السبت، 1 أبريل 2017

اضطرابات التواصل : فهمها وكيفية التعامل معها تربويا


بقلم دكتور : أيمن غريب قطب


هناك ضرورة كبيرة لمعرفة اضطرابات التواصل ومسبباتها وتوعية الوالدين والمتعاملين معها تربيا ليسهل اكتشافها في أبنائهم منذ بداية رحلة الحياة ومن ثم تيسير عملية التدخل المبكر وتقديم الخدمات العلاجية المناسبة.

 رسالة...والتواصل Communication هو نوع من التفاعل المتبادل، حيث يكون سلوك الفرد ما بمثابة مثير لسلوك فرد آخر، ففي مثل هذا النظام نجد الرموز تشير إلى محتويات الفكر وعادة ما يتعلم الإفراد ضعاف السمع أو ضعاف الكلام وفاقدوه الاتصال بهذا النظام وذلك بإشاراتهم إلى الرموز على لوح خاص او طرق خاصة للتواصل بالرموز وهي عملية ذات اتجاهين إذ تتضمن التأثير والتأثر. ويزداد التفاعل مع قصر المسافة النفسية بين المتصلين، والمسافة النفسية هي مدى التقارب في المشاعر والعواطف والمفاهيم ويعرف اضطراب التواصل Communication Disorder بأنه اضطراب في التعبير أو اللفظ أو قواعد اللغة أو الصوت وكلها تؤثر سلباً في واجبات الطفل الأكاديمية وقدرته على التعلم.
يمكن تصنيف اضطراب التواصل ضمن ثلاث مجموعات:اضطراب السمع,اضطراب الكلام
اضطراب اللغة. تعتبر الأذن العضو الأساسي والرئيسي في الاتصال الاجتماعي، وهي أداة الاستمتاع بجمال الأصوات وتمييزها مصدراً وشدة ونوعاً ومعنى. وينتقل الصوت أمواجاً تتدافع ضاغطة الهواء حتى تصل موجاته إلى طبلة الاذن، وتتشارك الأذنان معاً في عملية تشخيص الأصوات، فالصوت الذي يصدر من الجهة اليمنى يصل إلى الاذنين معا، ولكنه يصل إلى الأذن اليمنى قبل اليسرى بجزء من الثانية ويكون أعلى بقليل مما يساعد في تحديد الجهة التي يصدر عنها الصوت.
وتقع هذه الاضطرابات في فئتين هما: الأصم وضعيف السمع. •الأصم Deaf هو الشخص الذي يتعذر عليه أن يستجيب استجابة تدل على فهم الكلام المسموع وبالتالي فالصمم يعيق إلى حد ما الاشتراك والتواصل مع المجتمع. •ضعيف السمع Hearing Loss هو الشخص الذي يستطيع أن يستجيب للكلام المسموع استجابة تدل على إدراكه لما يدور حوله بشرط أن يقع مصدر الصوت في حدود قدرته السمعيه. كما يشخص الصمم بأنه أي فقدان للقدرة السمعية من 90 ديسبل أو أكثر، ويعرف ضعيف السمع بعدم القدرة على السمع عند مستوى 20 إلى 85 ديسبل ويمكن تقسيم درجات الضعف إلى: بسيط (20 ـ 40 ديسبل)، ومتوسط 40 ـ 60 ديسبل)، وشديد (60 ـ 85 ديسبل).
ويمكن تقسيم الضعف السمعي اعتماداً على مكان الإصابة إلى:ضعف سمعي توصيلي Conductive: وتكون الإصابة في الأذن الخارجية أو الأذن الوسطى. ضعف سمعي حسي Sensory neural: وتكون الإصابة في الأذن الداخلية أو العصب السمعي.)

ويمكن أن يحدث ضعف السمع التوصيلي إذا أعيق نقل الصوت إلى الأذن الخارجية أو الوسطى، والسبب الرئيسي الكامن خلف معظم الضعف السمعي التوصيلي عند الأطفال هو التهاب الأذن (Otitis Media)، وفي الشباب يعد (Otosclerosis) السبب الرئيســي، أما بالنســبة للكبـــار فيعد (Ear Canal Collapse) هو السبب لضعف السمع التوصيلي. أما ضعف السمع الحسي فيحدث عندما يصيب الشعيرات السمعية في القوقعة أي عطب أو إصابة العصب السمعي.

ويمكن تقسيم النقص السمعي إلى الفئات التالية:نقص سمعي بسيط Mild: وهو في حدود 20 ـ 40 ديسبل,نقص سمعي متوسط Moderate: وهو في حدود 40 ـ 60 ديسبل,نقص سمعي شديد Sever: وهو 60 ديسبل فما فوق وترجع أسباب الاضطرابات السمعيةالى:
أسباب خلقية:قبل ولادية: مثل الاعاقات التكوينية التي تصيب الإذن خلال النمو الجنيني ومنها عدم اكتمال القناة السمعية أو بعض منها أو بعض أجزاء الأذن الوسطى، بعض الأمراض التي تصيب الأم خلال الحمل أو تناولها بعض الأدوية التي من شأنها أن تضر الأذن. أسباب مكتسبة:أي بعد ولادة الطفل وترجع إلى الأمراض التي تصيب الطفل منها الالتهابات المستمرة للأذن والإصابات المباشرة لأذن الطفل.
كما انه من الممكن أن يصاب الشخص بالصمم أو الضعف السمعي نتيجة للشيخوخة، وكذلك يعتبران من أمراض الشيخوخة المتوقعة وكذلك التعرض للضوضاء المستمرة والمرتفعة قد تؤدي إلى الصمم أو الضعف السمعي .
ويعرف الكلام بأنه الاتصال اللفظي أو هو التداخل العصبي العضلي لإصدار الوحدات ويعرف إضطراب الكلام بأن الكلام يكون غير سوي عندما ينحرف كثيراً عن كلام الآخرين بدرجة تستلفت الانتباه ويعوق الاتصال أو يسبب حالة من الضيق للمتحدث أو المستمع ,ويضطرب الكلام عندما يكون غير نحوي أي غير متناسق مع القواعد النحوية من حيث استخدام الضمائر والأفعال والتمييز الجنسي للكلمات ـ كأن يقول الولد (أنا عاوزه آكل)، أو غير مفهوم
أو سريع أو غير مرضي لما يحتاج إليه الشخص. ويمكن تقسيم اضطراب الكلام إلى قسمين حسب الأسباب:عيوب ترجع إلى أسباب عضوية إما في الجهاز الكلامي أو الجهاز السمعي كالتلف أو التشوه أو سوء التركيب في أي عضو من أعضاء أحد الجهازين، أو النقص في القدرة الفطرية العامة (الذكاء). عيوب ترجع إلى أسباب وظيفية وفيها لا يشكو المريض من نقص عضوي ولكنه لا يستطيع التعبير أو أن قدرته على التعبير ضعيفة.
ومن اسبابها النفسية :التوتر الانفعالي والعصبية.حدة مشاعر الطفل وزيادة قلقه,رغبته في جلب انتباه أفراد العائلة.شعوره بالخيبة والحرمان ,معاملة الوالدين للطفل بقسوة,كثرة التأنيب والعقاب أثناء محاولته الحديث عما يجول في خاطره وتوقع العقاب نتيجة الخوف والقلق ممن حوله.
بالاضافه الى الخلافات العائلية بين الاب والام على وجه الخصوص وعدم إفساح المجال للطفل للمشاركة في الحديث ومقاطعته بأسلوب عنيف. اما اضطرابات اللغة Language Disordersفيقصد بها أي صعوبة في إنتاج أو استقبال الوحدات اللغوية بغض النظر عن البيئة التي قد تتراوح في مداها من الغياب الكلي للكلام إلى الوجود المتباين في انتاج النحو واللغة المفيدة، ولكن بمحتوى قليل ومفردات قليلة وتكوين لفظي محدد وحذف الأدوات، وأحرف الجر وإشارات الجمع والظروف.
ويعرف أيضاً بأنه أي خلل أو اضطراب داخلي في أي مكون من مكونات اللغة (المحتوى، الشكل، الاستخدام) أو في التفاعل بين هذه المكونات. كما يعرف اضطراب اللغة بأنه الاخفاق في فهم أو قول رموز اللغة في المجتمع في السن الطبيعي.
ويصنف اضطراب اللغة (تصنيف) Marisson إلى أربعة أشكال:اضطرابات لغوية دماغية ويحدث النقص في إنتاج أو فهم اللغة مثل حالات الأفازيا (Aphasia). الاضطرابات اللغوية اللفظية مع سلامة القدرات العقلية كما في التلعثم
(Stuttering).حالات فقدان الصوت الناتجة عن أمراض الحنجرة أو أعصابها مما يؤدي إلى صعوبة الصوت (Voice problems).اضطرابات كلامية تحدث في الأمراض التي تصيب تكامل الوظائف العليا مثل حالات العته.
ومن أساليب علاج اضطراب التواصل:لعلاج اضطراب التواصل يجب الأخذ بالاعتبار المكونات الأساسية التالية:وضع أهداف محددة.وضع خطة محددة لتحقيق تلك الأهداف ويجب الأخذ بالاعتبار أن العلاج يجب أن يراعي جميع بنود النمو في اللغة والكلام والمشاكل السمعية من حيث أو يتناول:تحسين ا التمييز السمعي وتحسين نطق الكلمات وتحسين إدراك المعاني.
وتحسين المفهوم.وتحسين الروابط بين الكلمات والمعاني والمفهوم.وزيادة المحصول اللغوي.
ويتم علاج عيوب الكلام واللغة بعدة اساليب يتم التعرف عليها بعد تشخيصها وهو الخطوة الاولى ثم يلي ذلك العلاج النفسي الاجتماعي ويشمل:أسلوب الإرشاد النفسي الفردي.أسلوب الإرشاد الأسري.أسلوب التثقيف الاجتماعي.ثم يلي ذلك العلاج الكلامي ويتضمن تمرينات على نطق الحروف والكلمات والجمل بأساليب تدريجية, بالاضافه الى تمرينات يقصد بها الانتباه السمعي لدى الطفل ويكون ذلك عن طريق التسجيلات الصوتية التي يتاح له بواسطتها أن يسمع صوته ويقارنه بصوت آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق