(مجتمع الذئاب والثعالب/ والخراف والخنازير)
(ج 1)
بقلم دكتور : أيمن غريب قطب
ان المتأمل في احوال مجتمعنا الآن يجد انه منقسم الى فئتين الاولى هي الطبقة العليا او من يسمون بالصفوة وهم اناس يتميزون بسمات الثعالب والذئاب حيث يمكرون ويدبرون للأخرين ويأكلون لحوم الآخرين فيتحالفون ضد الطبقة الدنيا لان لاحيث لا توجد الآن طبقة وسطى, وتحالف الفئة العليا مع اصحاب السلطة والفوذ والحكم على اساس المصالح المشتركة والمال يلعب دورا هاما هنا في السيطرة مع الحكم الذى يستفيد من ذلك كما يستفيد اصحاب رؤوس الاموال من السلطة في تحقيق ماربها وعدم المساس بمصالحها كما نري عدم المساس باصحاب الدخول العليا التى تصل الى الملايين والمليارات وشئ لا يتخيلة عقل من الترف والبذخ والفساد بينما الطبقة الدنيا تعاني اشد المعاناة فمنها من يأكل من القمامة وطبقات من المعدمين وهم الاغلبية من الشعب المسكين المغلوب على امره والطبقة العليا تنظر الى الدنيا على انهم مجموعه من الاغنام او الخنازير فاما انه يكون عبيدا يسجدون لسيدهم ويمجدونه ويطيعونه ويطبولون له دائما كفعل فرعون برعيتة ما اريكم الا ما ارى ويضحون بكل شئ من اجل السيد حتى منهم من يفتخر با الا مانع من يقدم زوجتة او ابنته هديه للسيد المبجل فهو الحامى وهو الرمز وهو الذي يستحق كل شئ اما المجموعه الأخرى فينظر اليها على انها اغنام تستحق الذبح ,يعتبرونك ساذج قرنهم، وغبي زمانهم، فيستغلوك حين مصلحتهم أبشع استغلال ويلقوا بك في قمامة الدهر دون عرفان بالجميل ولا اي اعتبار الاتواجد الذئاب وتصرفاتهم الماكرة لا يقتصر على تواجدها في الغابات أو البراري فقط بل استحوذت مبادئها حتى على فكر البشر فصاروا أمكرا من الذئاب، بل تجده يفرض وجوده أكثر وأقوى في الحياة الافتراضية والمنابر الإعلامية التي تؤسس لغرض معالجة قضية أو قضايا عامة او مناقشتها. فحينما ترى البعض من مشاركاتهم في المنابر الإلكترونية خاصة للوهلة الأولى فاول ما يأتي إلى ذهنك أن هؤلاء الناس لا يوجد مثلهم في أرض الواقع، بل نذر تواجدهم جدا، فيترتب عن ذلك تصورات العيش الكريم والسليم في ''المدينة الفاضلة'' التي عمل عليها سقراط، وأخرجها أفلاطون، في حين أنهم أخبث وأسفل وأحقر من ذلك، اناس مهما كبر سنهم صغر عقلهم، اناس كلما توسعت اجسامهم ضيقت حليهم، وكلما أكرمتهم تمردوا، وكلما اتمنتهم خانوا، وكلما حدثوك كذبوا، وكلما عاهدوك أخلفوا، وكلما صادقتهم نافقوك، وكلما تعلموا جهلوا، وكلما على مستوى مراتبهم كلما انحطت شخصيتهم وأخلاقهم
لمصلحتهم، بل والأقذر من ذلك يهاجمك بما استأمنته عليه يوم ''السذاجة'' على حد تعبيرهم....
الترف هو "التوسع في النعمة" كما قال الراغب الأصفهاني رحمه الله وهو التوسع في النعمة المُفضي إلى الفسق والفساد والإفساد. المترفون فِئَةٌ مغضوب عليها في القرآن. قال الله عز وجل: )وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً( (سورة الإسراء، الآية: 16). أمرناها بالأمر القدَري لا بالأمر الشرعي، لأن الترف المُدَمِّر فحشاء، والله لا يامر بالفحشاء.
المترفون إخوان المستكبرين وحلفاؤهم، وغالبا ما يجتمع الاستكبار والترف في عشيرة، أو عصبية، أو طغمة عسكرية، أو أسرة مالكة، أو حزب وحيد. في عصرنا ما تشاء من نماذج الفسق الترفي والظلم الاستكباري، بل هما مضافان إلى الكفر والردة والخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق