الأربعاء، 24 يناير 2018

اللعب الأميركى فى الرقعه السوريه والمكايده الخفيه لنظام أنقره 



بقلم / على بركات



بالنظر الى "المسأله السوريه ".. منذ إندلاع الثوره وهبة الشعب ، مروراً بإنقسام الجيش الذى ( كان وطنى ) ، وتدحرج مليشيات من شواذ الأفاق لممارسة قتل الثوره والثوار .. حتى اللعب الأميركى المباشر والمستتر .. تحت مسمياتٍ عده ، ومبررات مختلقه فى مصنع المهاره للإداره الأميركيه ، تفقدك المنطق وتحيل الساحه لمسرح سياسى عبثى .. يسعى فيه اللاعبون الكبار لخلق حاله شبه دائمه من صراع أجنحه وتوتر مقصود غير مُعلن لإرباك الجوار التركى .. عبر ورقة الأكراد ، بعد حرق ورقة إرباك الداخل التركى والإنقلاب العسكرى على نظام أنقره فى تموز يونيو قبل الفائت ، واللاعبون الكبار المعنيون هنا بالدرجه الأولى "روسيا وأميركا ".. برغم إختلاف وجهات النظر فى التعاطى مع المعضله السوريه ومسافة الوقوف من نظام بشار البعثى فى دمشق .. وموقفيهما التصورى لسوريا مابعد بشار !
عندما تتدخل أميركا فى منطقة الشرق الاوسط ليس هناك مجال لمناقشة ماهو معقول ولامعقول .. بل المصالح الكبرى ( لأميركا ) وتفعيل وتوظيف كل مايمكن توظيفه على الأرض ، لتحقيق رغبتها والحصول على نصيب الأسد ، خاصةً إذا كان هناك أكثر من لاعب مؤثر يناطحها فى الساحه .
والجدير بالذكر أن ورقة الأكراد لاقت إستحساناً فى التوظيف الجغرافى والديموغرافى رغم وجود عرقيات آخرى كالشركس والشيشان والارمن والعرب السنه ، بعد أن أفرغت القوى الكبرى كل طاقاتها لتحويل المسار الثورى فى سوريا إلى صراع أهالى مسلح حتى على المستوى الإعلامى.. واستخدمت الاكراد فى حالات عده كان أولها فى حرب الولايات المتحده الأميركيه ضد الدوله الاسلاميه فى العراق والشام بعد تسليحهم تحتى مسمى " قوات الدفاع السوريه " بعد ظهورها الاول كميليشيا " قوات الدفاع الكرديه" بالتنسيق مع بشار الاسد فى بدايات الثوره السوريه .
وتحت المظله الأميركيه يتم مجدداً إستغلال الأكراد ودعمهم بالسلاح بمسمى جديد مُخادع ( قوة أمن الحدود ) قوامها 30,000 شخص منها نسبه قليله من العرب السنه لتأمين نقاط التفتيش جنوباً بطول وادى نهر الفرات .. بحسب وعد الاميركان للأكراد بدويله كرديه ذات نظام مستقل تمتد من الشمال الشرقى إلى الشمال الغربى بمحازات الحدود مع الجاره تركيا التى تكيد لها أميركا كل الكيد وتعض الأنامل من الغيظ .
وبصرف النظر عن التصور السياسى الساذج للأكراد فى مجاراة الأميركان .. التى يعيد مشهد مسعود برزانى وقيامه بإنتخابات الإنفصال عن العراق ، قد جاءت تصريحات العقيد ( توماس فيل ) سافره منذ عدة أيام ..وإعلانه عن تقسيم سوريا على اسس عرقيه وطائفيه .. ولهذا البعد المتعمد تولى العرب السنه فى التشكيله الأميركيه لقوة أمن الحدود ( رغم قلتها ) السيطره على المناطق غير الكرديه على طول الحدود الشماليه ( الكرديه ) بغرض تأجيج الصراعات الأهليه لتسهيل عملية التقسيم المأموله !!.
وفى المقابل تقف تركيا وروسيا ونظام الاسد بالمرصاد للمشروع الاميركى .. برغم اختلاف وجهات النظر للصراع القائم على أرض سوريا وفقاً لمصالح كلاً منهم .!
المشروع التقسيمى الذى تسعى له أميركا يرمى إلى بعدين أساسيين إستراتيجيين .. هما تأمين الكيان الإسرائيلى والعمل على ضعف دول الجوار له ، والثانى إرباك النظام الحاكم فى أنقره وتأخير عمله التنموى الصاعد منذ أن ظهر الرئيس رجب طيب أردوجان على ساحة العمل السياسى فى تركيا .
وثمة سؤال ماذا فى التحضير لدى بوتين للوقوف أمام المشروع الأميركى؟هذا ما ستبينه لنا الأيام المقبله !
أما عن تركيا فقد بدأت بالفعل بالتحرك العسكرى فى الشمال السورى والعمق الحدودى لها مع سوريا .. فى حربها ضد الإرهاب الكردى المتمثل فى جماعة البى كا كا المواليه لعبدالله أوجلان .!
والقول الفصل للأكراد فى سوريا ، أن تعيد قرائتها فى فك الرباط مع الأميركان لأنهم بمثابة ترس فى رحى تدور وفق مصالح أميركا .. كما أنه ليس من مصلحة أميركا ( وفقاً للعقل السياسى الأميركى ) تحقيق الوعد بإقامة دويله أميركيه من الشمال الشرقى إلى الشمال الغربى!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق