( السادية مابين الرفض والقبول )
تحقيق : سماح دسوقى
عادةً ماتسعى النفس وراء الرق
والعبودية فلنا فى ذلك أمثال كثيرة من سعى الإنسان ليكون عبد لشىء ما لان العبوديه
هى فطرة فطرها الله على جميع المخلوقات فدائماً تجد الانسان يبحث عن الإله كما فعل
سيدنا إبراهيم عليه السلام
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ
أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
(74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى
كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76)
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ
لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77)
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا
أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا
أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79 )
فيوجد أصناف من البشر من هم عبدة الطواغيت وصنف أخر أتخذ إلهه هواه كلما يأمره الشيطان أو النفس
بشىء يفعله لانه لايؤمن بالحلال أو الحرام .
فالانسان السوى فهو عبد لله وحر من دون الله أما الانسان الغير سوى فهو عبد
لشهواته ورغباته فنجد فى زمننا هذا افكار وافعال غريبه خارجة عن المألوف شاذه عن
عالمنا العربى والاسلامى وهى الشذوذ
الجنسى أو الساديه وهى عامل مشترك بين الفعال والمفعول به فالسيد يتلذذ بتعذيب
الاخرين والطرف الاخر يتلذذ بكونه عبد لهذا السيد ويجد كل المتعة فى كل انواع
التعذيب الذى يتعرض له من سيده سواء كان تعذيب نفسى أو جسدى وأكثر أنواع الساديه
ظهوراً هى التى تكون بين الزوجين بممارستهم للجنس العنيف
فهى بنا نتعرف على بعض الحالات الذين يمارسون العنف فى حياتهم سواء كان سادى أو
ماسوشى .
خ _ د 33 سنة أعمال حره يحدثنا عن
تجربته مع الساديه يقول أنا رجل متزوج منذ 7 سنوات وانا احب زوجتى جدا فهى جارتى
قبل أن تكون زوجتى عندما رأيتها لاول مرة دق القلب لها فذهبت لخطبتها واستمرت فترة
الخطوبه سنة واحدة وتم بعدها الزواج .
وأوضح أنه فى فترة الخطوبه لاحظ أن الاب واخواتها الذكور يعاملونها بشده
وكانت تربيتها تربيه صارمة وبعد 7 أشهر من
الزواج احسست بملل من العلاقة الزوجيه بسبب عدم الاستجابه لى أثناء العلاقه
الحميمه والبرود التى تتمتع به فبدأت معاملتى لها تتغير وظهرت العصبيه على تصرفاتى
معها وفى مرة من المرات أثناء ممارسة العلاقة الزوجيه خرجت عن شعورى بسبب برودها
الزائد عن الحد وانهلت عليها بالضرب والشتائم فوجدتها استجابت لى وكانت هى فى قمة
المتعة والاحساس باللذة مع الوقت عرفت انها لا تشعر بالمتعة الا اذا تعرضت للاذى
اللفظى أو الجسدى فتعودت على ذلك واحببت الموضوع بأن أكون أنا السيد وهى جارية تحت
يدى فالموضوع متعة مشتركة بين الطرفين .
ج _ ع 47 سنة موظف يقول عشت مع زوجتى 18 سنة وانجبنا خلالها 4 أولاد وكنت
اعيش معها حياة زوجيه عادية جداً بحلوها ومرها مثل أى زوجين أو أى أسرة تعيش على
وجه الارض وفى يوم من الايام فوجئت بأنها تريد أن تنزل الى مجال العمل فقولت لها
ان كل طلباتك مجابه انتى والاولاد وان خروجك للعمل سوف يأثر على واجباتك نحو بيتك
واولادك فقالت لى انى لدى وقت فراغ كبير
واريد ان احس بذاتى وكيانى فى مجال العمل فأتفقنا على أنها تجرب العمل لمدة سنة لو
حدث تقصير من ناحيتها نحو زوجها وأولادها تترك العمل أما انها أذا نجحت فى التوافق
بين العمل والبيت تستمر وبعد مده من النزول الى العمل بدأت تقصر فى بيتها فطلبتها
بترك العمل فأصرت على استكمال المده المتفق عليها .
وأشار الى انه خلال مده السنة المتفق عليها حدث اهمال شديد وتقصير نحو
بيتها واولادها فبدأت تتفاقم بيننا المشاكل واصبحنا نعيش فى نكد وغم ليل ونهار
فيخيرتها بين أمرين أما أن تترك العمل وتتفرغ لبيتها وزوجها وأولادها وأما أن تطلق
وتستمر فى عملها فختارت الانفصال وبالفعل تم الطلاق وذهب كل منا الى حال سبيله .
وأكد على أنه يبحث عن المتعه والاثارة وأنه يبحث عن أمرأة سادية تمارس معه
كل أنواع العنف والتعذيب وتشعره بالذل والمهانة وأنه عبد تحت يدها تفعل به ماتشاء
وكيف تشاء وأن تكون متحررة لافته للنظر يعجب بها كل من يراها ولا مانع عندى بأن
يكون عندها اصدقاء من الرجال فأنا أرى فى ذلك قمه المتعه واللذة حتى أعوض سنوات
الزواج التى عشتها مع زوجتى الاولى فى حياة روتينيه كئيبه .
أ_م 35 سنة رجل أعمال يقول أنا شخصيه أزدوجيه عندى ولع بالعلاقه الجنسيه
نشأت فى أسره ثريه جداً فكنت طفل مدلل وكل طلباتى مجابه وكنت أفعل ما أريد ولا
يحاسبنى أحد على تصرفاتى وعندما بلغت أردت اقامه علاقه جنسيه مع الخادمة ولكنها
كانت ترفض وتنهرنى بشده وتقوم بصفعى على وجهى فكنت احس بقمه المتعه من تصرفاتها
معى والشعور بالذل والاهانه وبعد فتره من سن البلوغ كان لى صديق يحبنى كثيرا ويغير
على من أى صديق أو أى شخص أخر يريد أن يكون هو الصديق الوحيد لى ولا أعرف فى
الدنيا أحد غيره .
وأضاف أن هذا الصديق كان يشعرنى بأننى البنت بتاعته فكان يضربنى ويهينى
ويغير عليا بشده عندما يعرف أن احد البنات معجبه بى أو أنى اقمت علاقه مع أى أمرأة
فصارحنى بأنه يريد أن يقيم علاقه جنسيه معى لانه يشعر من ناحتى بانى أنا البنت
بتاعته فوافقت على أقامه العلاقه معه واثناء ممارسه العلاقه كان يقوم بضربى وجلدى
وتقيدى بالسلاسل وعندما وصلت الى سن ال25 اصر أهلى على تزويجى وأنهم يريدون أن
يروا بيت وزوجه واولاد لابنهم وبالفعل تزوجت من فتاة متحررة وانجبنا طفلين فى خلال
3 سنوات من الزواج ولكن كنت لا أشعر بالمتعه فى العلاقه الحميمة مثلما كنت أشعر
بها مع صديقى فصارحتها بالامر واننى اريد ان استرجع العلاقه مع صديقى مرة اخرى
فوافقت لانها كانت تحبنى جدا وان تفكرها متحرر للغايه وفى كثير من الاحيان كنا
نتشارك فراش الزوجيه نحن الثلاثة فأنا أرى أن الشعور بالالم والاهانه والتعرض
للتعذيب النفسى والجسدى هو قمة اللذة والاثارة بالنسبة لى .
وعن تعريف الساديه والماسوشيه واسبابها وطرق علاجها يحدثنا دكتور أيمن قطب أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الأزهر، ومستشار فى
أحد مراكز التنمية الأسرية،
والفتيشية (بالإنجليزية: Fetishism) وتسمي أيضا الماسوشية أو
المازوخية أو المازوكية أو الخضوعية وتعني الحصول على المتعة عند تلقي التعذيب
الجسدي أو النفسي.
و ينسب مصطلح المازوخية (بالإنجليزية: masochism) إلى الكاتب الروائي النمساوي
ليوبولد فون زاخر مازوخ صاحب الرواية المشهورة (فينوس في الفراء، venus in furs) التي تعبر في
بعض أجزائها عن فترات وتجارب منها. هو أحد أشهر انحرافات (وليس أمراض) السلوك الجنسي ويقصد به التمتع
بالألم عند استقباله من الآخر، بحيث أن صاحبها لا يصل لقمة اللذة الجنسية إلا
بالضرب باليد أو بالسوط أو التقييد بالسلاسل وما شابهها أو التعذيب النفسي مثل
الكلام أو الإهانة أو التذليل ويمكن أن يصل لهذه المتعة حتى بتخيل أحد هذه الأمور.
فهي شعور جنسي يتلذذ فيه المرء بالتعذيب الجسدي والإذلال النفسي الذين ينزلهما به
محبوبه أي التلذذ بالاضطهاد. فالماسوشي، تكمن إثارته الجنسية في إيلام الطرف
الآخر له عند حدوث علاقة جنسية وتختلف حدة هذا الألم من حالة إلى أخرى، ففي بعض
الحالات المرضية لا يستمتع الماسوشي إلا بدرجة بالغة من الألم قد تودي به إلى
الموت.
واضاف بأن هناك مراحل متقدمة ومراحل متطورة وأخرى
مرضية فالميل لمشاهدة أفلام الرعب والعنف مثلا هو نوع من تعذيب النفس بالرعب
والمشاهد المروعة. لكن هذه الأشياء البسيطة المشتركة عند الكثيرين تظل أمور عادية
وطبيعية المشكلة الحقيقية تنشأ حين يستمرأ المرء تعذيب نفسه ويتفنن في اختراع
وابتكار الأساليب المختلفة لتحقيق هذا.
وعندما يكون الطفل قريبا من أمه بدرجة زائدة ويشعر أنها مظلومة من أبيه
أو من غيره يتعاطف معها ويحب دائما أن يكون في وضع المظلوم مثلها حتى يخفف من
مشاعر الذنب حيالها والمازوكي لديه شعور عميق بالذنب (ربما لوجود مشاعر عدوانية أو
جنسية بداخله) لذلك يحتاج للإيذاء النفسي والجسدي للتخفيف من هذه المشاعر المؤلمة
وساعتها يشعر بالراحة أو بالنشوةوالمازوكي يشعر بالوحدة والخوف من هجر الحبيب لذلك
فهو يعشق دور المظلوم والضحية لكي يكسب عطف الناس واهتمامهم, بناءا على ما سبق
يمكن القول بأن الخلافات بين الوالدين في طفولتك وتعرض والدتك للظلم من أقارب
والدك ربما يكونا قد دفعاك في طفولتك المبكرة لكي تتعين بالوالدة وتتعلق بدور
المظلوم وتنشد الإهانة والتعذيب للتخفيف من مشاعر الذنب وللتخفيف من مشاعر الوحدة
ومخاوفها.ومن امثلة مظاهر الماسوشية في حياتنا القول أن ّ: ( ضرب الحبيب زيّ أكل
الزبيب )وكأنّ الضارب لا بد أن يكون حبيبا ولا بد أن يضرب ليؤكد وجوده ً محبوباً
،
واكد على ان علاج مثل هذه الحالات تتم عن طريق الجلسات النفسية وتهذيب النفس بالصلاة والصوم والتقرب الى الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق