تركيا فى مواجهة توتاليتارية الليبرالية الجديده ج2
بقلم:على بركات
النظام العالمى الليبرالى التوتاليتارى الجديد يطلق على نفسة الرصاص مع كل ردّة فعل له عند تحول الآخر ـ الغير متسق مع توجهة الايديولوجى ـ للمسار ( الديمقراطى ) كما حدث سلفاً مع كل بلاد الربيع العربى ... والمشهد الاخير فى تركيا يجلى الرؤيا ويضع الغرب تحت مجهر التعرى فى تعاطية مع الإجراء الاستراتيجى التى اتخذتة أنقرا حيال المتورطون فى الإنقلاب على خيارات الشعب ، وردّة فعل الغرب هذة ( الغير دبلوماسية ) على الاطلاق إنما هى تعبير صريح وإسقاط للإنحراف الليبرالى التوتاليتارى .!
من ردود الفعل المخذية المتتابعة التى تجعل المرء يقف لديها تصريح مدير المخابرات المركزية الأميركى أن أميركا لم يعد لديها أحد فى الجيش التركى لتتحدث معة ، ولذلك ستعمد لإنشاء وطن للأكراد على على الحدود التركيه ـ على غرار الكيان الاسرائيلى الذى زُرع لإرباك المنطقة ـ هذا التصريح إنما يكشف مدى عنجهية الدبلوماسية الاميركية نهيك عن إفلاس جعبتها التآمرية ، ويُأكد مدى صحة الإجراءات وحنكة الإدارة فى أنقرا فى تعاطيها مع الأزمة التى كادت ان تعصف بالإنجازات التى حققتها تركيا على المستويين السياسى والإقتصادى فى أقل من عقد ونصف العقد من الزمن !.
ومن أغرب ردود الافعال تلك التى فى المانيا ـ التى امتعضت دبلوماسياتها الليبرالية ـ عند كل تظاهرة للجالية التركية لتزكية ما اتخذتة أنقرا من إجراءات ... بل وصل ضجر الالمان من رفع علم تركيا على اراضيها ، وتسعى لحث الاكراد الاتراك لتظاهرات ـ لاترى فيها بأس ـ مضادة لتوجهات الإدارة فى انقرا ، وتعزف بعض الاحزاب لحن ان المانيا دولة حقوق وحريات ولاتقبل بتسليم تركيا بعض المتورطين من جماعة فتح الله كولن فى الدم ومحاولة الانقلاب ، و( لن نمرر هذا التصريح دون أن نستدعى من ذاكرة المواقف ، موقف هام عندما علم البرلمان الالمانى بزيارة عبد الفتاح السيسى ولقاء رئيسة الوزراء أنجيلا ميركل رفض البرلمان بالاجماع استقبال ماوصفوة بالرجل الانقلابى الدموى ... وبرغم ان البرلمانات هى مرآة الشعب وممثلية ، إلا انه تمت المقابلة واستقبلتة الاراضى الالمانية ، فى تعارض يفضح ديمقراطية وليبرالية التوتاليتارية الجديدة .!
ولاعجب أن تجد ردود فعل الغرب موحدة تجاة الاجراء التركى ، كأنهم كالجسد الواحد الذى إذا اشتكى عضواٌ منة تداعى له سائر الجسد بالتزكية والمناصرة إذا جازى لنا التعبير فى هذا المقام . وهنا تبرز عدة علامات استفهام ، ما المردود العملى ببعدية السياسى والحقوقى التى اتخذتة هذة الليبراليات الغربية تجاة الآلة العسكرية التى تذبح أهلنا ليل نهار فى سوريا من أقصاها إلى أقصاها بأيد الروس ونظام البعث وإيران وحزب نصر اللة، وكذلك فى العراق ، وحصار المقدادية ، مضايا، والان الحصار القاتل لأكثر من 350.000 من الاطفال والنساء والعجائز فى حلب ؟! .
وفى ليبيا مخابراتهم هى التى اربكت الداخل وعلمنا مؤخراً ان فرنسا تقاتل بجانب الانقلابى خليفة حفتر ضد ثوار ليبيا!، ويعلمون ان النظام فى مصر يعتقل كل معارضية البالغ عددهم حتى الان فى السجون ما يفوق الستون الف ( معتقل رأى ) ، ثم ان هذا النظام ـ السيسى ـ قام بإعدام العديد من الشباب فى القضية التى عُرفت إعلاميا ( عرب شركس ) ... ولم نسمع خطاب رسمى ولو إعلامى من هذة التوتاليتاريات الليبرالية يدين أو يطلب إيقافها ! والسلسلة التى تفضح إزدواجية المعايير لديهم طويلة ومعقدة تاريخياً !!.
يبقى السؤال المحورى ، هل فى جعبة أنقرا أوراق سياسية تستطيع من خلالها إرباك الغرب ؟!، أظن أن الغرب أضحى أكثر تهوراً فى خطابة الإعلامى ... لكن من الناحية العملية هل سيجرؤ على عمل تضطر معة انقرا إستخدام ما لديها من أوراق ، أم ستتغلب دبلوماسية العقل ؟!... لسبب مهم أن تركيا ليست فى افريقيا او فى اقصى القارة الاسيوية ، تركيا شائكة الموقع بالنسبة لأوروبا وأى إرباك لها سيدخل على اوروبا نوائب ستطيح بمعظم إنجازاتها الاقتصادية وتكون لة تكلفة أمنية باهظة ، ومعلوم لدى الغرب ان امن البيت يظل محفوف بالمخاطر إذا أهمل محيط البيت ، وسرعة تدخلة فى اوكرانيا ومقدونيا واحتوائة للكروات وإدماجة فى الاتحاد الاوروبى خير دليل ! ، والنظام فى أنقرا يمتلك ورقتان مهمتان لامجال للحديث عنهما هنا يستطيع بهما إجهاض كل محاولات الغرب إذا ما حاول العبث بمكتسبات تركيا الحديثة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق