الاثنين، 17 أكتوبر 2016

رغبات وشبهات



بقلم : سماح دسوقى 


دائماً ماتسعى النفس وراء رغبتها وشهواتها للبحث عن اللذة والمتعة تلك الفطرة التى فطر الله الناس عليها ولكن الله حددها بضوابط شرعية التى تتشكل على هيئة حلال وحرام .

فقد أرسل الله الرسل إلى البشر مبشرين ومنذرين وأنزل عليهم الكتب السماوية بها قوانين تشريعية تصلح لاخرتهم ولدنياهم فتجد النفس البشرية فى صراع دائم مع حالها فالانسان السوى هو الذى يعرف عظمة المعصية ويخشى دائماً الوقوع فيها ويبحث دائماً عن البدائل التى أحلها الله لنا ونفساً أخرى تتبع الهوى ووساوس الشيطان ودائماً ما يزين لها الشيطان الوقوع فى المعاصى ويجد لها الحجج والبراهين لذلك .

ولقد ذكر الله النفس فى القرأن فى عدت مواضع منها حين أقسم الله بها فى سورة القيامة فقال الله تعالى ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) وفى سورة الفجر قال الله تعالى (يأيتها النفس المطمئنه ارجعى إلى ربك راضيه مرضيه ) وفى سورة يوسف قال الله تعالى ( وما أبرىء نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلامارحم ربى إن ربى غفور رحيم ) .

فتعد أقوى شهوة فى الانسان هى الشهوة الجنسية فتجد الرجل والمرأة كل منهم يميل نحو الطرف الاخر ثم تليها باقى الشهوات الاخرى من مأكل وملبس ومشرب وحب السلطة والاموال والاولاد لقول الله تعالى) زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب..) 
فمن المعروف أن الشهوة الجنسية عند الرجل أقوى من الغريزة الجنسية لدى المرأة لقول الله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) فحدد الله العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة بالزواج الشرعى الذى أساسه القبول , المهر, الولى , شاهدين عدل , الاشهار , أما بخلاف ذلك بأن يقول الرجل للمرأة زوجتك نفسى وهى تقول له زوجتك نفسى على سنة الله ورسوله والله شاهد على ذلك العقد فهو زنا واضح وصريح .
وأما ان يتزوج الرجل بالمرأة عن طريق وليها وشاهدين عدل ولكن بدون أشهار ولاتوثيق فزواجهما صحيح ولكن يحاط به الشبهات من كل جانب فأين العقد الذى يثبت أنهما متزوجين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهي الـقـلب)
وعن علي بن الحسين رضي الله عنهما قال: إن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب (أي ترجع) فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلكما، إنها صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً )
فهذا لسان حال رجال هذا الزمان لا يريدون تحمل المسؤلية ويلهثون وراء رغباتهم ونذواتهم وأقامه العلاقات المحرمة مع النساء بحجة الصداقة والتعارف وعندما تطلب منه المرأة الزواج وان تكون العلاقة فى إطار شرعى يقول لها هل كان على عهد النبى كتابة وتوثيق لهذا الزواج يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ )
فعلى الانسان العاقل أن يتحرى دائماً الحلال ويبعد عن الشبهات والمحرمات فلا يتكلم الا صدقاً ولايأكل ولايشرب الا طيباً ولايضع نطفته الا فى الحلال فأن لذة المعصية تعقبها حسرة وندامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) .