الشخصية المستبدة وتأثيرها النفسي الاجتماعي
بقلم دكتور : أيمن غريب قطب ناصر
يعد كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي رائدا في هذ المجال حيث جمع فيه سلسة مقالات في هذا الموضوع من كافة جوانبة الدينية والتربوية والنفسية والاجتماعية والسياسية , والكتاب كما هو يوضح-مجموعة مقالات يربط بينها الاستبداد الذي يشكل محوراً يحاول المؤلف تبين أسبابه وأعراضه وعلاقاته وآثاره وبدائله، ومن خلال سبر ما جاء في هذه المقالات نلاحظ أن الاستبداد فعل من أفعال من يملك نوعاً من القوة المالية أو العددية أو الفكرية أو الوراثية، ثم يحاول أن يحوز على باقي القوى ليتوجها بالقوة السياسية التي تجعل القوى الأخرى مجرد توابع تتعاون معها للحفاظ على مكتسباتها من وجود واقع قاس وأن الاستبداد يكون مجتمعا وافراد وجماعات مستبدة تسيطر عليه شبكة معقدة من الآسرين الذين يخضعون الناس، فيجعلونهم أسرى يبغضون المستبد ولا يقوون على محاربته، لذلك يتعادون فيما بينهم، ويظلمون ضعافهن ونساءهم، فيصبح كل إنسان مظلوماً من جهة، وظالما من جهة أخرى، ويبرز من بينهم شخص يستلم زمام السلطة السياسية فيتحد به الآخرون متأثرين بالدعاية. كما اتضح أن للاستبداد أثراً سيئاً بكل ما له من علاقة به فيتحول الدين إلى وسيلة استلاب، ويمنع تداول العلم، ويفسد الأخلاق والعلاقات الإنسانية، ويعزز التفاوت بين الناس ليبقيهم في صراع دائم حول الامتلاك ويجعلهم يتدافعون لإحراز الثروات. وتبين أن الاستبداد ضد التقدم، لهذا لابد من هدم صرحه، ودكّ حصونه..
وفي ا العصر الحالي اوما يعرف بعصر ما بعد الحداثة، لا يزال مَن يحتل قمة التدرج الهرمي رأس الدولة، والذي قد يكون رئيسًا أو ملكًا دستوريًا، وإن كانت سلطات رأس الدولة في الكثير من الدول الحديثة يتم تفويضها للعديد من الهيئات المختلفة. وأسفل رأس الدولة، يوجد عادةً مجلس الشيوخ أو البرلمان أو الكونجرس، الذي يفوض بدوره في الغالب شؤون إدارة البلاد اليومية إلى رئيس الوزراء. وفي الكثير من النظم الديمقراطية، يُعتبَر الشعب - من الناحية النظرية - قمة التدرج الهرمي ليعلو بذلك فوق رأس الدولة. لكن في الحقيقة، تقتصر سلطة الشعب على التصويت في الانتخابات هذا بغض النظر عن نوعية هذه الانتخابات .
وصاحب الشخصية المستبدة دكتاتوري الطبع سادي التصرف من اول و أهم مبادئه في الحياة مقولة مكيافيللي " الغاية تبرر الوسيلة وان من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك "
لذا تجد ان معظم من حوله ( او جميعهم ) اصحاب شخصية تابعة .. و قليل جدا
منهم على علاقة مع اصحاب الشخصية القوية لانه من الصعب ان يمارس
عليه اسلوبه و دائما يبقى له الناصح الامين و وهذا طبعا ضد مبادئه فهو لا يسمع ولا يرى غير نفسه فقط
الغريب فى الامر انه يعرف جيدا فعلا ان من حوله منافقون و بيأمنوا علي كلامه و بيسمعوا خوف منه وليس احترام ولا اقتناع بأفعاله ولا كلامه ..
منهم على علاقة مع اصحاب الشخصية القوية لانه من الصعب ان يمارس
عليه اسلوبه و دائما يبقى له الناصح الامين و وهذا طبعا ضد مبادئه فهو لا يسمع ولا يرى غير نفسه فقط
الغريب فى الامر انه يعرف جيدا فعلا ان من حوله منافقون و بيأمنوا علي كلامه و بيسمعوا خوف منه وليس احترام ولا اقتناع بأفعاله ولا كلامه ..
لذا تجده دائما يشك فيمن حوله لأنه يعرف جيدا انه اول لما يعطي ظهره لأحد سيجده هو اول من سيطعنه.... وتبقى المشكلة في الشخصية التابعة حقا .. لماذا؟؟ للأسف كثير منهم يندرج اسمه تحت قائمة المناضلين من اجل التغيير والمكافحين والمجاهدين الاحرار حتى ولو على السرائر والاخدار وهم لا يستحيون ابدا حتى لو ظبطوا متلبسين !!!
وتفتكروا شخصيه مثل هذه لا تعرف كيف تتغلب على خوفها المستأصل فيها وجبنها وخستها و تواجه شخص ليس له اي سلطة حقيقية او شعبية تسانده .. هتقدر تواجه اصحاب السلطة الحقيقية ؟
لو قابلتوا الشخصية المستبدة دي في حياتكم ياترى هتتصرفوا معاها ازاي ؟
و لماذا يفضل الناس النفاق على الصراحة ؟
(ولا ينبغى التعلل بان الصراحة بتوجع ... لان وجع ساعة ولا كل ساعة ... غير ان الشخصية اصلا بتبقى عارفة ان الناس بتنافقها)
تفتكروا مكيافيللى كان عنده حق فى المقولة دي ؟
و لماذا يفضل الناس النفاق على الصراحة ؟
(ولا ينبغى التعلل بان الصراحة بتوجع ... لان وجع ساعة ولا كل ساعة ... غير ان الشخصية اصلا بتبقى عارفة ان الناس بتنافقها)
تفتكروا مكيافيللى كان عنده حق فى المقولة دي ؟
والسؤال المطروح هنا ما السبب في ان الانسان يرتضى ان يكون تابع لشخص على انه يكون مستقل بذاته ؟
وهل يمكن تغيير اي شئ طول ما الشعب (مش الحكومة) فيه الشخصية المستبدة و التابعة و السلبية, و هل ها نقدر فعلا نغير شئ ونعمل حاجة ايجابية لبلدنا ؟
وهناك علاقة وثيقة بين هذة الشخصية وحب الذات المفرط او النرجسية
وهل يمكن تغيير اي شئ طول ما الشعب (مش الحكومة) فيه الشخصية المستبدة و التابعة و السلبية, و هل ها نقدر فعلا نغير شئ ونعمل حاجة ايجابية لبلدنا ؟
وهناك علاقة وثيقة بين هذة الشخصية وحب الذات المفرط او النرجسية
وهناك علاقة وثيقة بين هذة الشخصية وحب الذات المفرط او النرجسية الشخصية فالشخصية النرجسية لا تري سوي نفسها فقط فهي الأفضل والأجمل والأذكي ولا يستطيع احد مناقشتها في ذلك فلديها اقتناع تام انها علي حق دائما , وذلك لسبب بسيط وهي انها تشعر ان الأخرون اقل منها علي كل المستويات.
- الشخصية النرجسية شخصية بها قدر كبير من جنون العظمة, فهذه الشخصية عن جد تشعر بأنبهار من سماتها واخلاقياتها وطباعها وتتحدي اي شخصية اخري ان تواجهها او لا تتأثر بجاذبيتها وذكائها وقد تعتبر هذه الحالة مرضية في بعض الاحيان اذا وصلت الي مستوي معين من عشق الذات وعدم الرغبة في تقبل الاخرين.
- الشخصية النرجسية شخصية عنيدة لا تعترف بأخطائها, فغالبا ما تكون هذه الشخصية محورية تستطيع وببراعة ان تشكل الأمور كلها لصالحها, وللأسف تتسم هذه الشخصية بأنها شخصية ليست قادرة علي العطاء, فعطائها محدود للغاية ويكاد يكون منعدم والكلمة الماثورة لديها اجيبلكوا منين؟! انا عايز بس معنديش انتوا ها تكلوني ؟!!!, لذا نجدها لا تقع في الحب فهي لا تجد من يستحقها ومن يستحق كل امكانياتها وقدراتها لذلك نجدها لا تستطيع ان تمنح مشاعرها لأحد فهناك قاعدة عامة في الحب تقول ان من يحب نفسه اكثر من اللازم لن يستطيع تقبل احد او الشعور بالحب تجاه احد, فالحب تضحية وعطاء وليس حب امتلاك كما تؤمن الشخصية النرجسية التي تشعر انه لم يخلق بعد المخلوق الذي يستحق التضحية والحب.
واخيرا وليس آخرا هل نحن كأفراد ومجتمع استمرئنا الاستبداد؟ فلماذا اذن كل اساليب تنشئتنا تصب على الفرض ومنطق القوة وليس على حاجات واهمية الفرد؟ ولماذا تعليمنا تلقينى ومن جانب واحد وليس تفاعلى او ابتكاري؟ولماذا قيادتنا كلها سلطوية جبرية ؟ اسئلة نطرحها على انفسنا جميعا لعلنا نصل الى اجابة مقنعة ونهتدى الى سواء السبيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق