سياسه بلا عنوان ... ووطن محتل !ج3
بقلم : على بركات
من وحى الحركه السياسيه على الارض ، نستلهم رؤيتنا ونستقرء المآلات ... وبما يتوفر لدينا من معطيات ، ومخزون معلوماتى مسبق نستحضره بالقدر الدى يعيننا على إدراك المسأله السياسيه التى تلف المنطقه العربيه ، ليس فقط للتحليل الموضوعى والتأمل المتعمق ... بل لإيجاد الحلول التى لا تتأتى إلا بمس المعضله السياسيه من جذورها ( وليس أطرفها ) ، والمسك بعميقها ( وليس سطحها ) ... حتى لا نقع فى بئر متاهات الدجل الإعلامى الذى يحتل مساحات ليس لها حد من شاشاتنا العربيه ( وكذلك العالميه إذا ماتعلق الأمر بالشرق الأوسط) ، ولايعنى المسك بخيوط المسأله السياسيه وإيجاد حل لها ... أنها قطعاً ستُحل ، ففى عالم السياسه ... البرجماتيه هى التى ( تقرر ) ، البرجماتيه التى جعلت من معظم سياسى العالم مرتزقه فى زى من ( الوقار والأناقه ) ... لأنه ليس بالضروره أن يكون المأزق السياسى لدى دولة ما ... من منظور نظام سياسى آخر فى دولة ما ( خاصةً دول المركز ) أن يشكل لها نفس المأزق ... بل ربما يحمل فى تداعياته إنفراجه ـ بحسابات المصالح والمكسب والخساره على المديين القريب والبعيد .!
نود بعد هذا المدخل أن نُحيل القارئ الى ما أشرنا إليه فى الجزء السابق ، الخاص بما يحدث فى الداخل التركى ، لقد بينا أن روسيا سعت ومازالت لتوتر الداخل التركى لإرباك النظام الحاكم فى أنقرا ، حتى تعرقل مساعيه فى مد المعارضه السوريه بالمساعدات العسكريه ... وقد ح
دث بالفعل الإنفجار الهائل الذى قامت به جماعة حزب العمال الكردستانى الذى نتج عنه مصرع العشرات من المدنيين ... كما بينا أن سمة جسر من العلاقات بين روسيا وحزب العمال الكردستانى تعود للفتره التى عاشها زعيم الحزب عبد الله أوجلان فى روسيا ! ، وهذا التقليب يصب فى بوتقة المصالح الأميركيه التى أنفقت حتى الآن ما يقرب من 2 ترليون لإسقاط ـ الرئيس رجب طيب أردوجان ـ بحسب ما جاء فى الكتابات الأخيره للمؤرخ والمفكر السياسى الدكتور محمد الجوادى ـ ، ولن نتسائل من أين تأتى أميركا بهذا الأنفاق ومازال دولارها متماسك فى السوق العالميه ، فتلك قصه آخرى !!!.
أما عن التحضير الغربى لفتح المجال على جميع المستويات لروسيا للدخول عسكرياً فى سوريا ... فهو يشكل كما أسلفنا دهشه إذا ما تم تمريره على ( قيم العلوم السياسيه النظريه) ، لقد سَوقَت الآله الإعلاميه الغربيه للسيل العارم من اللاجئين السوريين ـ بقصد ـ وأوعزته لبطش الدوله الإسلاميه ـ بقصد ـ وراحت تقيم الندوات واللقاءات المتلفزه ـ وبكثافه إعلاميه ـ توحى بقدر بلغ مبلغ التواتر للمراقب الحذق أن ثمة تحضيرات خلف الستار لمنطقة الشرق الأوسط منطلقه سوريا ... فتاريخ الهروب من سوريا بدأ مند قيام الثوره فى سوريا واستفحل مع زيادة الإستخدام المفرط للآله العسكريه لبشار ونظام البعث فى دمشق مع غياب الحل الدبلوماسي !... ولم تُعير الآله الإعلاميه الغربيه الاهتمام مثل الآن ... ولم نسمع سوى جمله ـ على استحياء ـ صحيحه من الناحيه اللغويه ، لكنها غير مفيده سياسياً ، ـ أن الأسد فقد شرعيته ـ ! ، ولم تُسمع آذاننا أن اللاجئين السوريين يهربون من بطش آلة البعث العسكريه ! .
على الأرض كان هناك خطان متوازيان من التنسيق بين كل الدوائر السياسيه الغربيه بقيادة أميركا ! وروسيا ، خط سياسى يشجع ويبارك ويحث الروس على الدخول عسكرياً تحت زعم محاربة الإرهاب وتنظيم الدوله ، وخط آخر مُتمثل فى إخلاء المنطقه الشرقيه بأكملها من الأميركان لتكون ـ عسكرياً ـ تحت السيطره الروسيه وبالطبع تغطية التكاليف من معظم دول الخليج ! ، وفى مقدمتهم دولة الإمارات ، أُختزلت المؤامره فى عدة لقاءات كان أبرزها ترحيب المستشاره الألمانيه ـ أنجيلا ميركل ـ بالتدخل الروسى معلنه أن إنهاء ـ الحرب الأهليه فى سوريا لن يكون إلا بتدخل روسيا ، كما أردفت أن هذا لايصح سوى فى الحاله السوريه ـ ولا نعرف ما هى المعطيات التى سمحت للمستشاره بهذا التكهن الغريب ؟!، إعلان وزير خارجية بريطانيا أن بلاده لاتمانع بقاء بشار الأسد رئيساً فى الفتره الإنتقاليه ، كذلك تصريح وزير خارجية جمهورية النمسا بأن الأولويه للتصدى للأرهاب ونحتاج مشاركة الأسد وروسيا وإيران ! ، تصريح وزير خارجية اسبانيا خوسيه مانويل من طهران أن خكومة بشار هى من تمتلك الشرعيه ولها مقعد فى الامم المتحده ، كما تم إنشاء كيان ذو تنسيق أمنى بين روسيا وإبران والعراق وبالطبع نظام البعث فى دمشق وعلى مستوى عالٍ من التنسيق مع ـ الكيان الإسرائيلى ـ مهمته الأساسيه جمع وتحليل وتبادل المعلومات حول المنطقه وإيصالها الى هيئات الاركان لهذه الدول ، ولقد اعترف الفريق ( سيرجى كورالينكو ) الروسى فى مقابله له من موقع روسيا اليوم أن ثمة ـ تنسيق كامل ـ بين بين روسيا والإداره الأميركيه بهذا الصدد .
ومن اشكال التنسيق مع تل أبيب ان أوضحت روسيا حسب ـ تايمز أو إسرائيل ـ أن روسيا قد طمئنت ـ تل أبيب ـ مسبقاً بجمبع الأهداف كما اتصلت قبل اول هجوم لها فى 30 09 2015 بمستشار الامن القومى الاسرائيلى ـ يوسى كوهين ـ وأخبرته بيفاصيل العمليه الجويه قبل شنها ، ومن قبلها فى 21 09 2015 طمئن الرئيس الروسى بوتن رئيس وزراء الكيان الاسرائيلى انه لن يقوم بعمليات فى الجنوب السورى وسيحرص على ـ ألاَ ـ تقع أية أسلحه فى أيد ـ حزب نصر الله ـ !
هل هذا الحرص ـ الأسرائيلى ـ على حسم المعركه فى سوريا سيكون باعث لها ودافع لأن تدخل الحرب مباشرةً فى سوريا ، لأظن ذلك ... رغم أن روسيا لم ولن تستطيع حسم المعركه لصالحها ، بالأضافه لطرح علامة إستفها فى غاية الأهميه ، هل كان فى جعبة اميركا ، ومن وراءها الغرب حسم الأزمه السوريه ومتى ؟! الإجابه نعم والتفصيل فى الجزء الرابع إن شاء الله........
| |