الجمعة، 12 أغسطس 2016

( التعديات على ترعة المحمودية )

تحقيق : سماح دسوقى

تصوير : سامح العربى 

فى نبذة سريعه حول تاريخ حفر ترعة المحمودية أنه فى يوم 8 مايو لسنة 1807 ميلادية أمر محمد على باشا بحفر ترعة المحمودية وكان " ولى " على مصر فى هذا الوقت بحفر ترعة لتكون معبر للمراكب التى تحمل البضائع من الصعيد الى الوجه البحرى للاسكندرية لتدخل من خلال هويسها لترعة المحمودية .ويعتبر النقل النهرى من أهم وسائل المواصلات والحركة التجارية التى تربط بين محافظات مصرفى ذاك الوقت  وقد سميت ترعة المحمودية بهذا الاسم نسبة الى السلطان محمود خان بالاستانه وكانت مصر وقتها تحت حكم الدولة العثمانية وتبلغ "طول الترعة خمسة وعشرون فرسخا (100 كم)، ومأخذها من فرع رشيد على مسافة ربع فرسخ، وقد تم حفرها في عشرة أشهر، وقام بالعمل فيها ثلاثمائة ألف وثلاثة عشر ألفا من العمال.

وحول كم الاهمال والتعديات التى وقعت على ترعة المحمودية التى راح ضحيتها  12 الف عامل مصرى أثناء القيام بحفرها رصدت كاميرا " عيون الاحرار " تلوث مياه الترعة بسبب القاء القمامة والمخلفات داخل مياه الترعة وعن أراء المواطنين حول التعديات التى تمت على ترعة المحمودية .



تقول نعمة حلمى ربة منزل من سكان منطقة غيط العنب نحن نعانى من انتشار الذباب والناموس بسبب القاء القمامة على جانبى الترعة ووجود موقف للكارتات
مما يؤيدى الى انبعاث الروائح الكريهه التى تنبعث من روث الحيونات ومن اطنان القمامة الملقاه على حافة الترعة .

وأضافت نحن نخشى على أنفسنا من الامراض والابوباء التى تتسبب فيها الحشرات خاصة فى فصل الصيف حيث تكثر فيه الحشرات والروائح الكريهه بسبب ارتفاع درجات الحرارة .


الحاج سمير عدلى تاجر خضار من سكان منطقة المهاجرين يقول انى اسكن على الترعة مباشرة لم أعد أرى الترعة من كثرة اطنان القمامة الملقاه على ضفاف الترعة وورش غسيل السيارات وبائعين الخرده والسيراميك .

وأشار انه فى محل عمله فى الوكاله فى منطقة الحضرة انه تم الاستلاء على رصيف الترعه واصبح ملىء بالاقفصه التى يضعها البائعين بدلاً من استأجار اماكن لوضع هذه الاقفصه فتوضع على حافه الترعة وعندما تأتى الازاله لازاله هذه التعديات يرجع الحال فى اليوم التالى كما هو عليه .

وأضاف محمد سعيد موظف من سكان منطقة ابو سليمان أن التعديات التى توجد على ضفاف المحمودية أثرت تأثير سلبى على البيئة حيث انه كان فى السابق فى عهد اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الاسكندرية الاسبق تم تطوير ترعة المحمودية
وتم ازاله التعديات والمخلفات التى كانت تحيط بها واصبحت متنزة ومتنفس للمواطنين .

وأكد على انه فى الماضى كان يصطحب زوجته واولاده فى فصل الصيف ويذهب بهم للجلوس على ضفاف الترعة للعب والاستمتاع بالجو الجميل أم الان فانا اخشى على أسرتى من الذهاب الى هناك لكثرة البلطجية وورش السمكرىا  واخشى عليهم ايضاً من الامراض بسبب القاء القمامة والمخلفات داخل الترعه وعلى حافتيها .


أما هيثم المهدى من سكان منطقه المراغى فكان له رأى مختلف حيث أنه يرأى من وجهت نظره ان غلاء الاسعار وغلاء المعيشة هم السبب الرئيسى وراء هذه التعديات فغلاء اسعار ايجارات المحلات وغلاء يوميات "الاسطبل " الذى ينام فيه الخيل هو الذى دفع الناس الى البلطجة واخذ رصيف الترعة لحسابهم .

وأكد على ضرورة توفير اماكن واسواق للباعه الجائلين والعمل على الحد من البطالة وتوفير فرص عمل للشباب والخرجين وتوفير جراجات عمومية فى كل مكان لتقليل عدد السيارات التى تتخذ شاطىء الترعة موقفه لها .


يقول عمر عبد الحميد موظف من سكان منطقه محرم بك انه يهوى  صيد الاسماك هو وزوجته فيذهب الى ترعة المحمودية لممارسة هوايته المفضله
فيجد الترعه جافه من المياه بسبب غلق الهاويس واوقات اخرى يجد مياه الترعه مليئه بالقمامة وورد النيل فلا تستطيع الصيد فى هذه المياه .

وأشار الى وجوب تكثيف جهود وزارة الرى فى تطهير مياه الترعة لانها تعتبر المصدر الرئيسى لشريان الحياة فى محافظة الاسكندرية سواء كان لمياه الشرب او مياه الرى ويجب رصد ميزانيه خاصه للعمل على تطوير الترعة وأن الاهمال وغياب الرقابة هم السبب وراء هذه التعديات .



تركيا فى مواجهة توتاليتارية الليبرالية الجديده ج2 

بقلم:على بركات 

النظام العالمى الليبرالى التوتاليتارى الجديد يطلق على نفسة الرصاص مع كل ردّة فعل له عند تحول الآخر ـ الغير متسق مع توجهة الايديولوجى ـ للمسار ( الديمقراطى ) كما حدث سلفاً مع كل بلاد الربيع العربى ... والمشهد الاخير فى تركيا يجلى الرؤيا ويضع الغرب تحت مجهر التعرى فى تعاطية مع الإجراء الاستراتيجى التى اتخذتة أنقرا حيال المتورطون فى الإنقلاب على خيارات الشعب ، وردّة فعل الغرب هذة ( الغير دبلوماسية ) على الاطلاق إنما هى تعبير صريح وإسقاط للإنحراف الليبرالى التوتاليتارى .!
من ردود الفعل المخذية المتتابعة التى تجعل المرء يقف لديها تصريح مدير المخابرات المركزية الأميركى أن أميركا لم يعد لديها أحد فى الجيش التركى لتتحدث معة ، ولذلك ستعمد لإنشاء وطن للأكراد على على الحدود التركيه ـ على غرار الكيان الاسرائيلى الذى زُرع لإرباك المنطقة ـ هذا التصريح إنما يكشف مدى عنجهية الدبلوماسية الاميركية نهيك عن إفلاس جعبتها التآمرية ، ويُأكد مدى صحة الإجراءات  وحنكة الإدارة فى أنقرا فى تعاطيها مع الأزمة التى كادت ان تعصف بالإنجازات التى حققتها تركيا على المستويين السياسى والإقتصادى فى أقل من عقد ونصف العقد من الزمن !.
ومن أغرب ردود الافعال تلك التى فى المانيا ـ التى امتعضت دبلوماسياتها الليبرالية ـ عند كل تظاهرة للجالية التركية لتزكية ما اتخذتة أنقرا من إجراءات ... بل وصل ضجر الالمان من رفع علم تركيا على اراضيها ، وتسعى لحث الاكراد الاتراك لتظاهرات ـ لاترى فيها بأس ـ مضادة لتوجهات الإدارة فى انقرا ، وتعزف بعض الاحزاب لحن ان المانيا دولة حقوق وحريات ولاتقبل بتسليم تركيا بعض المتورطين من جماعة فتح الله كولن فى الدم ومحاولة الانقلاب ، و( لن نمرر هذا التصريح دون أن نستدعى من ذاكرة المواقف ، موقف هام عندما علم البرلمان الالمانى بزيارة عبد الفتاح السيسى ولقاء رئيسة الوزراء أنجيلا ميركل رفض البرلمان بالاجماع استقبال ماوصفوة بالرجل الانقلابى الدموى ... وبرغم ان البرلمانات هى مرآة الشعب وممثلية ، إلا انه تمت المقابلة واستقبلتة الاراضى الالمانية ، فى تعارض يفضح ديمقراطية وليبرالية التوتاليتارية الجديدة .!
ولاعجب أن تجد ردود فعل الغرب موحدة تجاة الاجراء التركى ، كأنهم كالجسد الواحد الذى إذا اشتكى عضواٌ منة تداعى له سائر الجسد بالتزكية والمناصرة إذا جازى لنا التعبير فى هذا المقام . وهنا تبرز عدة علامات استفهام ، ما المردود العملى ببعدية السياسى والحقوقى التى اتخذتة هذة الليبراليات الغربية تجاة الآلة العسكرية التى تذبح أهلنا ليل نهار فى سوريا من أقصاها إلى أقصاها بأيد الروس ونظام البعث وإيران وحزب نصر اللة، وكذلك فى العراق ، وحصار المقدادية ، مضايا، والان الحصار القاتل لأكثر من 350.000 من الاطفال والنساء والعجائز فى حلب ؟! .
وفى ليبيا مخابراتهم هى التى اربكت الداخل وعلمنا مؤخراً ان فرنسا تقاتل بجانب الانقلابى خليفة حفتر ضد ثوار ليبيا!، ويعلمون ان النظام فى مصر يعتقل كل معارضية البالغ عددهم حتى الان فى السجون ما يفوق الستون الف ( معتقل رأى ) ، ثم ان هذا النظام ـ السيسى ـ قام بإعدام العديد من الشباب فى القضية التى عُرفت إعلاميا ( عرب شركس ) ... ولم نسمع خطاب رسمى ولو إعلامى من هذة التوتاليتاريات الليبرالية يدين أو يطلب إيقافها ! والسلسلة التى تفضح إزدواجية المعايير لديهم طويلة ومعقدة تاريخياً !!.
يبقى السؤال المحورى ، هل فى جعبة أنقرا أوراق سياسية تستطيع من خلالها إرباك الغرب ؟!، أظن أن الغرب أضحى أكثر تهوراً فى خطابة الإعلامى ... لكن من الناحية العملية هل سيجرؤ على عمل تضطر معة انقرا إستخدام ما لديها من أوراق ، أم ستتغلب دبلوماسية العقل ؟!... لسبب مهم أن تركيا ليست فى افريقيا او فى اقصى القارة الاسيوية ، تركيا شائكة الموقع بالنسبة لأوروبا وأى إرباك لها سيدخل على اوروبا نوائب ستطيح بمعظم إنجازاتها الاقتصادية وتكون لة تكلفة أمنية باهظة ، ومعلوم لدى الغرب ان امن البيت يظل محفوف بالمخاطر إذا أهمل محيط البيت ، وسرعة تدخلة فى اوكرانيا ومقدونيا واحتوائة للكروات وإدماجة فى الاتحاد الاوروبى خير دليل ! ، والنظام فى أنقرا يمتلك ورقتان مهمتان لامجال للحديث عنهما هنا يستطيع بهما إجهاض كل محاولات الغرب إذا ما حاول العبث بمكتسبات تركيا الحديثة !

تركيا فى مواجهة توتاليتارية الليبرالية الجديده ج1

بقلم : على بركات 

النظام العالمى الجديد اشبة بالمريض النفسى ( السيكوباتى) ، فهو من ناحية ينظر لقيمة السياسية الحديثة على انها خلاصة الابداع ومنتهى الفكر الانسانى الحديث ، والضامن الامثل لعيش الامم فى حرية تقرر فيها المصير بأدواتها التى ترها مناسبة ... ومن ناحية اخرى على مدى افق الواقع تجد هذا النظام العالمى يهوىِ بتعاليمة عن طريق المنح والمنع إذا جازى التعبير ، فيوزع قيمة تحت مسمى ( الديمقراطية) تارة والليبرالية تارة وما يندرج تحتيهما من تفصيلات وتأويلات يعيها المتابع الحذق ،فنراة ( النظام العالمى) يتدخل فى هايتى لدحر الديكتاتورية وينتصر للديمقراطية ، ويقف متفرجاً على وئدها فى الجزائر فى تسعينيات القرن الماضى ،بل من مفارقاتة التدخل عسكرياً لخلع ( ديكتاتور ) لتنصيب آخر اكثر مرونة وطاعة ...وكما حدث مع الراحل (صدام حسين) والقارة السمراء ثرية بالأمثلة الدامغة على ذلك ، تملأ الاعلام صخباً عن حقوق الانسان واحترام المسار الديمقراطى... تحاربها فى ذات الوقت فى جغرافيات وعرقيات آخرى كما فى غزه بفلسطين وكما وقفت الحاؤول فى وجة التحول الديمقراطى الذى اعقب ثورة الخامس والعشرون من يناير فى مصر الكنانة ، وغضت الطرف عن خطف رئيس منتخب بإرادة شعبية نزيهة شهد بها القاصى والدانى ، بل اوعزت بالإنقلاب علية عسكرياً بعد تمهيد إعلامى غير مسبوق فى غسل عقول الدهماء ، وبمشاركة حثالة النُخب (الليبرالية التوجة) ، ومازال المشهد ثرى بأمثلة التعرى للنظام العالمى ، كمردودة المخزى حيال المشهد فى سوريا الإباء ، اليمن ، ليبيا ، والعراق الممزق المشرذم ، كل هذة المشاهد أحد مخرجات النظام الليبرالى التوتاليتارى الجديد ، الذى يعلى مصالحة الاقتصادية على حساب حرية الشعوب الاخرى ، ويتغاضى عن إبادتها فى تناقض جذرى مع قيمة و ـ خطابة الاعلامى البهلوانى ـ إذا كانت ستتيح لة نهب الثروات وتحويل النقد المسروق من عرق الشعوب الى مصارفه فى عواصم الغرب .!
إذا ما راقبنا المشهد الراهن فى تركيا ، وراقبنا معة التناول الغربى للحدث سوف تذهلنا النتائج ، والقدرة الفائقة على التلفيق الإعلامى ولى الحقائق والقدرة على لفت الانتباة الى قضايا بعينها وسحق الزوايا التى تتكشف من خلالها الحقائق ، والبحث عن قضايا مسكوت عنها لإحيائها من جديد للتضيق بقدر المتاح على مساعى الرئيس اردوغان من اخذ التدابير التى من شأنها حماية تركيا ومقدراتها وقرارها الإستراتيجى ، بعيداً عن هيمنة توتاليتاريا الليبرالية الجديدة .
الامن القومى حالة حرجة وخاصة الى ابعد الحدود ، ولاتخضع لاى إملاءات خارجيه وليس هناك حيز حتى للقانون الدولى ومجلس الامن التدخل فى إدارتة ، فالدولة المعنية بتهديد امنها القومى هى المخولة بإتخاذ الإجراءات التى تراها مناسبه ، ونعنى بالدولة اى النظام الحاكم المُنتخب ، حكومة كانت او برلمان ، وحكومة تركيا هى أدرى بشعابها ،وقد ابدى الشعب التركى استعداداً غير مسبوق فى تاريخ تركيا الحديث وقوفة خلف القيادة المنتخبة ، أظهرة يوم الخامس عشر من الشهر الجارى فى وجة الإنقلاب العسكرى الفاشل الذى كاد أن يسرق طموحات الشعب ويبدد ثمرة الإذدهار التى روتها حكومة اردوغان بالسهر والاخلاص والعمل الشاق اكثر من عقد من الزمن، وقد ارتأت انقرا أن اخذ خطوات استباقية من شأنة حماية الكيان التركى وقرارة الاستراتيجى ، فكان منها طلب الحكومه للجانب الاميركى بتسليم ـ محمد فتح الله كولن ـ للعدالة لتورطة فى الانقلاب العسكرى ، مناقشة البرلمان لإعادة تطبيق حكم الاعدام على المنقلبين على نظام الدولة ، غلق مئات المدارس التابعة لفتح الله كولن ، توقيف مئات الموظفين ، رفد المئات من القيادات العسكرية من الخدمة ، فرض قانون الطوارئ فى البلاد لمدة ثلاثة اشهر ، وكذلك إلغاء لأكثر من الف جواز سفر لبعض الشخصيات فى تركيا للتحقيق معهم .
فى الواقع لقد تناسى الغرب العمل الإنقلابى الإجرامى فى تركيا وراح يشعل آلتة الإعلامية بقضايا ـ برغم أهميتها ـ إلا أنها فرعية إذا ماقيست بمستقبل دولة حديثة كاد الانقلاب ان يعصف بأمنها القومى ويعيدها الى بيت الطاعة الغربى ، وراح الاتحاد الاوروبى يهدد تركيا بعدم قبول طلبها للإنضمام للإتحاد ، وسحب الاستثمارات ووقف السياحة ، بل ثمة دول فى الاتحاد هددت الجالية التركية المقيمة على اراضيها ممن يحملون الجنسية المذدوجة بسحب الجنسية لتعارض الاذدواجية مع القانون ، وهذا من شأنه التضييق على اردوغان فى الانتخابات ليفقد اصوات المؤيدين له خارج تركيا ، وتتوالى حملة التشوية الاعلامية والشيطنة فى دول الغرب حيال الإجراءات الاحتراذيه التى تتخذها أنقرا ، وزيارة جون كيرى وزير خارجية اميركا لأوروبا وإجتماعة لاول مرة مع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبى كان يعكس مدى قلق الليبرالية الشمولية الجديدة التى تسعى لعرقلة الصعود الاقليمى لدولة تركيا الحديثة ، حتى ان الاجتماع الاخير الذى عُقد فى اميركا للدول الحليفة لمحاربة ـ الدولة الاسلاميه ـ أظنه كان يرمى فى الخفاء لمناقشة دول المركز مع بعضهم البعض سبل عرقلة أنقرا . لأن الإجراءات التى اتخذتها تركيا من شأنها قطع كل الطرق على الغرب لصنع خلايا نائمة لة يستطيع من خلالها إرباك الداخل التركى.!

الشخصية المستبدة وتأثيرها النفسي الاجتماعي

بقلم دكتور : أيمن غريب قطب ناصر

يعد كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي رائدا في هذ المجال حيث جمع فيه سلسة مقالات في هذا الموضوع من كافة جوانبة الدينية والتربوية والنفسية والاجتماعية والسياسية , والكتاب كما هو يوضح-مجموعة مقالات يربط بينها الاستبداد الذي يشكل محوراً يحاول المؤلف تبين أسبابه وأعراضه وعلاقاته وآثاره وبدائله، ومن خلال سبر ما جاء في هذه المقالات نلاحظ أن الاستبداد فعل من أفعال من يملك نوعاً من القوة المالية أو العددية أو الفكرية أو الوراثية، ثم يحاول أن يحوز على باقي القوى ليتوجها بالقوة السياسية التي تجعل القوى الأخرى مجرد توابع تتعاون معها للحفاظ على مكتسباتها من وجود واقع قاس وأن الاستبداد يكون مجتمعا وافراد وجماعات مستبدة تسيطر عليه شبكة معقدة من الآسرين الذين يخضعون الناس، فيجعلونهم أسرى يبغضون المستبد ولا يقوون على محاربته، لذلك يتعادون فيما بينهم، ويظلمون ضعافهن ونساءهم، فيصبح كل إنسان مظلوماً من جهة، وظالما من جهة أخرى، ويبرز من بينهم شخص يستلم زمام السلطة السياسية فيتحد به الآخرون متأثرين بالدعاية. كما اتضح أن للاستبداد أثراً سيئاً بكل ما له من علاقة به فيتحول الدين إلى وسيلة استلاب، ويمنع تداول العلم، ويفسد الأخلاق والعلاقات الإنسانية، ويعزز التفاوت بين الناس ليبقيهم في صراع دائم حول الامتلاك ويجعلهم يتدافعون لإحراز الثروات. وتبين أن الاستبداد ضد التقدم، لهذا لابد من هدم صرحه، ودكّ حصونه..
وفي ا العصر الحالي اوما يعرف بعصر ما بعد الحداثة، لا يزال مَن يحتل قمة التدرج الهرمي رأس الدولة، والذي قد يكون رئيسًا أو ملكًا دستوريًا، وإن كانت سلطات رأس الدولة في الكثير من الدول الحديثة يتم تفويضها للعديد من الهيئات المختلفة. وأسفل رأس الدولة، يوجد عادةً مجلس الشيوخ أو البرلمان أو الكونجرس، الذي يفوض بدوره في الغالب شؤون إدارة البلاد اليومية إلى رئيس الوزراء. وفي الكثير من النظم الديمقراطية، يُعتبَر الشعب - من الناحية النظرية - قمة التدرج الهرمي ليعلو بذلك فوق رأس الدولة. لكن في الحقيقة، تقتصر سلطة الشعب على التصويت في الانتخابات هذا بغض النظر عن نوعية هذه الانتخابات .
وصاحب الشخصية المستبدة دكتاتوري الطبع سادي التصرف من اول و أهم مبادئه في الحياة مقولة مكيافيللي " الغاية تبرر الوسيلة وان من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك "
لذا تجد ان معظم من حوله ( او جميعهم ) اصحاب شخصية تابعة .. و قليل جدا
منهم على علاقة مع اصحاب الشخصية القوية لانه من الصعب ان يمارس
عليه اسلوبه و دائما يبقى له الناصح الامين و وهذا طبعا ضد مبادئه فهو لا يسمع ولا يرى غير نفسه فقط
الغريب فى الامر انه يعرف جيدا فعلا ان من حوله منافقون و بيأمنوا علي كلامه و بيسمعوا خوف منه وليس احترام ولا اقتناع بأفعاله ولا كلامه ..
لذا تجده دائما يشك فيمن حوله لأنه يعرف جيدا انه اول لما يعطي ظهره لأحد سيجده هو اول من سيطعنه.... وتبقى المشكلة في الشخصية التابعة حقا .. لماذا؟؟ للأسف كثير منهم يندرج اسمه تحت قائمة المناضلين من اجل التغيير والمكافحين والمجاهدين الاحرار حتى ولو على السرائر والاخدار وهم لا يستحيون ابدا حتى لو ظبطوا متلبسين !!!
وتفتكروا شخصيه مثل هذه لا تعرف كيف تتغلب على خوفها المستأصل فيها وجبنها وخستها و تواجه شخص ليس له اي سلطة حقيقية او شعبية تسانده .. هتقدر تواجه اصحاب السلطة الحقيقية ؟
لو قابلتوا الشخصية المستبدة دي في حياتكم ياترى هتتصرفوا معاها ازاي ؟
و لماذا يفضل الناس النفاق على الصراحة ؟
(ولا ينبغى التعلل بان الصراحة بتوجع ... لان وجع ساعة ولا كل ساعة ... غير ان الشخصية اصلا بتبقى عارفة ان الناس بتنافقها)
تفتكروا مكيافيللى كان عنده حق فى المقولة دي ؟
والسؤال المطروح هنا ما السبب في ان الانسان يرتضى ان يكون تابع لشخص على انه يكون مستقل بذاته ؟
وهل يمكن تغيير اي شئ طول ما الشعب (مش الحكومة) فيه الشخصية المستبدة و التابعة و السلبية, و هل ها نقدر فعلا نغير شئ ونعمل حاجة ايجابية لبلدنا ؟
وهناك علاقة وثيقة بين هذة الشخصية وحب الذات المفرط او النرجسية
وهناك علاقة وثيقة بين هذة الشخصية وحب الذات المفرط او النرجسية الشخصية فالشخصية النرجسية لا تري سوي نفسها فقط فهي الأفضل والأجمل والأذكي ولا يستطيع احد مناقشتها في ذلك فلديها اقتناع تام انها علي حق دائما , وذلك لسبب بسيط وهي انها تشعر ان الأخرون اقل منها علي كل المستويات.

- وقد خدعوك فقالوا ان الشخصية النرجسية تتحلي بالثقة بالنفس , فهذا ما يبدو في الظاهر فقط ففي قرارة نفس هذه الشخصية نجد انها شخصية غير واثقة علي الأطلاق بل تستمد ثقتها بنفسها من المحيطين بها , فهي غالبا ما تشعر بالحاجة لمن يمدحها ويطري عليها , كما تسعد كثيرا لسماع الأطراء والمدح من الأخرين فهي تستمد قوتها من الاخرين .
- الشخصية النرجسية شخصية بها قدر كبير من جنون العظمة, فهذه الشخصية عن جد تشعر بأنبهار من سماتها واخلاقياتها وطباعها وتتحدي اي شخصية اخري ان تواجهها او لا تتأثر بجاذبيتها وذكائها وقد تعتبر هذه الحالة مرضية في بعض الاحيان اذا وصلت الي مستوي معين من عشق الذات وعدم الرغبة في تقبل الاخرين.
- الشخصية النرجسية شخصية عنيدة لا تعترف بأخطائها, فغالبا ما تكون هذه الشخصية محورية تستطيع وببراعة ان تشكل الأمور كلها لصالحها, وللأسف تتسم هذه الشخصية بأنها شخصية ليست قادرة علي العطاء, فعطائها محدود للغاية ويكاد يكون منعدم والكلمة الماثورة لديها اجيبلكوا منين؟! انا عايز بس معنديش انتوا ها تكلوني ؟!!!, لذا نجدها لا تقع في الحب فهي لا تجد من يستحقها ومن يستحق كل امكانياتها وقدراتها لذلك نجدها لا تستطيع ان تمنح مشاعرها لأحد فهناك قاعدة عامة في الحب تقول ان من يحب نفسه اكثر من اللازم لن يستطيع تقبل احد او الشعور بالحب تجاه احد, فالحب تضحية وعطاء وليس حب امتلاك كما تؤمن الشخصية النرجسية التي تشعر انه لم يخلق بعد المخلوق الذي يستحق التضحية والحب.
واخيرا وليس آخرا هل نحن كأفراد ومجتمع استمرئنا الاستبداد؟ فلماذا اذن كل اساليب تنشئتنا تصب على الفرض ومنطق القوة وليس على حاجات واهمية الفرد؟ ولماذا تعليمنا تلقينى ومن جانب واحد وليس تفاعلى او ابتكاري؟ولماذا قيادتنا كلها سلطوية جبرية ؟ اسئلة نطرحها على انفسنا جميعا لعلنا نصل الى اجابة مقنعة ونهتدى الى سواء السبيل.