الأحد، 18 مايو 2014

الاجترار النفسي والظلمة الشخصية 

وانعكاسهما على الفرد والمجتمع



بقلم دكتور : أيمن غريب 

  • يقول البعض اخــــاف مــــن الظـــــــلام والأمـــــــوات, لا عليـــكم بل ينبغى أن تخــــــافوا مــــن الاموات الاحيــــاء فهـــم أكثــــر ظلامــــا وظلمـــــة !!
  • الفكر فكران: فكر صحيح يعتمد على قضايا يقينية أو ظنية غالبة معلومة ليصل من خلالها إلى مجهول يقيني أو ظني غالب، وفكر آخر يعتمد على التخيل والكذب وبناء النتائج الكاذبة على المقدمات الكاذبة الخاطئة.. أن تبقى مجموعة من الجماهير الأمية وشبه الأمية في صف التقليد والتبعية، قد يكون امرا مفهوما عبر النفاق والانانية والنظرة الضيقة لمصالحها الخاصة وارتباطها بها وفساد الفطرة لديهم ,لكن أن يكون هذا الانحياز الجماهيري هو الغالب على روح الأمة في بعديها: العربي والإسلامي، فهذا يدل على أن هناك تصورات راسخة ضد التنويرالاسلامي وأعلامه، جعلت منه خصماً للجماهير في كثير من الأحيان، أو موضع إهمالها في بعض الأحيان، وهكذا ديدن هؤلاء الحمقى من العلمانيين وازيالهم، فكل من لا يتبع هراءهم ودجلهم فهو ارهابي او تكفيري مارق اومريض إخوانى!! وهو مبرر في نظرهم بأنه يسمع صوتاً غير موجود ويرى واقع مفقود !! ,أما من يتبعهم فهم النخبة وهم القادة وهم المفكرون المستنيرون.. ألا ما أشبه الليلة بالبارحة . وقد يكون الاجترار النفسي نوع من التفكيرٌ الواعٍ الموجهٌ ناحيةَ شيءٍ معينٍ لمدةٍ طويلةٍ" ودون جدوى او هدف محقق، وهو بشمل بذلك أنواع من التفكير حتى الطبيعيَّ منها فمثلاً التفكير في حل مشكلةٍ ما Problem Solving واقعٌ ضمنَ هذا التعريف بالضبط كما تقعُ أفكارُ مريض الاكتئاب الجسيم الذي يجترُّ أخطاءهُ وعيوبهُ وسوءَ حاله وكذلك أفكارُ مريض الوسواس القهري. فهلْ يمكنُ أن نقولَ أن هناكَ اجترارًا إراديًّا ، وأيضًا هناكَ اجترارٌ لا إرادي أي رغمًا عن الشخص وهوَ خبرةٌ غير طبيعيةٍ؟ فأما الاجترار الإراديُّ فيمكنُ أن يكونَ طبيعيا مادام بوعي الشخص وإرادته ويستطيعُ وقفهُ متى شاءَ، وأما الاجترار اللاإراديُّ فهوَ بالفعل خبرةٌ تدلُّ على وجودٍ اضطرابٍ نفسي يحتاجُ إلى علاج فقد يحدثُ في الوسواس القهري وقد يحدثُ في اضطراب الكرب التالي للرضح Posttraumatic Stress Disorder وقد يحدثُ في الحالات الشديدة من مرضى الاكتئاب الجسيم ذوي الميول الانتحارية وغير ذلك في الكثير من الاضطرابات النفسية، أن الاجترارات الاكتئابية Depressive Ruminations هيَ السبب حيثُ اعتادَ مثلُ هؤلاء الأشخاص أن يسترجعوا ويجتروا أفكارهم الاكتئابية ومدى تأثير نوبات اكتئابهم على حياتهم وهكذا، وهم يفعلونَ ذلك بوعيٍ منهم أي بإرادتهم. ولعل الجهل الذي اتسمت به شرائح عريضة من الجماهير، يخدم سدنة الخطاب التقليدي و الأمية القرائية، والأمية الثقافية- وهي الأخطر في هذا الجدل الفكري- كانت ظروفاً اجتماعية، تساعد على رواج التقليد من جهة، وعلى الجهل بالتنوير- والجهل داعية ارتياب- من جهة أخرى, لقد لوحظ أن التنوير يتقهقر في الوقت الذي يتردى فيه التعليم، وتتراجع فيه الثقافة؛ كخطاب في التنوع والمعاصرة وهذا خداع للنفس حين تتهرب من الحقيقة. أن هناك علاقة بين صعود خطاب التقليد والمحافظة، وبين تراجع التعليم والثقافة عن مكانتهما كقيمة في السياق الاجتماعي العام فهل كان يمكن- لو كان هناك تعليم نوعي، وسياسة ثقافية تدعم التنوير وقيم الانفتاح- أن تصل مبيعات الكتب التي تتحدث عن الحجاب، وعن تفسير الأحلام، وإخراج الجان، وكرامات الأولياء وزواج المتعه واطلااق اللحى وتطويل الثياب وغيرها إلى أرقام مليونية، وفي المقابل لا تصل مبيعات كتب الفكر الجاد حدود الآلاف، وأحياناً دون حدود الألف الواحد. هذا التزحزح الجماهيري الذي بدأ يظهر في السنوات الأخيرة لدينا، لم يجعل الخطاب التقليدي يراجع نفسه، أو يحاول التخفيف من إيغاله في التصدي لخطاب التنوير, فما حدث من هذا الخطاب التقليدي في هذه الفترة، لا يمكن تفسيره إلا بالإحالة على سيكولوجية الإنسان المذعور؛ حيث زاد اضطرابه، وتشبثه بمقولاته، وترويجه التهم الجاهزة، لهذا التنوير الذي بدا- في تصور الخطاب التقليدي- وكأن الزمن يسير لصالحه. انّ شعور الحركات والتيارات المُستعمرة فكرياً والموظفة إستعمارياً وفي مقدمتها دعوات العلمانيين والاباحيين والملحدين بالهزيمة وفقدان المقاعد واحداً تلو الآخر وسحب البسط من تحت أقدامهم واحداً بعد آخر جعل خطابهم العمومي المائع اللامز أكثر صراحة في السب والشتم لله ورسوله ودينه وشريعته . والاجترار او الذاتية هى مصطلحات تستخدم فى وصف حالة اعاقة من اعاقات النمو الشاملة و التوحد نوع من الاعاقات التطورية سببها خلل وظيفى فى الجهاز العصبى المركزى (المخ) يتميز بتوقف او قصور فى نمو الادراك الحسى و اللغوى و بالتالى القدرة على التواصل و التخاطب و التعلم و التفاعل الاجتماعى و يصاحب هذة الاعراض نزعة انطوائية تعزل الطفل الذى يعانى منها عن وسطه المحيط بحيث يعيش منغلقا على نفسه لا يكاد يحس بما حوله و ما يحيط به من افراد او احداث او ظواهرو يصاحبه ايضا اندماج فى حركات نمطية او ثورات غضب كرد فعل لاى تغير فى الروتين, و التوحد هو خلل معقد بالجهاز العصبي المركزي ويتميز بثلاث صفات جوهرية هي: مشكلة في التفاعل مع المجتمع, خلل في التواصل اللفظي وغير اللفظي ونمط يتكرر من التصرفات مع اهتمامات ضيقة ومقيدة . الاجترار النفسي، يتفاوت، فأكثر الناس يجتر لا شعورياً إذا مرّ بموقف يُذكّره بموقف أليم من الماضي، ولكن هناك من يجترّ الذكريات اوالخبرات بشكلٍ متواصل سواءً بسبب أو بدون سبب، وهذا باب ليس للحزن فقط بل لأمراض نفسية قاسية مثل الاكتئاب والقلق وحتى جسدية كارتفاع ضغط الدم، وتدفع أصحابها للتعامل مع هذه الضغوط بطرق مُتلفة للصحة مثل الإفراط في الأكل أو تناول المواد الضارة ليتناسى هذا الواقع الموجع، والأسوأ أن الاجترار يعزّز الشعور بالعجز والضعف مما يزيد الألم فيصير الأمر حلقة مفرغة. اننا اذ لم نتدارك هذا الأمر الذى جعل البعض أصبح في هوجسات الظلمة والاجترار النفسي والبعض الأخر أصبح شارد الفكر من هم الدنيا الدائم به ومنهم من يشتكي الألم العضوي لاعلاج له بالطب ويكابر والصراع الداخلي في أنفسنا طريق لايريد أن يسيرنا بحالنا... نحن نحاول اللجوء إلى طريق الهداية والصواب فما الأسباب,والأسباب واضحة كوضوح الشمس ,الوازع الديني ضعف عند البعض فأصبح الإيمان بالقدر والعلاج بالقران شيئ سيئ عند البعض وأصبح إتباع السحرة والمشعوذين كثير جدآ وعدم الوثوق بأمر الله تعالى وبات الهوى والشيطان يكثر ويكثر ويسكن بعض النفوس الضعيفة, ومن ثم فقراءة الذكر الحكيم والقران الكريم والتحصين اليومي لم يعد موجودآ إلا من رحم ربي,فتلك أسباب للعلاج الداخلي للنفس البشرية فإن لم تحصن نفسك تجد الخمول والتعب والتفكك الشارد في خلايا المخ والجسد والروح فلابد من أن ندرك الوقت ونتداركه جيدآ ونجد لأنفسنا نورا نهتدي به إلى ظل الأمان ونجد الملاذ من ضيقة النفس التي نوسعها نحن بأنفسنا بقرأة القران والأذكار اليومية ليلآ ونهارلنجعل الحياة لأنفسنا نورآ لينير طريق الدرب التي نتخطاها نحن فلابد أن نبعد عن مايضيق النفس وترتخي الاعين بأيدينا ونرتجي الله سبحانه وتعالى في أنفسنا ونبعد عن مايهلكنا في الدنيا والأخرة لننجوا بسعادة لابعدها سعادة. ونحن نتفق مع فكر المربين و المثقفين و الاختصاصيين النفسيين الذين يعتقدون بأن نظام التعليم في بلادنا ، غير كفؤ لأنه لا يشجع على التفكير بشكل نقدي او خلاق0 يقول هؤلاء النقاد أنه في الغالب الأعم أن كلا من المعلمين و الطلاب ينظرون إلى العقل كسلة لتخزين "الإجابات الصحيحة" أو كإسفنجه "لامتصاص المعرفة" 0 بيد أن العقل ليس سلة و لا هو اسفنجة0 فالتذكر و التفكير و الفهم جميعها عمليات فعالة و هي تحتاج إلى المحاكمة و الاختيار و التبصر في البرهان ، إن الأطفال الذين يتحدون الرأي السائد في البيت أو في المدرسة ينعتون غالباً "بالمتمردين"0 و كنتيجة ، كما يقول هؤلاء النقاد ، فإن الكثير من طلاب المدارس الثانوية أو طلاب الجامعة لا يستطيعون صياغة محاججة منطقية أو يدركون الحقيقة في الإعلانات و الدعايات التي تلعب على العواطف0 و هم لا يعرفون كيف يتوصلون إلى حلول متخيلة لمشكلاتهم0 باختصار، لا يستطيعون استخدام رؤوسهم0 ويتضمن التفكير النقدي مجموعة من المهارات التي يمكن تطبيقها على أي موضوع تدرسه أو مشكلة تواجهها0 لكن لذلك صلة بعلم النفس لأسباب ثلاثة: الأول ، هو أن ميدان علم النفس يتضمن دراسة التفكير و حل المشكلات و الإبداع و الفضولية و المكونات الأخرى لهذه العملية، و بالتالي فإنه بطبيعته يرعى التفكير النقدي و الخلاق0 في إحدى الدراسات تحسن طلاب علم النفس بشكل جوهري في قدرتهم على المحاكمة في حوادث الحياة اليومية، في حين لم يظهر طلاب الكيمياء أي تحسن0 الثاني، يولّد ميدان علم النفس الكثير من النتائج المتنافسة حول موضوعات ذات علاقة مباشرة بالأمور الشخصية و الاجتماعية ، و يحتاج الناس إلى القدرة على تقييم هذه النتائج و تضميناتها0 الثالث ، لقد خلقت شهية العامة للمعلومات النفسية سوقاً ضخماً ، و هذا ما دعاه ر0 د0 روزن " اللغو النفسي psychobabble " و هو علم مزيف و دجل مغطى بقشرة من اللغة النفسية, فالتفكير النقدي يمكنه أن يساعدك على فصل علم النفس عن اللغو النفسي0 اما ظلمة النفس فهى ذنب عظيم ، وإثم مرتعه وخيم ، وهي سبب الفساد والفتن ، والعقاب والمحن ، الظلم منبع الرذائل والموبقات ، ومصدر الشرور والسيئات ، متى فشا في أمة أذن الله بأفولها , ومتى شاع في بلدة حصلت أسباب زوالها ، وانعقدت دوافع سفولها ، فبه تفسد البلدان والديار , وتدمر الأوطان والأمصار , وبه ينزل غضب الجبار ، قال الله الواحد القهار : { وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً } ، فأين الأمم الظالمة القاهرة ، الغابرة الظاهرة ؟ لقد نزلت بهم الفواجع ، وحلّت بهم المواجع ، فمهما بلغت قوّةُ الظلوم ، وضعفُ المظلوم ، فإنَّ الظالم مقهور مخذول ، مصفّد مغلول ، وأقربُ الأشياء ، صرعة الظلوم ، وأنفذ السهام ، دعوة المظلوم ، يرفعها الحيّ القيوم ، فوق عنان الغيوم ، يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا تردّ دعوتهم : الصائم حين يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ، ويفتح لها أبوابَ السماء ، ويقول لها الرب : وعزَّتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعدَ حين " [ أخرجه أحمد والترمذي وحسنه ] ، فسبحان من سمع أنينَ المظلوم ، المضطهدِ المهموم ، وسمع نداءَ المكروب المغموم ، فرفع للمظلوم مكاناً ، وجعل الظالم مهاناً ، عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ اللهَ لَيُملي للظالم ، حتىٰ إذا أخذَه لم يُفلِتْه " ثم قرأ : { وكذلكَ أخذُ رَبِّكَ إذا أَخَذَ القُرَى وهي ظالمة إنَّ أخذَهُ أليمٌ شديد} [ متفق عليه ] ، ، فأجسادكم على النار لا تقوى ايها الظالمون، واخشوا القبر ولظى ، فالنار موعد من ظلم وطغى ، قال عالم السر والنجوى : { إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ } . ووفقا لوجهة نظرنا فان مفهوم التزكيه للنفس في الاسلام لهو ارقى المفاهيم المفسرة للصحة النفسية للفرد وانعكاسها على المجتمع وفي هذا الحل الناجع لكل ما سبق حيث يمكن القول من خلاله أن مفهوم الصحة النفسية يقوم على ايجابية العلاقة في هذه المجالات و هي الذات و الآخرين و الكون المحيط , بمعنى أنه كلما كانت علاقة الإنسان المسلم مع ذاته علاقة ايجابية يسودها الانسجام بين مكوناتها من جسم و عقل و روح مع سيادة منطق العقل وفقا لشرع الله . و مقدرة النفس المريدة المنفذة ( وهي العقل والارادة )على تزكية نفسها ممتدا إلى حسن العلاقات الاجتماعية وفقا لمعايير القيم الإسلامية, و شاملا للكون في علاقة يسودها الانسجام و التكامل في إطار من العبودية الشاملة لله عز و جل و أداء رسالة هذا الإنسان في خلافة الأرض و تعمير هذا الكون . ومن هنا يتأتى عدم السواء النفسي في مدى ابتعاد الإنسان عن هذه التزكية و عدم التوازن بين مكوناته و امتداد ذلك لعلاقته مع الآخرين و العالم الخارجي حيث انعدام الهدوء النفسي و الاجتماعي و معاناته من مظاهر شتى و أشكال عدة من الاختلالات حتى و إن لم تبدو في شكل ظاهر أو واضح . إن مفهوم التزكية ليشير بوضوح إلى جهاد الإنسان المسلم و مقاومة عوامل التدني و الشهوة و التخلق بالخلق القويم و من الوجهة الإسلامية من جوانب الفطرة القويمة أي أنها متفقة مع الطبيعة الإنسانية السوية و ليست مغايرة أو معادية لها . و من جوانب تزكية النفس التبرؤ من إتباع الهوى و الأثرة . و قد جاء ذلك مصداقا لقوله سبحانه و تعالى : ( و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها ) الشمس : 7 – 9.

    و من معاني تزكية النفس أيضا تطهيرها من الخبائث 
  • ورذائل الأمور و الأعمال و مغالبة الهوى و الميول الغير 
  • صالحة , و قد جاء في دعاء الرسول صلي الله عليه و سلم 
  • ( اللهم آت نفسي تقواها و زكها أنت خير من زكاها أنت وليها و 
  • مولاها ) .
  • ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق