الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

مسعود برزاني المقامر الأميركي القادم (!!) 

بقلم : على بركات

إذا أردنا إنصاف حقيقة المشهد العراقى برمته ، والمسأله الكرديه على وجه الخصوص فلنرجع النتائج إلى المُسبب الفعلى، ولانخجل فى بسط الاحداث كما هى سواء الكائنه أو الآنيه وكذلك اللاحقه ، وبالطبع يجرنا هذا للتجرد من الإنتماءات القوميه والايديولوجيه ، لا يستطيع مُنصف أن يتجاهل الحاله السياسيه المعقده فى العراق قبل الإحتلال الاميركى لها عام 2003 .. وفى ذات الوقت لا يستطيع المُراقب أن يتجاهل قدرة الرئيس الراحل صدام حسين الفائقه على احتواء الوضع المذهبى والاثنى والقومى والدينى المعقد والتعامل معه بكيفيه أشعرت الجميع أن العراق موحد مُعافى ( على المستوى العام ) ، وأن التجاوزات كانت تحدث فقط فى حق الإستثناءات التى كانت تتراءا للنظام فى سعيها لضرب وحدة العراق ..وإن كانت كيفية الإجراءات لم تكن دائما ترضى البعض .
ونحن نتناول المسأله الكرديه نعنى هنا ( اسفتاء كردستان العراق) ، نتجاوز التقسيم الاستعمارى وسايكس بيكو لمنطقة ( الشرق الاوسط ) ككل ، كما أنه ليس منطقياً من الوجهه السياسيه ان نناقشها وفق هذا المنظور فى هذه المرحله ، فواقع المنطقه الراهن ليس كواقعها من قرن مضى ، الظرف التاريخى الحالى للمنطقه يُدار ضمن استراتيجيه فك وتركيب جديده فى مناخ مصطنع من الفوضى والارتباك للجغرافيا والديموغرافيه العربيه ، اللاعب المركزى لهذه الإستراتيجيه الولايات المتحده الامريكيه وبعض دول الاتحاد الاوروبى الداعم للتوجه الاميركى لتلاقى المصالح بينهم ، خاصةً بعد هبة شعوب المنطقه فى السعى نحو الاستقلال من النظم المعلبه التى تحافظ على مصالح الغرب بقمع وسحق شعوبها مقابل السماح لها بكرسى الحكم دون وجه حق أو سند دستورى .
وكما أنه للمناخ مواسم وللحصاد مواسم ، فبروز وكلاء للغرب مواسم ، ومسعود برزانى وسعيه لإستفتاء الانفصال عن العراق يتزامن مع موسم الخريف الذى تتلاشى معه علامات الجمال وتلف الوحشه المكان ، والمعلوم بالضروره ان دول المنطقه التى ( تبدوا مستقره !) لاتمتلك قرارها الإستراتيجى المصيرى دون المرور على البوابات الالكترونيه لصانع القرار الأميركى منحاً كان أو منعاً ! فما ظن المتابع .. ان الذى ينادى بإنفصال كردستان العراق مسعود برزانى ، ومن البديهى ان يكون قرار الإنفصال جاء عبر مباركة اميركيه إن لم يكن فُرض فرضاً ، وهذا لايعنى بالقطع أن هذا مبتغى الولايات المتحده الأميركيه ، لكنه على كل حال يساهم فى إرباك المنطقه وبشكل خاص إرباك أنقرا وطهران والحكومه المركزيه فى بغداد، التى تأخذ قضية الأكراد على محمل أولوياتها ، ضمن مايمكن تسميته ب ( حرب اللاحرب ). 
ولايخفى على أحد أن ما يحدث فى العراق هو من مخرجات الإحتلال الأميركى .. الذى عمق المذهبيه والعرقيه بعمد كأحد إستراتيجياته فى بسط الهيمنه وسط زحمة النزاعات الاهليه .. بتقليب طرف على طرف أودعم طائفه على اخرى .. سواء جهراً أو من تحت الطاوله أو غض الطرف ، وواضح ان ( تواضع النضج السياسى ) لمسعود برزانى والمقربين له فى دائرته الإستشاريه (يحول ) بينهم وبين فهم اللعبه التى تُحاك للمنطقه ..وضحالة الفهم السياسى يجره دون وعى عن عمد أو غير عمد للمقامره بالهدوء النسبى لإقليم كردستان العراق وكل كردستان .. بل ويقامر بمستقبله السياسى قبل أن يحفر له فى التاريخ صفحه فى صفحاته .!
وقد يجر هذا الاستفتاء دول الجوار الاخرى مثل تركيا وإيران لأخذ خطوات إستباقيه مشدده حيال الأكراد الذين يعيشون فيها وستتفاقم الاوضاع ، والشاهد للعيان ان المشكله التى تولد فى المنطقه يستغرق حلها سنوات .. وتتغذى عليها المصالح الكبرى للغرب .!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق