الصهيوأمريكيه -العالميه فى أكثر من حلبه للصراع فى العالم أصابها فقدان التوازن والتروى معاً ، لكن يبقى الأمل المعقود مجدداً فى إحتلال الشباب للشوارع هو الرهان الأمثل الذى سيؤتى ثماره فى القريب العاجل إن شاء الله !!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق