الخميس، 19 مارس 2015

أميركا بين تناقضات نيكسون وحسم كيسنجر ج1


بقلم : على بركات

مازال حصار العقل العربى أحد ميكانزمات السياسات الغربيه … ، وأحد أهم مخرجات المحتل ليس فقط للأرض …، بل للنخب السياسيه والإعلاميه وقطاع ليس بالهين من مُدعى الثقافه ، وأُعنى هنا من يخط بالقلم المقال والروايه و… من المؤدلجين ، وهذا الحصار للعقل العربى جزء هائل من معضلات خسائر وتقيحات نفايات الماضى والحاضر ، وإن لم نستفيق من سُباتنا العميق … سَيَمس الآتى من عُمر حضارتنا … كما مسها فى خدر الماضى ، ستعيش فينا التناقضات … وسيحسم التاريخ فينا سيفه فى ظل المثاقفات التى لا مساق لها  ، وفى ظل حصار عقولنا .
المبادئ قد لاتتجزء ، لكنها إذا أضحت جزء من اللعبه السياسيه اُفرغت من محتواها اللغوى ، وما أستقر فى عُرف العقل الجمعى … وأُدخلت مصانع التملق وأصبحت كالأميبه فى الجوف القذر ، وهذا مفهوم عام لسياسات تنّبنى عليها قرارات إستراتيجيه لدول المركز وإذا ما رسمنا خريطه سياسيه لعالمنا المعاصر … ستكون الولايات المتحده أحد أهم دول المركز صانعة الأحداث ، فى الخريطه السياسيه .
وحتى نقترب من منطق ما أسلفنا فى صدر المقال ، لابد أن – لا نُعير الخطاب الإعلامى – لسياسي دول المركز إهتمام … بقدر التَبَحُر والتغول فى المناخ العام الذى يلف المنطقه الساخنه ، قد يكون الخطاب الإعلامى مُغاير تمام لما يدور خلف الستار ، وفى أحسن الأحوال مصداقيه ، قد لايمس سوى الواحد فى المائه  من حقيقة ما دار وتم نضجه تحت الطاوله ، والرئيس الراحل لأميركا نكسون أحد أهم السياسيين الذى أفرزت سياساته تناقضات فجه … بين القول فى الخطاب الإعلامى والفعل السياسى ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، مبدأ ما بات يُعرف ’’ بمبدأ نيكسون ’’ والذى لخص فيه الوجه السياسى للولايات المتحده الأميركيه آنذاك … والذى نادى فيه بمعايير ثلاثه بحسب ما جاء فى كتاب هينرى كيسنجر’’ الدبلوماسيه ’’ أولاً  ستحافظ أميركا على إلتزاماتها التعهديه ، ثانياً ستوفر أمريكا الدرع ، لو هددت قوه نوويه حرية أمه حليفه لنا ، أو أمه نرى أن بقائها حيوي لأمننا ! ، ثالثاً فى الحالات المنطويه على إعتداء – لا – نووى ستنظر أمريكا للبلد المهدد مباشره كى تمارس المسؤوليه الأساسيه بإرسال القوات البشريه لأغراض دفاعيه .
على الوجه الآخر يجرى الرئيس الراحل نيكسون مقابله مع مجلة ’’ تايم ’’ فى الثالث من كانون الثانى يناير 1972 يوضح قائلاً : علينا أن نتزكر أن الوقت الوحيد فى تلريخ العالم الذى نتفيأ به ظلال فترات طويله من السلام هو الذى نشهد فيه توازناً فى القوى ، ذلك أن خطر الحرب ينشأ حين تتقوى أمه ما أكثر من منافسها المحتمل ، لذلك ، أؤمن بعالم تتمتع به أميركا بالقوه ، وأعتقد أن رايات السلام سترفرف على العالم أكثر لو برزت فيه أميركا والأتحاد السوفيتى والصين واليابان كلها قويه وكلُ يجذب خيط التوازن من جانبه ، وليس العمل ضد الآخر .!!!
كما قال نيكسون مخاطباً بوسعى القول وأنا أتحدث للولايات المتحده الأميركيه : لارغبه لدينا بأرض آخرين ، ولانسعى للهيمنه على أى شعب كان ، فمرامنا العيش بسلام ليس لنا فحسب بل ولجميع قاطنى المعموره ، وسنستنجد بقوتنا لحفظ السلام فقط ، لا لتعكيره ، وللدفاع عن الحريه لا تدميرها .!!!
هنا يجب علينا تبيين حجم التناقض فى الخطاب الإعلامى للولايات المتحده وإفتقاره للتناص مقارنةً بواقع السياسه الأميركيه ، وكيف أنها تخلت فى جُل مواقفها السياسيه … عن الأدوات السياسيه ، وأستمسكت بأدوات الصراع المباشر والغير مباشر إن شاء الله فى الجزء التالى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق