((( دور الاعلام في الافساد النفسي)))
(ج 1 )
بقلم دكتور \ أيمن غريب قطب
شهر رمضان من أهم شهور العام التي ينتظرها الناس؛ ليتقربوا إلى الله عز وجل، غير أن هناك عددا من المؤثرات التي تصد المسلمين عن دينهم، ومنها موجة الإعلام الفاسد التي يهدف أصحابها للأرباح والمكاسب ومخطط منظم مكثف مدروس من اعداء الدين والامه، دونما النظر إلى ما يفعلونه من شغل للناس عن الاستفادة الحقيقية من الشهر.
فتطالعنا القنوات الفضائية بإعلانات هائلة، واستعدادات ضخمة لبرامج شهر رمضان وهناك سباق محموم لكسب المشاهد ، حتى لو اضطر الأمر عند بعض القنوات أن تجاهر بالمنكرات، وتتاجر بأجسام العاهرات، وصدور العاريات، حتى في رمضان!!
ان هناك مخطط نفسي من شياطين الجن والانس لافساد هذا الشهر على المتمسكين, ونظرة عابرة للهجوم الاعلامي الفاسد المكثف يتبين لك أن هذه البرامج أبعد ما تكون عن روح الإسلام أو مقاصد رمضان، بل حقيقتها: إفساد لروحانية الشهر، ومحادة لله ورسوله، وانحراف عن أحكام الإسلام.
( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً ).
إن من أعظم الفتن في هذا الزمن فتنة الإعلام المنحرف بأنواعه ، ففي زمن مضى كانت للمجلات والصحف تأثير بالغ على المجتمعات ، وكانت القصص والروايات تنخَر في الأخلاق بحسن السبك وقوة العاطفة، ثم جاء دور الاعلام الآن حتى أحاط بنا طوفان من الفساد المكثف.
إن كثيراً من القنوات الفضائية العربية ولا اقول غالبها او جلها تبث موادَ إعلاميةً سيئة .. أفسدت كثيراً من أبناء وبنات المسلمين.. فحدث ولا حرج عن المخالفات العقدية كالشرك وتشويه الدين وصور المتمسكين بالدين وتصويرهم على انهم ارهابيين او رجعيين متخلفين وتمييع عقيدة الولاء والبراء .. ونشر السحر والشعوذة .. وتعليم العنف والإجرام .. ناهيك عن الجنس وتأجيج الشهوات وتحريك الغرائز .
لقد تحول محتوى هذه القنوات إلى مشاهدَ مركزه مكثقة للافساد النفسي ، وأحداثٍ تشوه في الأخلاق و تشرذم عائلي ، وخيانة زوجية وجريمة ، حب مخزي ، وتبرج فاحش مثير بشكل مخالف ومنافي تماما لأحكام شريعتنا الإسلامية .. بل ومخالف للرؤية الإسلامية للتربية والسلوك.
انها تعمل على قلب الموازيين وتزييف الحقائق من قيم وثوابت .. فالجريمة بطولة .. وعقوق الآباء تحرر .. والغدر ذكاء .. والاستقامة تعقيد .. والعفة كبت وحرمان .. وطاعة الزوج رق واستعباد .. والدياثة رقي وتمدن .. والتقاء الرجل مع المرأة لقاءً محرماً علاقة شريفة وصداقة حميمة وحب صادق ! مستخدمة في ذلك أخطر فتنة على الرجال وعلى الأمة وهي المرأة ، فقد جندها الاعلام الفاسد لتكون سلعة رخيصة مسنهلكة و سلاحاً فتاكاً في هذا المجال ، فهي العنصر الضعيف العاطفي ، ذو الفعالية الكبيرة ، والتأثير المباشر .
وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن الدول العربية ، تستورد أكثر من نصف البرامج المقدمة للطفل, وأن خمساً وسبعين بالمائة من هذه البرامج تستورد من الولايات المتحدة ، مما ينذر بتدمير القيم والأخلاق الإسلامية في نفوس أبنائنا.
ويشير مديرِ مكتبِ البيت الأبيض للاتصالات سابقاً ، وهو يعلق على مشروع قناة اعلامية لجذب الشباب العرب إلى أمريكا. قال:( نحن نخوض حرباً في الأفكار بالقدر نفسه الذي نخوض فيه الحرب على الإرهاب ، لذلك وجهة نظري ترى أن تخفيف الملابس عبر الإعلام هو أفضل وسيلة للاختراق) ,إنهم يكيدون كيداً، لحرب الدين، وإفساد المسلمين، وكسر معنوياتهم ، بعد أن فَشِلوا في حرب السلاح كما صرح الكثير من رؤسائهم , إن زرع الفتن ، وإفساد القلوب ، ومحاربة العقول أهونُ بكثير من حرب السلاح والدبابات ، بل و أسرعُ نتائجاً .