العدوان ( الصهيوإسراأمريكى ) على غزه وعجز النظام العربى الحاكم ج2
بقلم \ على بركات
ويتبادر للأذهان سؤال مُلح كاشف لحقيقة توارت فتره غير وجيزه من الزمن خادعه مخادعه … أين دور إيران وحزب الله من العدوان ( الصهيوإسراأمريكى ) على أهلنا فى قطاع غزه ؟! ، والمتابع بشكل دقيق لسياسات إيران الخارجيه وذراعها العسكرى فى لبنان حزب الله يخلص إلى حقائق عده متواتره إذا ما استحضرنا فى القراءه ثوابت السياسه الإيرانيه ، لقد صدعت إيران رؤسنا بتبنيها للقضيه الفلسطينيه ووقوفها بجانب أهلنا فى فلسطين … وكذلك حزب الله ، وهنا يجب ان تتمهل الحروف والكلمات لتوضيح حقيقه موقفيهما ، فإيران بثوابتها السياسيه التى ينص عليها الدستور تعادى أهل السنه وهذا واضح بشكل جلى فى الدور الذى قامت به فى العراق ،وأفغانستان ،وفى سوريا ودعمها الصريح لنظام البعث فى دمشق وقد تناولنا هذه الجزئيه بشكل من التفصيل فى عدة مقالات منها أمريكا وإيران حلفاء أم أعداء … ومقالات اخرى تناولت الشأن السورى وكذلك العراقى نشرت معظمها فى عرب تايمز وصحف عربيه اخرى ، ومن الخزى بمكان موافقة إيران بالمبادره – المصريه – لوقف العدوان على غزه ، وهى مبادره قد لاترتقى للحديث عنها ولكن المقام يلزمنى تناولها – فقط – كمعين لتأكيد قناعتنا فيما نتناوله ، وحقيقة المبادره يعلمها القاصى والدانى وحديثى العهد بالسياسه أنها مبادره – إسرائيليه – مائه بالمائه بإمضاء صبيانها فى – النظام الحاكم فى مصر – وان تعنت الإداره فى مصر وعدم رغبتها فى تعديل المبادره – هى رغبه إسرائيليه بإمتياز – … ويستقر فى تصورى المتواضع علم طهران بذلك ، وإذا ما طرح قارئ ما علامة الإستفهام … كيف وإيران ساعت حماس إقتصادياً وعسكرياً ؟! وقبل ان نجيب نقر بذلك ولا ننكره ، ولكن فى عالم السياسه قد يرمى المرء بالسهم فى إتجاه وعيناه على إتجاهٍ اخر ، ودعم إيران لحماس فى مرحلةٍ ما هذا يصب فى وادى مصالحها الإقليميه بشكل غير مباشر أكثر من المصلحه المباشره التى تعود على حركة المقاومه حماس … لإدراك إيران أن لعب دور إقليمى فى المنطقه يتطلب أوراق ضغط ، وهى رساله – للكيان الإسرائيلى – والولايات المتحده بأنها – إيران – تستطيع ان تكون رومانة ميزان وتغير فى المعادله التى ستؤثر على المصالح الإقليميه للغرب فى المنطقه ، ومدلول استقلال إيران شأن كل دول العالم يقاس بهامش إستقرار القرار لديها – وهى تعى ذلك جيداً ولذلك تسعى لدعم بعض الحركات للضغط على أطراف اخرى لكسب مساحه من إستقلالية القرار وبسط النفوذ كما فى العراق وكما تأمل فى سوريا .!
وحزب الله تحديداً حقق ظهير شعبى عربى – فى الماضى – بمتاجرته بالقضيه الفلسطينيه برغم أنه لم يسبق له أخذ موقف عملى عسكرى مباشر ضد – إسرائيل – على الأرض وكل مناوشاته فى جنوب لبنان فى الحدود المشتركه مع الكيان كانت من أجل لبنان فقط ، وقد إنكشفت مكنونات طبيعة سياسة حزب الله التى ظلت مختبئه عقود خلف التصريحات الناريه المهاجمه – لإسرائيل – الصراع القائم منذ ثلاثة أعوام بين نظام البعث فى دمشق وأهلنا فى سوريا الحبيبه … وكيف أنه يساهم وبقوه فى حصد أرواح الأبرياء ، وثمة فيلم وثائقى يجمع بين المدعوا – حسن نصر الله – ومبعوثين من واشنطن وعندما سؤل الأول عن الشأن الفلسطينى أجاب ( القضيه الفلسطينيه شأن يخص الفلسطينيين … وما يهمنا هو الجنوب اللبنانى ).!
والنظم العربيه قد تناولنا إخفاقها وإنبطاحها وتزلفها للغرب مراراً وتكراراً ، وتظل المقاومه هى الرهان الوحيد فى الوقت الراهن لحين تخلص الرعيه من النظم الفاسده التى تخشى ملاقاة العدو حتى وهى تراه يزحف اليها ،وكما أسلفنا سجنت خياراتها الإستراتيجيه فى الحل السياسى حتى لا – يتعفر – قميصها الدبلوماسى بتراب الحل العسكرى ، وتبقى فصائل المقاومه هى الرادع الوحيد فى المنطقه لكسر المحتل ( الصهيوإسراأمريكى ) ووقف تمدده الفزيائى فى ظل إنكماش الرؤيا للنظام العربى والإسلامى المتجمد مع إستثناء الشعوب نسبياً من دائرة الإنبطاح.! وكما اسلفنا فى الجزء الأول من المقال … أن المقاومه تمتلك ميكانزمات عسكريه أظهرت البعض منها والأخر تدخره فى اللحظات الفارقه فى الصراع … إذا ما توصلت الأطراف التى بيدها خيوط وقف إطلاق النار “نستثنى النظام فى القاهره ’’من وقف إطلاق النار … وأسر الجندى الإسرائيلى – شاؤول – وحصد أرواح عشرات الجنود منهم ضباط وقاده مع عدم توازن القوى العسكريه بين المحتل والمقاومه الفلسطينيه هو نصر ساحق ، خاصةً إذا ما تناولنا المشهد بشكل أوسع كعمل متكامل ، ليس من الضرورى ان يخلف القتل والدمار نصراً عسكرياً إذا ما أعتبرنا ان العمل العسكرى ومآلاته دوره من دورات العمل السياسى ، فالعرب انتصرت فى حرب العاشر من رمضان على الكيان الإسرائيلى عسكرياً لكنها خسرت بكل المقاييس سياسياً بجرها للمفاوضات والمعاهدات التى تولد عنها إعتراف ولو ضمنى – بالكيان الإسرائيلى – ( نستثنى الشعوب العربيه ) وتهميش وتحييد النظم العربيه وجيوشها من القضيه الفلسطينيه … مما أتبعه إنحصار لحجم القضيه من تحرير فلسطين كامله إلى العوده لحدود 1967 ، وكذلك دكت الوالايات المتحده فيتنام لكنها خسرت بكل المقاييس سياسياً … وتلاها أفغانستان والعراق والصومال ، فالحرب التى تدمى فقط ولاتسقط الآخر أرضاً نصر غير متكامل ، والمقاومه الفلسطينيه بكل فصائلها تمتلك أيضاً النفس الطويل وفق كل هذا وذاك تمتلك ورقه رابحه ” عون الله ’’ تلك الورقه التى أسقطتها الجيوش العربيه من عقيدتها القتاليه عند ملاقاة العدو ، وكما نوهنا فى الجزء الأول أن المقاومه هى العنصر الحاسم الوحيد فى الوقت الراهن لحين تحرير الشعوب العربيه من النظم الوظيفيه الحاكمه لها ، ولقد أتت المقاومه أوكلها بضرب الإقتصاد الإسرائيلى بفضل الله ثم الصواريخ التى دكت مطار الكيان فى – تل الربيع – وبذلك أجبرت المقاومه عواصم عالميه على رأسها واشنطن لبحث – عملية – وقف النار ، وفى تصورى لقراءة الأتى سوف تركن الدبلوماسيه الأمريكيه لحث إسرائيل على وقف إطلاق النار حتى لا تتمرغ سمعتها العسكريه فى الوحل وحتى تتقى إثارة الداخل الإسرائيلى وتداعيات الحرب النفسيه على الإسرائيليين .!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق